الجزائر

كأس العالم للكرة الطائرة2011 (سيدات)‏تتويج إيطاليا باللقب والجزائر تحتل المركز 11



سليمان جوادي ما يزال بمرح الطفل وبمشاكسة الشباب وبتمرد الشعراء، يزرع الكلمة والابتسامة ويوغل في العشق ويستريح في عمق الوجع ليصوغ منه درر القصيد...استضافته الجمعية الثقافية ''الجاحظية'' لأمسية أوقد من خلالها زيت القصائد واقتفى قوافل الشعراء ليأخذ الجمع الحاضر إلى الجمال بلونيه القاني والأبيض ليكتب اخضرار الوطن.
في البداية كانت كلمة الاطرء والترحيب من رئيس الجاحظية الدكتور محمد تين بالشاعر سليمان جوادي حيث قال: » نرحب بالشاعر سليمان جوادي الشاعر الذي طالما سطع نجمه في فضاء الأدب الجزائري الى جانب رفاق آخرين، لا أجد الكلمات التي تفي بالترحاب به، كان لقائي معه في بداية السبعينيات من القرن الماضي ضمن الشعراء الشباب الذين يقبلون على عالم الشعر بكل ما تجلى وما يخفيه له المستقبل، لكنه كان يسير بخطى وئيدة معبرا عن شعوره ومشاركا شعبه كل تطلعاته وآماله وهذا ما تريده الجاحظية.. تواصل الأجيال«.
سليمان جوادي اقترح في بداية الأمسية على الجمع الحاضر قراءة عدة قصائد، استهلها بقراءة قصيدة قالها في المرحوم عمر البرناوي الذي قال عنه » شخص احترمه  كثيرا وكان له الدور الكبير في حياتي الاجتماعية والمهنية، حيث كنت اشتغل موظفا في الشركة الوطنية للكهرباء والغاز فجاءني عمر للمكتب وقال لي ''اخرج من هذا المكتب ليس مكانك هنا'' ومن يومها التحقت بالعمل الصحفي في مجلة ''ألوان'' سنة ,1977 كما كان له الفضل - عمر البرناوي- في تعييني مدير للثقافة بولاية الجلفة«. ويضيف الشاعر سليمان جوادي، أن القصيدة التي يلقيها على الجمع الحاضر تحمل عنوان ''رثاء صوت'' نظمت عندما فقد المرحوم عمر البرناوي صوته حيث يقول في مطلعها جوادي:
» ماعسى ينفع صوت في بلاد أخرصت كل محبيها
يا رفيقي أيها الساكن في نبض القصائد
سوف تبقى دون أن تنطق في عمق المسرات وعمق الشدائد...«.
كما ألقى الشاعر قصيدة نظمها في خصال الشاعر الجزائري  محمد أبو القاسم خمار يقول في مستهلها:
» خانني الشعر يا صريع القوافي
ورمى بي إلى السنين العجاف«
كما ألقى قصيدة مطولة تحمل عنوان ''سليمان'' يقول فيها:
» أفتش عن غير وجهي
لألقى الأحبة مبتسما
مثلما عهدوني
أفتش عنك سليمان
يا رجلا ضيعته المدينة
والمشكلات الصغيرة«
ولم ينس الشاعر الرئيس الراحل هواري بومدين وكانت قصيدة جياشة صادقة العاطفة، قال فيها الشاعر سليمان جوادي في رثاء الرئيس الراحل هواري بومدين:
