الجزائر

“كرمالي مجاهد وليس فقط لاعبا أو مدربا" “الفجر" تستنطق شخصيات رياضية عايشت الراحل “كرمالي"


“كرمالي مجاهد وليس فقط لاعبا أو مدربا
أمنية كرمالي أن يرى الفريق الوطني قويا على المستوى القاري والعالمي
المنية توافيه في الذكرى ال 56 لتأسيس فريق الأفلان
لم يكن رحيل الأسطورة عبد الحميد كرمالي عميد المدربين الجزائريين حدثا عابرا على المجتمع السطايفي والجزائري عامة بل أحيا مناسبة لم تكن شيئا مذكورا من قبل وتناساها الجميع حيث شاءت الصدف أن يتزامن يوم رحيله مع الذكرى ال 56 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني في يوم 13 أفريل1958 وشاءت الأقدار أن تكون نهاية كرمالي بمثابة شهادة تحيي في النفوس هذه الذكرى التي تأخذ أبعادا تاريخية أكدها مجموعة من الشخصيات وأقارب الراحل ممن تحدثت إليهم “الفجر” وأرادوا من خلال هذا المنبر الإعلامي أن يعرف الجميع بأن “كرمالي” ليس فقط لاعبا أو مدربا ولكنه كان أيضا مجاهدا قدم الكثير لهذا الوطن عن طريق الرياضة وساهم بطريقته الخاصة في تحقيق أهداف الثورة الجزائرية وتعريف العالم أجمع بالهوية الرياضية الجزائرية.
“الفجر” تنقلت إلى منزل الفقيد الكائن بحي “بومرمشي” وسط مدينة سطيف لتروي لكم تفاصيل حكاية رياضية جزائرية سيخلدها التاريخ بأحرف من ذهب حيث أنه فور إشرافنا على دخول الحي بدا أمر الحكاية جليا بتوافد المئات من المواطنين وأصدقاء الفقيد وزملائه السابقين وشخصيات كروية وسياسية يتقدمهم والي الولاية الذي قدم تعازيه القلبية باسم السلطات العليا وبسبب انتشار نبأ وفاة المرحوم في المدينة بسرعة تأثر الجميع لرحيل أحد أعمدة الكرة الجزائرية خصوصا أنه يمتلك مكانة خاصة في قلوب السطايفية والجزائريين بصفة عامة بالنظر للأبعاد المعنوية التي يحتلها والتاريخ الكروي الكبير الذي تركه خلفه من بين الأشخاص الذين حضروا لاعبين قدامى على غرار عبد الحميد صالحي وبن جاب الله دراجي ويسعد بورحلي وعبد الله ماتام وغيرهم حيث أبوا إلا أن يواسوا عائلة الفقيد خصوصا أبناءه الذين فجعوا برحيله رغم أنه كان يعاني من مرض عضال الم به قبل عدة أشهر من الآن وكان يعالج على مستوى المستشفى العسكري بعين نعجة لكن المرض استشرى في جسده وقامت عائلته بتلبية آخر أمنياته وهي الوفاة في بيته وفي كنف أسرته التي لم يعش معها أكثر مما عاشه مع الكرة الجزائرية سواء داخل الوطن أو خارجه المرحوم يملك سجلا كرويا ثريا وثقيلا ويكفيه فخرا أنه قاد الجزائر لنيل اللقب القاري الوحيد في خزانتها سنة 1990 لما أطاح بالمنتخب النيجيري بملعب 5 جويلية إضافة إلى تأهيله المنتخب الوطني أواسط للمشاركة الوحيدة في كأس العالم 1979 ويذكر أن الراحل بدأ مسيرته الكروية مع اتحاد سطيف قبل أن يحترف في ميلوز الفرنسي ثم كون ثم أولمبيك ليون ليلبي نداء الواجب سنة 1958 ويلتحق بفريق جبهة التحرير الوطني بتونس الذي تأسس في 13 أفريل من ذات السنة وتشاء الصدفة أن تصعد روحه الطاهرة لبارئها في ذات اليوم من سنة 2013 حيث كان في أوج عطائه وتركت مغادرته علامات استفهام كبيرة