الجزائر

كلام آخر من الرئيس المقبل ..؟


الرئيس مريض .. الرئيس غير مريض .. الرئيس يؤدي وظائفه الرئاسية كاملة .. الرئيس لا يؤدي وظائفه ومهامه الدستورية الإمبراطورية إلا في حد أدنى .. فلماذا أعطيت له هذه الصلاحيات .. تساؤلاتنا هذه الأيام؟! في كل هذا دروس الماضي ينبغي أن نعيها تماما.. البلاد في حاجة لمؤسسات شرعية تمثل مصالح كل الجزائريين وفي حاجة لمؤسسات بشرعية قوية ولسنا في حاجة لرئيس ضعيف أو قوي لسنا متأكدين أنه مسؤول عن جميع أفعاله ولسنا متأكدين أنه يستطيع ممارسة جميع وظائفه. نريد رئيسا مقيد السلطة بحرية الشعب وقواه . نقول من ناحية أخرى البلاد في حاجة لرئيس يترجم هذه المرة حل مشكلة السلطة التي ظلت تشكل أزمة كلما جاء زمن تغييره أو ذهابه أو تنحيته واستبداله و. رئيس قوي الشرعية يأتي بنضاله لا نتيجة للتوازنات الظرفية لأصحاب السلطة والنفوذ. وعلى هؤلاء أن يتركوا الأمر للناس للجزائريين هذه المرة وابتداء من هذه المرة.  منطق البحث الساذج عن الزعيم ينبغي الثورة عليه لأنه كان كارثيا على بلداننا. لهذا ما ينبغي أن يتغير في تفكيرنا هو التوقف عن البحث عن الشخص قبل البرنامج والبحث عن الشخص قبل المؤسسة. الكل يذكر عبد الناصر وبومدين وغيرهما من الزعماء الذين ما زالت الشعوب العربية تكن لهم الكثير من التقدير والاحترام ولكن إذا كان هناك من خلاصة لا بد من الخروج بها فهي: ما أنتجته فترات حكم عبد الناصر وبومدين لم تحدث تراكما ثوريا حقيقيا وكان التخلي عنها سهلا بمثل سهولة إقرارها، أي بقرار سلطوي. والتفسير يعود لعامل أساسي هو: غياب المؤسسات. الآن نحن في زمن آخر إنه زمن الزعيم هو الشارع، وحتى تثمر ثورة الشارع تغييرا حقيقيا وتثمر تنمية وتطورا وتراكما نافعا لا بد من الانتقال من الزعيم للمؤسسة. وأقول المؤسسة وليس الجهاز، فعلى الأجهزة البيروقراطية، الإدارية منها والأمنية أن تكتفي بوظائفها.  في دول المؤسسات تنجح المؤسسات حيث يفشل الأفراد ونحن تغطي الأجهزة فشل الأفراد وفشل الحكومات إنها تعصمهم قانونا إنها تمنحهم حماية قانونية تشبه حماية السلطة الاستعمارية لمسؤوليها من كل مساءلة أو متابعة قضائية مهما كانت التهمة الموجهة لهم .. وذلك لسبب بسيط إنهم في خدمتها وليسوا في خدمة الشعب. زمن الكاريزما قد ولى ونحن اليوم في زمن الشعوب التي تنشد العدل والعدالة وتنشد الحقوق والكرامة وتنشد الحرية والسيادة نحن في زمن البحث عن الدولة القانون عن دولة سيادة القانون نحن في زمن البحث عن حماية الناس من السلطة لا حماية السلطة من الناس نحن في زمن البحث عن أحسن سبل تجسيد سلطة الشعب أو السلطة للشعب .  لسنا في زمن لا الخلفاء ولا الزعماء نحن في زمن الناس زمن المسلمين الذين أمرهم شورى بينهم زمن المواطنين لا الأتباع ولا المريدين ولهذا فلا حل غير الدولة المؤسسات، دولة القضاء المستقل ودولة سلطة الشعب من خلال منتخبيه. نحن في زمن البحث عن قائد يقود أمة ويقترح عليها مصيرا .. نحن في زمن قائد بقرار من الناس وليس من '' أصحاب الشورى'' ولا من '' أصحاب القرار'' نريد قائدا كأردوغان يناضل سياسيا يخرج للناس يقنع الناس فيختارونه عن دراية أكيدة يكون في خدمة شعبه لا في خدمة أجهزة وبيروقراطيات ولا أفرادا  ومجموعات.  نحن في زمن بدء البحث عن دولة لا يعلو فيها صاحب سلطة أو نفوذ على القانون زمن ينبغي أن يصغر فيها الكبير أمام اختيار الناس بعد زمن كبر فيه المسؤول على الناس تسلط عليهم وتجبر علمهم الفساد وعاملهم بعقلية الإسكات بالرشوة الدائمة وبعقلية شراء الذمم وشراء السكوت .. لماذا لا نلزم الساسة بالنضال من أجل أفكارهم إن كان لهم أفكار للوصول إلى قلوب الناس وعقولهم ومن أجل إقناع الناس بالتضحيات وبالجهد من أجل الوطن ومن أجل مبدأ من أجل مثل من المثل من أجل غد أفضل من أجل ثقافة وحضارة من أجل مكانة بين الشعوب.. ومن سيأتي بعد بوتفلقية، أهو أويحيي أم بلخادم أم بن فليس؟  لا نريد إسما يسبق اختيارنا ولا إسما يسبق مصالحنا ولا إسما نرغم على القبول به بذريعة أنه مرشح إجماع .. إجماع أصحاب النفوذ والمصالح في الداخل ورضا أصحاب المصالح في الخارج .ئ؟   mostafahemissi@hotmail.com
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)