الجزائر

كتب نصها أحميدة العياشي مسرحية ''ليالي آلموت''... الفن يطيح بحسن الصباح



عادت مسرحية ليالي آلموت التي كتبها أحميدة العياشي، وأخرجها عز الدين عبار، إلى صراع بين السلطة السياسية مع القهر الديني المتطرف، متجسدة في شخصيات نظام الملك وحسن الصباح، وسعي  الشاعر عمر الخيام ورواد مغنى للاحتفاظ باللحظة الإنسانية، لمواجهة أشباح حسن الصباح وجماعة الحشاشين، وتخاذل نظام الملك.
أراد أحميدة العياشي من خلال نص المسرحية، التي افتتحت أول أمس فعاليات المهرجان، أن يقدم سلطة الخيال والفن في مواجهة سلطة السياسة، وهي تصارع في لحظة تاريخية تعود إلى القرن الحادي عشر ميلادي، سلطة التطرف التي يمثلها صاحب مغارة آلموت حسن الصباح.
وينطلق العرض من زمن العدم ، حيث يلتقي نظام الملك وعمر الخيام مجددا، وقد أعادهما نص أحميدة العياشي إلى الحياة بغرض الاشتغال على مسألة الصراع، الذي تختزنه الذاكرة الجماعية ، وبقي قائما إلى اليوم، سعيا منه لاستعادة بعض من الذاكرة الجماعية، قصد مساءلتها مجددا، وفضح ارتباكاتها فنيا وركحيا.
يحتدم الصراع على الركح داخل مغنى، يريد رواده الاحتفاظ بقيم الحياة لمواجهة تحالف التطرف. ويدور الشاعر عمر الخيام وسط ديكور يجسد أجواء المغنى  بعيدا عن سمرقند، رفقة صاحبة المكان وابنتها. ويرسم هؤلاء صورة مقاومة أشباح الحشاشين وزعيمهم حسن الصباح، وقد تربصوا بالحياة، وأغلقوا الملاهي والحانات، وبرزوا كسلطة قاهرة تعيد إلى الأذهان إرهاب حسن الصباح، رغم اختفائه على الركح، والتركيز على الرمزية التي يجسدها.  وبين استنكار مواقف نظام الملك وتخاذله أمام جبروت التطرف، وبين عدم قدرة عمر الخيام على مواجهة صديقه زعيم الحشاشين، تتطور أحداث المسرحية وفق تصاعد درامي، يمزج بين شاعرية عمر الخيام، وغناء ابنة صاحب المغنى. وتبقى الرغبة في التمسك بالحياة بعيدا على سلطة القهر والتطرف، والاحتماء بسلطة الفن، هي الميزة التي تجسدها مسرحية ليالي آلموت .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)