الجزائر

كان 2013 " بين طموح الفاف وقرار بوتفليقة"



يطرح صمت السلطات العليا في البلاد حول إمكانية تنظيم الجزائر للعرس الإفريقي في جانفي 2013 خلفا لليبيا ألف علامة استفهام، منها ما يمكن تفهمه ومنها من سيظل مبهما.فمنذ الاستقلال لم تنظم الجزائر نهائيات كأس أمم إفريقيا سوى مرة واحدة سنة 1990 في الوقت الذي نظمت فيه تونس منذ بداية التسعينات العرس مرتين دون الحديث عن مصر التي تتشرف بتنظيم التظاهر الكروية مرة كل عشرية على الأقل .
وفي وقت مضى كانت الأزمة المالية لا تسمح للجزائر بحسن التنظيم، ثم جاءت عشريتي الدم التي فرملت كل شيء في هذا البلد، لكن وفي ظل بعد البحبوحة المالية التي تعرفها الجزائر منذ أكثر من عشر سنوات لم يفهم الكثير سر تردد السلطات العليا في استضافة اكبر حدث كروي إفريقي سيما وأن مدن الشمال تملك الهياكل الرياضية والفندقية التي تليق بالحدث ولا تحتاج سوى لترميمات تخص وضع العشب الطبيعي الجديد أو تكييف الملاعب مع متطلبات الكاف.
وقد تكون العلاقة المتوترة بين الوصاية ورئيس الفاف حجرة عثرة أعاقت حاليا منح الضوء الأخضر لوضع طلب الترشح الجزائري لدى الكونفدرالية، لكن مصلحة الجزائر تمر فوق كل اعتبار لأن الحدث ستنظمه الجزائر وليست الفاف وحدها والفائدة ستعم على الكرة الجزئرية وليست الفاف هي التي تستفيد فقط.
بعض المتتبعين يربطون القرار بحسابات "جيو- استراتيجية" خاصة وأن ما حدث في تونس ويقع في ليبيا يخيف كل الحكام المغاربة ولا أحد يعلم ما يخفيه الغد.
كما أن سحب ملف الترشح من بلد شقيق كليبيا قد يحسب على الجزائر وليس لصالحها سيما وأن الموقف السياسي الجزائري مما يحدث في بلد معمر القذافي يعيق إعلان الجزائر عن رغبتها في خلافة ليبيا.
ولا أحد يعرف حدة الرغبة السياسة للمسؤولين الجزائريين في تنظيم العرس القاري خاصة وأن سنة 2013 ستكون سنة التحضير لرئاسيات 2014 أي آخر سنة للرئيس بوتفليقة في عهدته السارية.
وقد يحسب أهل الربط في الجزائر عن الهدف الرياضي من تنظيم كأس أمم إفريقيا حيث لا يقبل "الساسة" أن يهان الخضر بأراضيهم في مثل هذه الدورات ولن يقبلوا بهدف يقل عن بلوغ الدور النهائي لكأس إفريقيا وهو طموح مشروع لكنه صعب التحقيق نظرا للمستوى الذي تراجع إليه المنتخب الوطني مقارنة بنهائيات أنغولا 2010 .
وبين هذا المبرر والآخر فإن بلد مثل الجزائر يبقى قادرا على استضافة أكبر التظاهرات الكروية و ما شاهدناه في بلدان مثل بوركينافاسو وغانا وأنغولا من نقائص تنظيمية خلال دروات سابقة لكأس أمم إفريقيا أو ما ينتظر الأفارقة في دورة غينيا والغابون القادمة، يجعل تنظيم مثل هذه الأحداث الرياضية أمرا هينا بالنسبة للجزائر .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)