الجزائر

كمال داود.. عقدة قديمة!



كمال داود.. عقدة قديمة!
الدعوة الى تطبيق حد القتل بحق كمالداود عبث لا طائل منهيقال إن تصريحات الصحفي كمال داود لأخيرة التي أطلقها بين أحضان الفرنسيين ألهبت ساحة النقاش في بلادنا، لكنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من تلك التي تضع قيم الجزائريين كجسر عبور إلى قلوب الفرنسيين لكسب ودهم وجوائزهم التي لا تختلف كثيرا عما كان يهبه أسلافهم لطابور المتعاونين معهم.لذلك نقول إن تصريحات كمال داود يجب وضعها في إطارها الحقيقي، لأن هذا الشخص الذي يثير هذه الزوبعة لا يختلف عن عشرات الكتاب الجزائريين من أمثال بوعلام صنصال وطابور "الحركي الجدد" من الكتاب المتفرنسين الفرانكوفوليين المستلبين الذين يرون أن فرنسا هي الحضارة، و أن الغرب هو القيم الراقية، وأن الانتماء للعرب والعروبة والأمازيغية والإسلام بربرية وعنف وقتل.. ولست أدري أي كفاح وأي نضال هذا الذي خاضه وضد من ومن أجل من حتى يثير هذه الردود القوية، هو لم يخض أي معركة ذات بال، حتى أن ما يكتبه لا ينتبه له 99 بالمائة من الجزائريين المنشغلين بالمعارك الحقيقية، لا ترف التنظير وجنون الأفكار والتطرف في الطرح فهذا فكر تجاوزته البشرية، حتى أن مراكز البحث في أمريكا وبريطانيا والأراضي المنخفضة لم تعد تحفل كثيرا بأمثال هذه الخردة الفكرية التي تنفث سمومها ضد العرب المسلمين، وبات لمسلمي بريطانيا وأستراليا وأمريكا مجالسهم ورأيهم وقنواتهم وصحفهم ووزنهم، وفي كثير من دول العالم أصبحت المناسبات الدينية للمسلمين والعرب جزء من ثقافة سكان تلك البلدان. أما شرذمة المستلبين والمنبهرين بثقافة التحرش الفكري بالآخرين، فهؤلاء لا نجد لهم مكانا إلا في دولة الاستعمار السابقة، حيث ورث البعض أفكار أسلافه سواء من الفرنسيين أو من الجزائريين وكل إناء بما فيه ينضح.. هم يمثلون جزء مريضا من الجسد، ومواقفهم لا تمثل أي شجاعة تذكر، بل هي مواقف خانعة خاضعة تابعة وليست أصلية ولا تمثل شيئا يذكر في ميزان الجزائريين الذين يمقتون العمالة ونكران القيم الحقيقية التي تنتمي إليها المجموعة القومية، لذلك تبدو دعوات القتل بحق كمال داود ضرب من الجنون أو هي عبث بالمفردات ... أو لم يقل شاعر عربي : ملئُ السنابل تنحنيْ بتواضعٍ والفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ.. الذين يدعون إلى هدر دم الصحفي كمال داود لا يقدرون معنى الكلمات، لأن هذا المصطلح أكبر من حجم من يتنكر لقيمه وانتمائه، ومحاولة صناعة بطل من هذا الورق عبث لا يختلف عن عبث الكلمات والمفردات التي خرجت من فم "المهدور"، وهو يغازل الفرنسيين بالتهجم على قيم أمته، طبعا الموقف لا يختلف عن ذلك الذي شاهدناه قبل عقود، عندما كان الضابط الفرنسي يقرأ القرارات والتعليمات على الأهالي ليعيد البشاغا ترجمتها لسكان الدوار..اليوم الدنيا تغيرت، كما قال أحد الكتاب العرب والإحصائيات الرسمية الصادرة مؤخرا تؤكد مايلي:«احتلت اللغة العربية المرتبة السابعة بعد كل من الإنجليزية، الصينية، الإسبانية، اليابانية، البرتغالية، الألمانية، ثم حلت بعدها الفرنسية في المرتبة الثامنة، وقد تفوقت اللغة العربية على الفرنسية في عدة مستويات أخرى من بينها انتشار الأنترنت حسب اللغة، حيث تم تسجيل نسبة 18.8 بالمائة للعربية مقابل 17.2 للفرنسية، وكذا نمو استخدام الأنترنت ما بين عامي (2000 و2010) بنسبة 2501.2 بالمائة للعربية مقابل 398 . 2 بالمائة للفرنسية. وفيما يخص مستخدمي الأنترنت من الإجمالي العالمي، حيث بلغت نسبة 3 . 3 بالمائة للعربية، مقابل 3 بالمائة للفرنسية"، حسب تقارير صحفية نقلا عن إحصائيات الشبكة العالمية، وليس هذا فحسب فقد أظهر استطلاع للرأي بأن توسع الاتحاد الأوروبي شرقا دعم انتشار اللغة الألمانية التي أصبح مواطنو دول الاتحاد الموسع (25 دولة) يتحدثونها أكثر من الفرنسية.. وشمل الاستطلاع أشخاصا بالغين تفوق أعمارهم ال 15 سنة، رغم كل هذا فإن مواطني الخردة الفرنسية يجرون بضاعتهم الراكدة في أوروبا إلى مدارسنا وإعلامنا وثقافتنا في محاولة لفرض بضاعة راكدة لم تعد تمثل النموذج الفكري واللغوي في العالم، لذلك أقول تعالوا نواجه كمال داود بطريقتنا الفكرية، بتنمية إبداع العقول العربية، بتطوير أدوات اللغة والانتماء بما يلبي حاجات الناس في هذا العصر. أما الفرنسية والفكر الفرنسي فهو ميراث لعين من زمن العبودية والاستعمار الذي يحن إليه أعوانه. إذا كان كمال داود يشتم القيم ويسب الانتماء، فهذا فعل الجبناء والعملاء وليس الأبطال والشجعان، وأن أي دعوة لسفك دماء من يفكر، لا تختلف عن الفكر المنحط لهؤلاء الذين باعوا انتمائهم للغرب مقابل جوائز وكلمات لن ترفع عنهم لعنة شعوبهم وأوطانهم... إذا كان هذا الانتماء لا يغري كمال داود وأمثال فليذهبوا بعيدا عنا إلى وطن آخر وقيم أخرى وأديان أخرى.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)