الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture هل نعرف الأمير؟



حظيت شخصية الأمير عبد القادر في الأيام الأخيرة، باهتمام إعلامي كبير على خلفية، عقد ملتقى دولي حول شخصه في سياق تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، وهو ما يؤكّد أن سيرة الأمير لا تزال خصبة ولم تستصلح تأريخيا بالشكل الذي يليق بها، خصوصا وأن الصورة العالقة في أذهان أجيال جزائر الاستقلال؛ لا تخرج عن كادر صورته الكاريزماتية المتداولة عبر الكتب المدرسية الثابتة، أو بعض الأسطر المكرّرة على أوراق المراجع التاريخية الباهتة. وفي هذا السياق حدثني الروائي الكبير واسيني الأعرج، سابقا، عن بعض نقاط الظل في حياة الأمير، أورد بعض تفاصيلها في كتاب "الأمير مسالك أبواب الحديد". واحتفظَ ببعض تفاصيلها لكتب أخرى.. ومن أهم نقاط الظل التي يتحدّث عنها واسيني، وتستحق الكثير من التمحيص والدراسة، ما تعلّق بعلاقة الأمير بالماسونية، حيث يؤكّد الأعرج أن بحوزته وثائق تثبت اتصال الأمير بالماسونيين واستقبال رسائلهم والأسئلة التعليمية الأولى للإدماج في حركتهم، مع أن واسيني لم يعثر على أي وثيقة تثبت التحاق الأمير بهم، أو قبول أفكارهم.. النقطة الأخرى التي تستحق الطرح أيضا تتعلّق برسالة كتبها الأمير نفسه، يتبرّأ فيها من محيي الدين أحد أبنائه.. فبعد أن وقع الأمير عبد القادر معاهدة السلم مع الفرنسيين، غضب من محيي الدين ولامه شقيق زوجته، أي خال محيي الدين، وتوجه إلى تونس للجهاد ضد الفرنسيين في ثورة المقراني؛ فتبعه محيي الدين للجهاد رفقته، عندها بعث نابليون الثالث برسالة إلى الأمير يقول له فيها "وعدتني بأنك لن تحمل السلاح ضد فرنسا، وها هو ابنك يحمل السلاح من جديد"، رد عليه الأمير برسالة جاء فيها حسب واسيني: "هذا ليس ابني وليس مني".. مثل هذه النقاط تعد بمثابة الكلمات المفاتيح، لفتح أقفال تاريخ مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي لم نعرفه بعد. يكتبه : رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)