الجزائر

كارثة كبرى تحاصر غزّة



القطاع يغرق في مياه الصّرف الصّحي
كارثة كبرى تحاصر غزّة
يعيش نازحون وسكان مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزّة أوضاعا إنسانية وصحية وبيئية وصفها مسؤولون محليون ب الكارثية جراء غرق شوارع ومراكز إيواء ومنازل بمياه الأمطار والصرف الصحي وتفاقم هذه الكارثة معاناة سكان المخيم الذين تعرضوا منذ بداية الحرب على القطاع لقصف مكثف وعنيف تبعه في فترة لاحقة حصار وهجوم بري أفقدهم المقومات الحياتية الدنيا.
ق.د/وكالات
شهدت بركة أبو راشد الواقعة وسط المخيم تدفقا شديدا للمياه المتجمعة بداخلها سواء من الصرف الصحي أو الأمطار التي تساقطت على القطاع.
وأفادت المصادر بأن تدفق مياه البركة تسبب بمكاره صحية في المنطقة المحيطة ما أفضى أيضا لخسائر فادحة في ممتلكات المواطنين والنازحين المتبقية من الحرب.
ومع بداية الحرب قطع الاحتلال عن فلسطينيي القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء وقصفت المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه ودمرت البنية التحتية.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزّة خلّفت حتى الجمعة 22 ألفا و600 شهيد و57 ألفا و910 مصابين معظمهم أطفال ونساء ودمارا هائلا في البنية التحتية و كارثة إنسانية غير مسبوقة دفعت أعدادا كبيرة للنزوح بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
* أوضاع صعبة
في صورة قاسية ومشهد صادم زحفت مياه الصرف الصحي نحو أزقة المخيم ومراكز إيواء النازحين الذين هربوا من القصف في مناطق سكنهم بما يفاقم من معاناتهم.
عشرات النازحين والسكان في المنطقة اشتكوا صعوبة الأوضاع التي خلفتها هذه الكارثة قائلين في إن أطفالهم أصيبوا بأمراض ونزلات معوية بسبب المياه الملوثة التي وصلت أماكن إقامتهم.
وناشدوا كافة الجهات المختصة ضرورة إنقاذهم من هذه الكارثة التي فاقمت معاناتهم .
وفي وقت سابق الجمعة حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف من أن اشتداد النزاع وسوء التغذية والأمراض في غزّة تحدث حلقة مميتة تهدد أكثر من 1.1 مليون طفل .
فيما استهدف جيش الاحتلال خلال حربه المتواصلة العديد من المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف حيث كان يستهدف في البداية وبشكل أساسي المنشآت الطبية شمال ووسط القطاع ثم انتقل إلى المؤسسات الواقعة جنوبا مع اتساع رقعة المعارك البرية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع حماس مطلع ديسمبر الماضي.
* أزمة خلفتها الحرب
حسني مهنا منسق اتحاد بلديات قطاع غزّة قال ل إن مضخات (مسؤولة عن سحب المياه من) بركة أبو راشد في مخيم جباليا توقفت عن العمل منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي .
وأرجع مهنا ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن القطاع ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات البديلة .
وأوضح أن الكوارث الصحية والبيئية في مناطق شمالي قطاع غزّة أصبحت أمرا واقعا ما يشير إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ووصولها إلى مراحل حرجة للغاية .
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإدخال الوقود والمعدات والآليات اللازمة لعمل البلديات .
* كارثة حقيقية
في السياق قال رئيس بلدية جباليا مازن النجار إن نفاد الوقود اللازم لتشغيل مضخات بركة أبو راشد تسبب بالكارثة التي يشهدها المخيم حاليا .
وتابع: توقف المضخات عن سحب مياه الصرف الصحي تسبب باجتياح هذه المياه لمنازل المواطنين ومراكز إيواء النازحين ما ينذر بكارثة حقيقية .
وأوضح أن هذه البركة مخصصة لتجميع مياه الأمطار فقط دون الصرف الصحي لكن بسبب الأوضاع الحالية وأزمة الكهرباء امتلأت الآن بالكامل بمياه الصرف الصحي .
وحذر النجار من أن تساهم هذه الكارثة التي يعانيها سكان المخيم والنازحون إليه في انتشار الأوبئة والأمراض التي تهدد حياة عشرات الآلاف في المخيم .
ووجه رئيس البلدية نداء عاجلا بضرورة إنقاذ مخيم جباليا بعد تدمير معظم الآليات ومضخات الصرف الصحي مشيرا إلى وجود كارثة حقيقية باتت تهدد حياة سكان المخيم .
ولأكثر من مرة حذرت بلديات قطاع غزّة من غرق أجزاء واسعة من المناطق بالمياه العادمة جراء استهداف الاحتلال لخطوط وشبكات الصرف الصحي الرئيسية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)