الجزائر

قُصّر يستغلون في ترويج الخمور، المخدرات والحبوب المهلوسة



قُصّر يستغلون في ترويج الخمور، المخدرات والحبوب المهلوسة
يعيش أطفال الجنوب في السنوات الأخيرة، معاناة حقيقية جرّاء انغماسهم في مستنقع الآفات الاجتماعية على غرار: المخدرات، الخمور، السرقة، الدعارة، وهي آفات دخيلة عن أهالي الجنوب، إثر استغلال ذات الشريحة من قبل عصابات منظمة ومختصة تعمل على إغراء الأطفال الصغار ببعض الدنانير، لترويج الآفات المذكورة وتحقيق مآربهم بأرباح طائلة، بعيدا عن أعين الجهات الأمنية.عالجت مصالح الأمن بولاية ورڤلة في السنوات الأخيرة، عديد القضايا الإجرامية، التي تورّط فيها قصّر في عدد من الجرائم الجنائية الخطيرة، حيث أحصت مصالح المفتشية الجهوية لشرطة الجنوب الشرقي بورڤلة، في حصيلتها السنوية للسنة المنقضية، تورّط زهاء 663 قاصر منهم 07 إناث في جرائم متعلقة بالمساس بالأشخاص والممتلكات، فضلا عن تورّط 28 قاصرا في جرائم ترويج المخدرات والحبوب والأقراص المهلوسة، حيث حجزت على إثرها أزيد من 24 قنطارا و52 كغ من المخدرات من نوع القنب الهندي، وأكثر من 91 ألف و964 قرص مهلوس من مجموع 635 قضية معالجة من ذات القوات الأمنية.وفي ذات السياق أوقفت مصالح الدرك بولاية ورڤلة، في نفس الفترة المذكورة 56 قاصرا أقل من 18 سنة و190 شخص بين 19 و26 سنة تورّطوا في قضايا جنائية مختلفة، ما يوحي بدق ناقوس الخطر لفئتي القصر والمراهقين بعد توقيف 246 متهم من مجموع 427 شخص موقوف.وأبرزها قضية القتل التي راح ضحيتها تلميذ لم يبلغ 13 من عمره ويدرس في السنة الثالثة متوسط، والذي كان يستغل في ترويج المشروبات الكحولية بحي الزاوية ووجد جثة هامدة مرميا في الشارع فجرا، بعد أن تعرض إلى ضرب مبرح واعتداء جنسي وحشي وكذا دهس بمركبة، وقضية أخرى راح ضحيتها تلميذ في السنة الرابعة متوسط بحي سعيد عتبة، الذي طعن بواسطة سلاح أبيض من قبل زميله من نفس المتوسطة والحي، إثر خلاف نشب بين التلميذين في وقت سابق.وفي سياق ذا صلة هناك ضحايا من نوع آخر، وهم الأطفال القاطنون في المناطق النائية المحرومين من أبسط شروط العيش الكريم، كبيوت الشباب المسابح، المكتبات، الملاعب الجوارية، حيث شهدت منطقة البور السنة ما قبل المنقضية غرق تلميذين من نفس العائلة ببئر للسقي بذات المنقطة يبلغان من العمر 08 و09 سنوات، خلّفا حزنا عميقا ألمّ بعائلة الضحيتين وسكان المنطقة وطالبوا حينها من السلطات المحلية بضرورة دفن تلك الآبار المهجورة.فيما أكد دكتور في علم الاجتماع بجامعة قاصدي مرباح ل"الشروق" أن السبب في تكاثر ظاهرة انغماس الأطفال بالجنوب في مختلف الآفات الاجتماعية المذكورة في السنوات الأخيرة، يعود إلى الإهمال الكلي للأولياء في مراقبة أبنائهم من الطفولة المبكرة إلى المتأخرة، فضلا عن الدور السلبي الذي تلعبه مختلف الهيئات المختصة على غرار المرافق الثقافية.هذا وتزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الموافق ل 20 نوفمبر من كل سنة، تبقى فئة الأطفال بالجنوب الأكثر استغلالا في مجال العمل من طرف بعض الانتهازيين من التجار وأصحاب المقاولات، حيث يستغلون ظروفهم المعيشية الصعبة لتوظيفهم بأبخس الأثمان، ومن بينها حالة إسلام طفل يبلغ من العمر 14 سنة يدرس في السنة الثانية متوسط، يستيقظ فجرا للعمل كحمّال بسوق الجملة للخضر والفواكه بورڤلة، لمساعدة أسرته الفقيرة، حيث عاشت "الشروق" حجم المعاناة التي تعيشها ذات الأسرة المعوزة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)