وحزنا شديدا في مدينة ليون التي كان يصنع أفراح فريقها وبعد نهاية الثورة التحريرية عاد إلى أرض الوطن والتحق بفريقه اتحاد سطيف كلاعب ومدرب وبعد سوء تفاهم مع مسيري هذا الأخير تنقل إلى وفاق سطيف الذي نال معه كأس الجمهورية كلاعب ومدرب في نفس الوقت سنة 1966 أمام نادي سكيكدة ليباشر بعدها مشوارا كرويا كبيرا ولا يختلف عن جهاده في الثورة مع فريق جبهة التحيري بجانب مخلوفي وسوكان وآخرين رفعوا الراية الجزائرية عاليا بإعطاء الثورة التحريرية لونا آخر وتعريف العالم أجمع بالهوية الكروية الجزائرية فكان للشيخ الفضل في تكوين واكتشاف العديد من اللاعبين كما حصد العديد من الألقاب مع الفرق التي دربها على غرار وفاق سطيف ومولودية العاصمة.
شقيق المرحوم “محمد كرمالي”: “فقدنا رب أسرة عاش لغيرها وتمنى الوفاة في كنفها”
كانت بداية حديثنا خلال الزيارة المذكورة مع شقيق المرحوم “محمد” الذي صرح قائلا عن وفاة فقيد الكرة الجزائرية: “لقد فقدت وكل الجزائريين شخصا عزيزا على قلوبنا حيث كان بمثابة الأب تحمل مسؤولية الأسرة بعد افتقاد الوالد أين أصبح هو المعيل الوحيد للعائلة وتحمل المسؤولية مبكرا كان من صغره يهوى كرة القدم ولعب مع اتحاد سطيف قبل أن يشد الرحال إلى فرنسا يحترف هناك وقد أخذني معه وكنت أتكفل بزوجته عناك في مدينة ليون عندما كان ينشط مع فريق أولمبيك ليون كانت سمعته جيدة ويحترمه الجميع بالنظر لأخلاقه الكبيرة وإمكاناته العالية في كرة القدم المرحوم لبى نداء الوطن عند تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني وإلتحق بهذا الفريق في تونس ولعب مباريات للترويج للقضية الوطنية بفقدانه بت وحيدا بعد أن انتقل أخونا الثالث إلى رحمة الله قبل سنتين”. وعن آخر أيامه أضاف قائلا: “كان يعاني كثيرا من مرضه العضال حيث طلب من العائلة نقله للمنزل لقضاء آخر أيامه هناك بعدما أحس بأنه لم يعش للعائلة بقدر ما عاش للكرة فأبى إلا أن يعيد الاعتبار لأسرته فاستكمال آخر رمقه في كنفها وهي الأمنية التي تحققت فعلا”.
قرة عين المرحوم محمد سقراط: “كرمالي أحب الكرة لحد النخاع وتشاجر مع وزير من أجل اللاعبين”
يعد عمي “محمد سقراط” أحد أكثر المتأثرين برحيل الأسطورة كرمالي حيث صنع مشهدا ملفتا للانتباه وهو يسقط على ركبيته وسط الحاضرين مذرفا الدموع بقوة وهو الصديق المقرب والملازم دائما للراحل وفي الموقف الذي صنعه حزن سقراط صرح ل”الفجر” قائلا: “فقدت جزءا من نفسي ولم أعد أحس بالكمال بعد رحيل قرة عيني الذي تعرفت عليه بعد عودته سنة 62 من تونس على إثر نيل الاستقلال وانتهاء مهمة فريق جبهة التحرير الوطني” ليؤكد سقراط عشق الراحل للكرة قائلا: “مرة أتذكر أنه تشاجر مع أحد وزارء الشباب والرياضة بسبب لاعبين شبان حيث دافع عنهم لأن هذا الوزير لم يتركهم يواصلوا مشوارهم التعليمي ووقف أمامه الند للند كان يحب اللاعبين ويعتبرهم بمثابة أبنائه ويكتم الكثير من الأمور في صدره وكان طيب القلب ويحب مساعدة الجميع وكان محبوبا جدا يكفيه فخرا أنه جلب كأس إفريقيا الوحيدة للجزائر سنة 1990”.
