الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture من يُخفي أقفال التاريخ؟



قد لا ينتبه كثيرون إلى أن هذه السنة 2012، تعدّ بحقّ سنة مفصلية في تاريخ الجزائر الحديث.. لا أقول ذلك انسجاما مع أصداء الاحتفاليات الفلكلورية التي تحضّرها وزارات أويحيى بمناسبة خمسينية الاستقلال.. ولا استنادا للتعليقات الإعلامية الباهتة التي تحاول هذه الأيام أن تلعب دورها في صناعة التاريخ في الوقت الضائع.. ولا حتى انخراطا في حملة التطبيل لموعد انتخابي جديد من مواعيد "الفوط" المطعون في مصداقيته منذ عرف الجزائري شكل الصندوق. أتحدّث عن رمزية سنة 2012، بالنظر إلى حجم الخسارات التي تحدث يوميا وبتسارع كبير من حولنا في الأيام الأخيرة، أو لنقل في الأشهر الأخيرة الماضية، ابتداءً من فوضى التصريحات والتصريحات المضادة التي يُخرجها من برمة التاريخ بين الفينة والأخرى، نساء ورجال، يُقال إنهم كانوا يوما في مطبخ الثورة.. ووصولا إلى أخبار الفقد التي تصلنا بين دفنة وأخرى، لأسماء تاريخية، فكرية، ثقافية وفنية، كانت إلى زمن قريب تتصدّر واجهة الجزائر المستقلة. يحدثُ هذا النزيف البشري "النُخبوي"، قبل أن يتلقى جيل الاستقلال أجوبة واضحة عن الكثير من الأسئلة التي شكّلت، لعقود من الزمن، طابو حقيقيا أو علبة سوداء ممنوعا لمسها، بحجة أنّ أصحابها لا يزالون على قيد الحياة.. وأن موعد وراثة ذاكرتهم لم يحن بعد. ونحن ندخل النصف الثاني لقرن من الاستقلال، ما الذي ستمنحه ذاكرة ميتة لجيلنا؟؟ هل سنكون مجبرين على تصديق محتوى العلب السوداء، بعد رحيل أصحابها؟؟ لماذا لا نُمنح فرصة مناقشة الذاكرة وهي حيّة؟؟ من يرفض منحنا مفاتيح صناديق التاريخ المغلقة؟؟ قد يقول قائل: "إن إرادة سياسيّة تجثم على أفواه الذاكرة"، لكن عندما نقرأ حديث رئيس الجمهورية، شخصيا وبصفته رأس الإرادة السياسية في البلد، في كلمته الأخيرة الموجهة للمجاهدين في يومهم الوطني، حيث قال "كلما رحل مجاهد أيا كانت رتبته وموقعه في هرم الثورة إلا وتدفن معه حقيقة تاريخية وتذهب معلومة ثمينة هدرا".. عندما نقرأ هذا الاعتراف، يحقّ لنا أن نتساءل عن الجهة التي ترفض التفريط في مفاتيح العُلب السوداء قبل رحيل أصحابها.. وعندما نحصل على الجواب يمكننا أن ندخل بثقة نصف قرن آخر من الزمن؛ قد نعرف فيه طعم الاستقلال. يكتبه : رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)