»كلهم يا رفيق المساكين يرحل ويذوب
غير أنك يا سيدي توغل في القلوب
كلهم يا دفين الحناجر يرقد تحت التراب
يسكن أقصى الأقاصي ويدخل من كل باب
غير أنك وحدك تسكن في همسات
الصبايا وفي صرخات الشباب«.
ولم تغب الكلمة الشعرية الجميلة عن سليمان ليروي قصته مع مدينة وهران الساحرة التي بحث فيها عن أصدقائه فلم يجدهم في وهران، تبقى القصيدة قصيدة عتاب لكنها قصيدة جميلة في مدينة جميلة، يقول في مستهلها:
»لوهران سحر العواصم لكنها
لا تحب مواجهة الريح إن دهمتها شمالا
وهران فاتنة حنكتها التجارب
لكنها اتبعت غيّها
واتبعت غير الصلاح مثالا«.
مرتع الصبا ومربعه حيث يولد المرء ويبقى سره مربوطا هناك، وحتى صرخته الأولى تملأ ذلك المكان، لم ينس الشاعر مسقط رأسه ''كوينين'' بوادي سوف الذي فجر فيه   ينابيع الشعر فقال فيه:
» كوينين هل ادّعيك مقاما؟
وأنت التي سكنت دواما
حملتك عشقا كبيرا وحبا جميلا
وقوما أباتا كراما«
سليمان جوادي شاعر الرقة والأغاني العاطفية الجميلة، حيث كون هو ومحمد بوليفة ثنائيا غنائيا منفردا، فسليمان نظم أحسن الأوزان وبوليفة سكب أعذب الألحان، أطرب في هذه الأمسية الشعرية الجميلة مستمعيه بالقصائد الغزلية كتلك التي يقول في مطلعها:
» قومي اخرجي من داخلي من واقعي
قومي ارسميني...
ارسمي حزني ومأساتي
انت شخص أرى في ذاته ذاتي«
وقصيدة أخرى قال فيها:
» لو أنصفوني لمارست الهوى علنا
وصغت منك الهوى ظل مختزنا«
وقصيدة أخرى يقول فيها:
» إيه جزائر هل أفضي بما أجد
وأترك الشعر في عينيك يتقد؟«
وكانت آخر قصيدة ألقاها الشاعر سليمان جوادي في أمسيته الشعرية قصيدة ''رصاصة لم يطلقها حمة لخضر''، القصيدة كتبها جوادي سنة 1982 وألقاها في مهرجان محمد العيد آل خليفة في طبعته الأولى ونشرت بجريدة ''النصر'':
»سمير تحاصره الآن مسغبة...
ولكنه حينما مات أضاء الجزائر
كل الجزائر
مات شهيدا
وظل شهيدا«.
وجاءت القصيدة طويلة ورائعة.
للتذكير، فإن سليمان جوادي من مواليد 12 فبراير سنة 1953 بجامعة وادي سوف، خريج دار المعلمين ببوزريعة والمعهد الدرامي، اشتغل في الصحافة بكل من: مجلة ''الثقافة''، ''الشعب''، و''الوحدة''، كما أنتج عدة حصص تلفزونية وإذاعية مثل ''الساقية والخيمة''، له ملحمة الجزائر وقصائد وطنية اخرى مثل ''حاجيني يا جدي''، غنى له عدة مطربين أمثال بوليفة، مصطفى زميرلي، عبده درياسة وغيرهم.

