كثرة القوائم وتعدد الأعراش يشعلان نار المنافسة في بسكرة

ترسم الأيام الأولى من أجواء الحملة الانتخابية بولاية بسكرة مشهدا باهتا، يبدو فيه أن الانتخابات التشريعية لا تهم سوى من ترشح والأقربين منه فقط، رغم أن المعنيين بهذا الموعد الانتخابي يوظفون عدة أوراق لتفعيلها كمنطق العشيرة وابن المنطقة وكسب بعض المال.
في سابقة بولاية بسكرة، سيكون التنافس للوصول إلى البرلمان محصورا بين 46 تشكيلة انتخابية، منها 6 قوائم أحرار، حيث يسجل أن كل جهة من هذه الولاية تعد عددا لا بأس به من متصدري القوائم، والحال هذه نجدها في ناحية أولاد جلال وسيدي خالد أو بلديات البوازيد أو ناحية طولفة أو في الجهة الشرقية بسيدي عقبة وزريبة الوادي، وكذا الحال في الناحية الشمالية كجمورة والوطاية. هذا المعطى دون شك سيشتت الأصوات ويفسد على الناخب عملية الاختيار، إلا أن لعبة الكواليس تكشف أن الأحزاب الكبيرة ستكون أمام منافسة شرسة من القوائم الحرة، ودون شك سيكون الأفالان أمام تحد كبير من أجل لملمة جراحه التي تسبب فيها النزاع المطروح على المستوى المركزي أو ذلك الذي وقع محليا، بعدما تم حذف رأس القائمة كلاتمة أحمد، وإقصاء من خلفه جعلال سليم، ما جعل عرشي ''أهل بن علي'' و''أولاد زيان'' في قمة الغضب، لتؤول القائمة لرئيس المجلس الولائي بوسنة عبد الحميد ابن سيدي عقبة وعرش ''الخضران''. أما الأرندي فيبدو أكثر استقرارا ويراهن على متصدر القائمة مناني عدلان ابن عاصمة الولاية المنتمي لعرش أهل بن علي. من جهته حزب جاب الله يرشح نفسه ليكون منافسا للتيار الوطني وحامل مشعل الأحزاب الإسلامية، ويعتمد على قادري محمد العيد، رغم أن قائمة التكتل ترى نفسها أكثر قوة بتحالفها، في حين يرى البعض عكس ذلك، لأنها حالت دون ترشح بعض الأسماء خاصة من حمس. وسيكون حزب العمال الذي يقوده الأمين الولائي لنقابة سيدي السعيد، جودي محمد، ومتصدر قائمة عهد 54، رئيس بلدية ليشانة، عبد القادر شعبان، في صراع محموم على وعاء منطقة طولفة، وينافسهما في ذلك رأس قائمة الحزب الوطني للتضامن والتنمية، مواقي بناني مراد، ومتصدر حزب الكرامة رئيس بلدية ليوة. وإن كان ساعو، عن حركة الوطنيين الأحرار، وبن بوزيد بوفاتح، عن جبهة التغيير، يعملان للظفر بعهدة ثانية، فإن قوائم الأحرار تبدو أكثر حراكا وقوة، فرئيس بلدية الشعيبة، شنوفي سليم، المترشح في قائمة نور الشباب، يلعب ورقة عرش أولاد زكري، وبالطيبي الحاج، متصدر قائمة أبواب النجاح، يستثمر في عروش الجهة الشرقية وما قدمه في منصبه كمدير لصندوق التأمين على البطالة. وعاقلي نبيل من أجل تكرار سيناريو قائمة الإجماع في 2007، معتمدا على تواجده كابن مدينة بسكرة وكأحد أكبر المستثمرين بالمنطقة. ويبقى رئيس غرفة التجارة والصناعة ''الزيبان''، خبزي عبد المجيد، متصدر قائمة مشعل الشباب الجزائري، والأستاذ المحامي قرفي أحمد، رأس قائمة الزيبان، في أحسن رواق لقول كلمتهما. وفي انتظار موعد فرز الأصوات، فإن للصندوق حديثا آخر وأرقاما أخرى.