الجزائر

كريم ''بونغ بوي'' على خطى لطفي ''دوبل كانون'' فرق ''الهيب هوب'' بين معتزل للسياسة ومحتضن للثـورات الشعبية



عبّرت أغلب فرق الهيب هوب المشاركة في الطبعة الأولى لـ أوربان بلادي في بجاية، عن تفاديها تناول المواضيع السياسية في مقاطعها الغنائية. ففيما فضّلت الكثـير منها الاحتفاظ بآرائها اتجاه القضايا السياسية وما تواجهه الشعوب العربية من ثـورات، تعتبر فرقة كريم بونغ بوي من سوق أهراس أول من غنّت للثـورة في تونس، بل تنبأت حتى بسقوط نظام بن علي،
وهروب ليلى طرابلسي وشقيقها فرارا من الهيجان الشعبي.
 لا تتناول فرق الهيب هوب ، حسب إجماع جل المشاركين في طبعة أوربان بلادي ، سوى المواضيع الاجتماعية، والتي تعني بالدرجة الأولى الطبقة الضعيفة في المجتمع، كالعنف، البطالة، الحفرة، التهميش، الحرية، الحب، اللاعدل والمشاكل التي يعاني منها الشباب عامة، بطريقة لا يختلف عنها الكثـيرون في وصفها بالجريئة، وباستعمال النقد كوسيلة للتعبير، ونقل الصورة الحقيقية للواقع.
وفيما اختارت أغلبية الفرق التي تحدثـنا مع أفرادها، منها دي جي ديدير و بيل كا من فرنسا، و دكتور حاح و دي جي نايث من بجاية، الشابة صبرين من الجزائر، بي في جي لا زنقة من قسنطينة، كريم الفان و الشابة دليلة من عنابة، وكذا هراج أم سي و دي جي فوزي من ولاية وهران، اجتناب المواضيع السياسية والاحتفاظ بآرائها اتجاه الثـورات الشعبية التي تجتاح البلدان العربية، فضّلت على العكس منها فرقة كريم بونغ بوي من سوق أهراس، تناول الموضوع بجرأة، مع التعبير عن رأيها من خلال المقطوعات الموسيقية، عن كل ما يدور في الجزائر وفي البلدان العربية. وكانت البداية، حسب كريم، بالتطرق إلى القضايا الوطنية من خلال أغنية تناول فيها مقتل رئيس المجلس الأعلى للدولة، المرحوم محمد بوضياف ، وأخرى حول حرية التّعبير عن طريق تكريم أهداه للمغني القبائلي معطوب الوناس ، قبل أن يتنقل إلى القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية بأغنية عن معاناة سكان غزة.
ولكون فرقة بونغ بوي من بين المهتمين بما يجري من أحداث سياسية، ومن باب التعبير عن الرأي في كافة القضايا التي تشغل العامة، يقول كريم، قائد الفرقة، إن الأخيرة تطرّقت إلى موضوع الاعتداء على حافلة الخضر من طرف بلطجية مبارك بانتقاد النظام المصري من خلال أغنية دزيري ، أي جزائري، حيث نالت الأغنية إعجاب المصريين أنفسهم، ترجمتها العديد من الاتصالات التي تلقاها من بلاد الفراعنة، حسب تأكيده لـ الخبر ، قبل أن يتنبأ كريم بسقوط نظام الرئيس التونسي المخلوع علي بن علي في 2010 وفرار حرمه ليلى طرابلسي وشقيقها من تونس نحو الدول الأجنبية، وهو الاستشراف ، الذي لم يخطئ فيه بونغ بوي سوى في نقطة واحدة، تتمثـل في احتمال اغتيال بن علي من أحد مقرّبيه بعد سقوط نظامه، وهو الموضوع الذي تناولته أغنية تونسلام ، أو تونس السلام، التي عرفت رواجا في تونس بعد ثـورة الياسمين، حيث كان كريم بونغ بوي ثـاني ضيف سوسة بعد لطفي دوبل كانون خلال ماي الجاري.
وعن ميول الفرقة لهذه المواضيع خلافا للفرق الأخرى التي تحدثـنا إليها، علما أنها لم تنتج سوى 5 ألبومات غنائية، أكد كريم أن ذلك نابع من انحداره من عائلة ثـورية يحاول السير على خطاها، من منطلق اقتناعه أن الفنان يحمل رسالة نبيلة يجب إبلاغها، موضّحا أنه لا ينوي التهجم على الساسة ولا على الشعوب، ولا أن يكون سلبيا ولا متشائما في المواضيع التي يتناولها، لأن حسب رأيه كل نظام أو قضية تحمل عيوبا وإيجابيات لا يمكن نكرانها، لذلك، أفضل التطرق إلى الثـغرات التي تعاني منها الأنظمة، كما نرمي إلى إخراج طابع الهيب هوب من مأزق انحدار المستوى ورداءة النص الذي يحوّله إلى أغنية سوقية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)