الجزائر

كرونولوجيا التشنج في العلاقات بين المجلس الانتقالي والجزائر ..الاتهامات الباطلة للمعارضة المسلحة في ليبيا والمصالح عكرت أجواء العلاقات مع الجزائر



''الاشتباه في مساندة نظام معمر القذافي ضد الثوار الليبيين، ثم إرسال مرتزقة للقتال إلى جانب قوات القذافي في ليبيا، ثم اتهام باحتضان معمر القذافي''، هي سمة طبعت العلاقات الجزائرية والمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا منذ 27 فيفري الماضي تاريخ إعلان إنشاء المجلس في مدينة بنغازي، وقد بدأت هذه الاتهامات الموجهة ضد الجزائر في التلاشي مع مرور الوقت، إذ لم يقدم المجلس الانتقالي أي دليل عن تورط الجزائر في هذه الأمور، بل قوى التحالف كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا مهمة نفي هذه الاتهامات·وللعودة إلى حيثيات هذه القضية التي دامت سبعة أشهر كاملة:
25 فيفري: يتهم المسمى الحسيني وهو السكرتير الأول في سفارة ليبيا بالصين الشعبية وعبر قناة الجزيرة القطرية، الرئيس الجزائري بتوفير طائرات عسكرية تحت تصرف نظام معمر القذافي في ليبيا من أجل تمكينه من نقل مرتزقة من بلدان إفريقية نحو ليبيا، والصحيح أنه أثناء اندلاع الأحداث كان هناك أربعة طيارين جزائريين بطرابلس وهم ضباط في القوات الجوية الجزائرية كانوا متواجدين في ليبيا قبل ذلك بأسابيع وكانوا يشرفون على تدريب ضباط وطياري القوات الجوية الليبية، وكان ذلك قبل بداية ما سمي بالثورة·
2 مارس: يتهم الناطق الرسمي بإسم المجلس الوطني الانتقالي عبد اللطيف غوقة الموجود بلندن، النظام الجزائري بإرسال مرتزقة لمساندة القذافي من أجل ضرب المعارضة المسلحة في ليبيا، والأكيد ولمن لا يعرف غوقة فهو صديق لمن يسمي نفسه بالمعارض الجزائري محمد العربي زيطوط المتابع في قضية سرقة أموال السفارة الجزائرية في ليبيا وهو قريب من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة ويعمل بالتعاون مع اللوبي المغربي المتواجد في أوروبا·
6 مارس: يصرح الفيلسوف الفرنسي برنارد ليفي على صفحات جريدة ''le journal de dimanche'' بأن مرتزقة جزائريين يقاتلون إلى جانب مرتزقة من تشاد ونيجير إلى جانب قوات معمر القذافي، وبرنارد ليفي معروف لدى العام والخاص في الجزائر، فهو المتطوع رقم واحد للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في حرب العرب لعام 1967 ''النكسة يا عرب''·
7 مارس: مصدر ليبي رفض الكشف عن اسمه في حوار مع الشرق الأوسط بمعنى ''جنرال ايكس''، بأن نظام معمر القذافي قام بتكليف طيارين سوريين وجزائريين وأوكرانيين وصربيين بقصف المعارضة المسلحة·
10 أفريل: المعارضة الليبية تؤكد إلقاء القبض على 15 مسلحا جزائريا أو ما تسميه بالمرتزقة تقاتل ضدهم بمنطقة اجدابيا، ولما طالب الكثير بالدليل، رد الناطق الرسمي بهؤلاء المدعو عبد الموله شمس الدين، ''لقد أوقفنا أشخاصا بدون هوية لكنهم يتحدثون باللهجة الجزائرية''، و''قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين''·
22 أفريل: وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في حوار مع الإذاعة الوطنية يقول أن الاتهامات تخدم أجندات خارجية في إشارة إلى المغرب وبعض الأطراف ذات المصالح الضيقة·
4 ماي: تخرج السلطات العمومية عن صمتها ويؤكد وزير الداخلية والجماعات المسلحة دحو ولد قبلية في تصريح صحفي بأن كل ما نسب إلى الجزائر كذب، والتاريخ يؤكد بأن الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، وتحترم اختيارات الشعوب، وفي حال وصول المعارضة إلى سدة الحكم، فإن الجزائر ستتعامل لا محال معها·
21 أوت الماضي: مع دخول الثوار الليبيين إلى طرابلس، قام مسلحون باقتحام مقر سفارة الجزائر في ليبيا واستهداف العاملين فيها مع تخريبها عن آخرها، وأبلغت الجزائر الأمين العام للأمم المتحدة بالقضية، وبدأ المجلس الانتقالي في ترويض الأمور فظهرت الحمائم والصقور في المجلس الانتقالي حمائم تريد التهدئة وتدعو إلى التعقل وصقور مثل الباني الذي يتهم ''بوتفليقة صراحة بالخارج عن الدين الإسلامي'' في حوار مع تلفزيون ''فرانس ,''24 وقائد الثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج قيادي في الجماعة الليبية المقاتلة والمنتمية إلى تنظيم القاعدة العالمي·
22 أوت: علم ''الاستقلال'' الأخضر والأسود والأحمر يرفرف فوق سفارة ليبيا بشارع البشير الإبراهيمي في بلدية الأبيار بالعاصمة، ومصالح الأمن لم تتدخل لنزع العلم بل رأت ذلك شئنا داخليا·
27 أوت: أفراد من أسرة معمر القدافي يلجأون إلى الجزائر، والجزائر بلد مضيف، لا يمكنها أن ترفض طلب إغاثة لأشخاص طلبوا النجدة، ومصادر تؤكد بأن المعارضة المسلحة ساعدت هؤلاء على الوصول إلى الحدود الجزائرية·
29 أوت: الجزائر تنفي استقبالها لمعمر القذافي، وأكدت أنه في حال دخوله، ستلقي القبض عليه وفقا للوائح الدولية وأوامر العدالة الدولية·
بين كل هذا وذلك وفي اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، تمتنع الجزائر عن التصويت على قرار انضمام المجلس الانتقالي لهيئة الأمم المتحدة، وهي إشارة صريحة إلى بداية الاعتراف به، ومراد مدلسي يؤكد وجود قنوات اتصال مع أعضاء بارزين في المجلس الانتقالي، هؤلاء الذين يبدون أكثر مرونة في التعامل الدبلوماسي، والذين يؤمنون بمبدأ الدولة وتأسيس المؤسسات في إشارة إلى الحكومة الموحدة الممثلة لجميع أطياف الشعب الليبي التي طالما نادت بها الجزائر·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)