صالحي: “أمنية المرحوم أن يرى الفريق الوطني قويا على المستوى القاري والعالمي”
كشف عبد الحميد صالحي أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الجزائرية والسطايفية عن أمنية كرمالي التي كان يسمعها دائما من معلمه قائلا: “أعظم شيء سبقى في ذاكرتي أمنية الراحل التي سمعتها لمرات وهو يرددها إلى آخر أيام حيته وهي أن يرى الفريق الوطني قويا على المستوى القاري والعالمي وتكون له مكانة مشرفة بين عمالة كرة القدم” كما روى لنا صالحي في حديثه معنا حكاية كرمالي مع المرض في مستشفى عين نعجة قائلا: “لقد زرته في مستشفى عين نعجة قبل عودته إلى بيته بسطيف وكان لا يستطيع الكلام خصوصا أنهم كانوا يضعون الأنابيب في أنفه حيث كنت أتكلم معه ولا يستطيع الرد سوى بتحريك يده” وعن ذكرياته التي لا تنسى مع المرحوم تحدث صالحي عن الجمهورية سنة 1966 لسطيف التي ساهم فيها المرحوم حسب المتحدث كلاعب ومدرب حيث دخل في الدقائق الأخيرة وسجل الهدف رفقة كوسيم أمام شبيبة سكيكدة.
زرڤان: “كرمالي مجاهدا وليس فقط لاعبا أو مدربا”
أكد لاعب الوفاق والمنتخب الوطني السابق مليك زرڤان في شهادته عن المرحوم أن هذا الأخر لم يكن رجل رياضة وفقط بل كان رجل ثورة متحليا بروح وطنية عالية قائلا: “قد خدم شيخ المدربين الجزائر عن طريق الكرة إذ أن تعامله مع الرياضة كان في سياق التوجهات الوطنية للثورة التحريرية إبان الاستعمار أين حاول أن يعطي للكرة الجزائرية صبغة نهضوية ضد الاستعمار خاصة في فريق جبهة التحرير الوطني”.
بن جاب الله الدراجي:
“وفاة كرمالي خسارة كبيرة للكرة الجزائرية”
صرح اللاعب السابق في الوفاق والمنتخب الوطني والذي تدرب على أيدي شيخ المدربين بن جاب الله دراجي عن وفاة معلمه قائلا: “لقد فقدنا شخصية كروية وتاريخية كبيرة وعزيزة على قلوبنا كان شخصا صارما ومنضبطا وتدربنا على ايديه وجعلنا رجالا ولاعبين كبار يكفيه فخرا أنه كان مجاهدا ورفع الراية الجزائرية عاليا في مختلف المحافل الدولية على غرار جلبه كأس إفريقا والتتويجات المختلفة مع الأندية التي قادها واللاعبين الذين قام باكتشافهم تاركا بصمة كبيرة في الكرة الجزائرية والسطايفية رفقة المرحوم المدرب مختار عريبي حيث نهضا بالكرة في سطيف خصوصا أن المرحوم كان يتميز بتمكنه في الجانب التكتيكي وقليلا ما يتم هزمه وأتذكر أيضا أن له عزيمة وإرادة كبيرتين لدرجة أنه قام في إحدى المرات بانتقاء اللاعبين من 8 صباحا إلى 8 مساء دون ملل أو كلل وذلك كله في سبيل الكرة الجزائرية”.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)