تعاني فئة عمال النظافة بمجتمعنا من ظلم قاس ومن تهميش مستمر بالرغم من الخدمات الجليلة التي تؤديها للمجتمع، هذا المجتمع الذي ينظر إلى هذه الفئة نظرة دونية مليئة بالإحتقار والازدراء والسخرية والمهانة، بل ويكاد ينبذهم ويعتبر مهنتهم حقيرة يضرب بها المثل في التفاهة واحتلال المراتب الدنيا في سلم الأعمال والمهن، وليس أدل على ذلك الإحتقار وتلك المهانة من إطلاق عبارة ''الزّبّال'' على عامل النظافة، وتسمية ''بونيشة'' على عاملة النظافة، وهما الصفتان اللتان تحطان من شأن وقيمة العامل وتدوسان على كرامته..
تُعامل عاملة النظافة، غالبا، معاملة سيئة جدا من قبل أفراد من المجتمع، فتُسب وتُشتم في السّر والعلن، هذا ما اعترفت لنا به عاملة نظافة في منزل إحدى السيدات العاملات، تحكي المتحدثة قصتها فتقول إنها المعيلة الوحيدة لأسرتها المتكونة من سبعة أفراد بسبب مرض أقعد زوجها، هي تعمل كمنظفة في منزل سيدة عاملة، لديها ولدان وبنت في السنة الأولى اِبتدائي، بالإضافة إلى عمل التنظيف وشفط المنزل وإعداد الأكل للأطفال المتمدرسين، فهي كذلك مسؤولة على إحضار البنت من مدرستها، ثم إرجاعها بعد الفطور، وفي يوم شديد الحر، مدت عاملة النظافة يدها إلى الثلاجة لاستخراج قارورة ماء بارد تروي به عطشها، فنهرتها ربة البيت قائلة لها: ''إياك أن تفتحي البراد ثانية.. ها هي الحنفية لتشربي.. أنت هنا للتنظيف فقط''. تقول المتحدثة إن تلك الحادثة جعلتها تمضي الليل بأكمله في البكاء، في الوقت الذي تؤكد عاملة نظافة أخرى، تعمل هي الأخرى في منزل إحداهن، أن نظرات الإزدراء والإحتقار من قِبل سكان العمارة -أين كانت تعمل- جعلتها تترك العمل عند الخواص وتبحث عن نفس العمل في شركة إقتصادية، تقول: ''الحاجة هي التي جعلتني أرضى بتنظيف البيوت وتحمّل استعلاء السيدات وأبنائهن، ولكني قررت تجاوز حاجتي حفاظا على كرامتي التي أُهِينت كثيرا، ففي إحدى المرات قمت بتنظيف المنزل حيث كنت أعمل، ثم أخرجت كيس القمامة المغلق بإحكام ووضعته أمام باب الشقة على أن أحمله لأرميه في مزبلة الحي في طريق عودتي، ولكن أحد الجيران -سامحه الله- طرق الباب عليّ بعنف وأخذ يهينني بكلام جارح، ونَعَتَني بـ''البونشية''، ثم ركل ذلك الكيس بقوة فتناثرت الزبالة على الدرج، ثم أرغمني على جمعها وتنظيف سلالم العمارة.. وهو الموقف الذي حز كثيرا في نفسي وجعلني أرضى بذلك الهوان طوال أيام كنت أشعر أنها ثقيلة عليّ  إلى أن وجدت عملا بشركة وبأجر أدنى، ولكن بكرامة محفوظة''.
وتقول عاملة نظافة أخرى إن اِبن السيدة التي كانت تشتغل عندها، كان يُحْضِر رفاقه ورفيقاته إلى المنزل، فيقلبونه رأسا على عقب بعد أن تمضي ساعات في ترتيبه، ثم تتصل بها سيدة البيت لتُسْمعها كلاما جارحا،  لتتعمّد عدم دفع أجرتها كاملة بسبب ذنب لم ترتكبه..
 
مجتمع يصنع الفوارق.. ويحطّ من شأن أفراده
 
حول هذا الموضوع، كان لـ''المساء'' لقاء مع السيدة ''أومدي ليندة'' أستاذة مادة التغير الإجتماعي بمعهد علم الإجتماع بكلية العلوم الإنسانية ببوزريعة بالعاصمة، والتي أوضحت أن المكانة الاجتماعية للشخص تحددها الوظيفة، لذلك فإن الناس يحتقرون عامل النظافة الذي هو في حقيقية الأمر يؤدي وظيفة جليلة للناس لأنه ينظف أوساخهم، ولكن النظرة متأصلة بسبب التنشئة الاجتماعية التي تحدد مجموعة من الوظائف مسبقا، إذ يُقال للطفل مثلا: أدرس حتى تصبح طبيبا أو مهندسا.. مع تخويفه من أن الذي لا يدرس سيصبح ''زبالا'' أو غير ذلك.
وتواصل الأستاذة تحليلها للنظرة الدونية لعمال النظافة بقولها إن المجتمع يحدد الوظائف لأفراده، وهو نفسه الذي يقيمهم أو يحتقرهم بالرغم من أن أبسط تعريف للمجتمع أنه كائن واحد به مجموعة من الأعضاء ولكل عضو دور يقوم به، بمعنى أن المجتمع هو مجموعة أنساق أو مؤسسات ولكل مؤسسة وظيفة تؤديها، وهذا الذي يؤدي إلى الرقي.
من جهتها، تشير الأستاذة وعلي راضية، أستاذة علم إجتماع الجريمة والانحراف بذات الكلية، إلى أن مصطلحات على نحو ''زبال'' أو ''بونيشة'' مستمد من بيئة الفرد، ولذلك، لا بد من تصحيح المفاهيم في الأسرة ومنذ الصغر، حتى يتسنى لكل عامل أداء مهامه في راحة كاملة، ففي النهاية، الكل يؤدي وظيفة في مجتمع واحد وخدمة لمجتمع واحد. كما تشدد الأستاذة على أهمية التنشئة الإجتماعية للأطفال في بيئة تحترم كامل الطبقات، وبذلك نجنب المجتمع عواقب سلبية لبعض من أفراده تجاه الآخرين.
ورغبة في إعطاء الموضوع كامل حقه، اِلتقت ''المساء'' أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية بوزريعة الدكتور ''حماشي حسين'' الذي قال أن ''العمل مهما كان مستواه، فإنه هو الشيء الشريف والجوهري في حياة الإنسان، ومهما كانت طبيعة هذا العمل، فإنه يجعل الفرد يتمتع بقيمة وكرامة وسط أهله وأفراد مجتمعه، لكن وللأسف، فإن المجتمع ينظر إلى الأنشطة والأمور المهنية على أساس متغيرات، ومنها متغير الراتب الشهري الذي على أساسه تعطى المكانة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكل مهنة في المجتمع، وبالتالي، فإن عامل النظافة ينظر إليه كعامل بسيط لا يبذل مجهودا فكريا كبيرا، لذلك فإنه بنظر المجتمع، يحتل ذيل الترتيب الوظيفي وبالتالي المكانة الاجتماعية!.. ولكن على ذات المجتمع أن يدرك أنه مهما كان نوع العمل والمجهود المبذول فيه، فإن له أهمية وقيمة ومنه مهنة التنظيف، فلا ننسى أنه لولا عامل أو عاملة النظافة، لما استطاع الأفراد الإستمتاع بفضاءات المجتمع المختلفة، لذلك فإن هذه النظرة خاطئة، ويجب إعادة النظر فيها على أساس أنه مهما كان العمل فهو أساسي ومهم وحيوي. أما كيف نغير من نظرة الإزدراء والإحتقار لهذه الفئة، فبالتأكيد على أن عامل النظافة حلقة مهمة جدا في حفظ النظام في المجتمع بمؤسساته وفضاءاته، وأي تقصير منه يؤدي إلى اختلال في الأنظمة، لذلك يجب إعادة النظر نهائيا في هذا الأمر على أساس التنشئة الاجتماعية والعملية التربوية التي تحدث في الأسر والمؤسسات التربوية والثقافية، ضف إلى ذلك، الجانب الإعلامي الذي تقع على عاتقه مسؤولية تصحيح المفاهيم كعامل منسق ومكمل لدور الأسرة والمدرسة .

توج المنتخب الإيطالي للسيدات في الكرة الطائرة بلقب كأس العالم ,2011 بعد انهزام المنتخب الأمريكي أمام نظيره الياباني (البلد المنظم) بنتيجة 3 اشواط لصفر (29-25 ,27-23 و 25-18)، في مباراة الجولة الـ 11 والأخيرة التي جمعت بينهما أمس (الجمعة) بطوكيو.
وكان منتخب إيطاليا قد تغلب في وقت سابق من نفس اليوم على كينيا بـثلاثة أشواط لصفر  ( 25 -6 و25-10 و25-17) ليحتل بذلك المركز الأول بـ 28 نقطة متقدما كلا من الولايات المتحدة الأميريكية والصين برصيد 26 نقطة لكل منهما.
أما المنتخب الجزائري الذي يشارك لأول مرة في منافسة كأس العالم، فقد سجل تعثره العاشر وهذه المرة أمام صربيا بـ 3 -0 (19-25 و14-25 و18-25) ليحتل المركز الحادي عشر بمجموع 3 نقاط متقدما الممثل الإفريقي الثاني كينيا صاحب المركز الـ 12 والأخير بدون رصيد (0 نقطة).

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)