الجزائر

قيادي في الجماعة الليبية المقاتلة تحول إلى حاكم طرابلس الجديد عبد الحكيم بلحاج.. من جبال تورابورا إلى باب العزيزية



ما حقيقة تواجد عناصر القاعدة ضمن صفوف الثوار في ليبيا؟ وما علاقة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟ سؤالان رئيسيان يطرحان نفسيهما بقوة في هذه المرحلة بالذات، خاصة بعد أن أصبح زعيم الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج فاتح طرابلس الجديد، وقد اعترف علمانيون ليبيون أن الجهاديين السلفيين يسيطرون على الكتائب المسلحة للثوار بحكم تجربتهم القتالية في أفغانستان وتمردهم المسلح ضد نظام القذافي سنوات التسعينات قبل أن يقوموا بمراجعة فكرهم الجهادي في 1999.

بن لادن يوفد صخر الليبي إلى الجزائر
المؤكد أن الجماعة الليبية المقاتلة ولدت من رحم القاعدة، فعناصرها المؤسسون كانوا من الأفغان العرب الذين جاهدوا في أفغانستان لتحريرها من الاحتلال السوفياتي، وكان عبد الحكيم بلحاج الخويلدي أحد هؤلاء الأفغان، وبعد انتهاء الحرب في أفغانستان في 1989 أسس الأفغان العرب الليبيون تنظيم الجماعة الليبية المقاتلة في بداية التسعينات ولكن الأمن الليبي تمكن من تفكيكها مرارا ولكنها كانت تعيد تشكيل نفسها من جديد وبقيادات جديدة وتحت مسميات عدة.
ويكشف عبد الحكيم أبو الشيماء في كتاب "الجيا من الداخل: شهادات ضابط شرعي في الجماعة الإسلامية المسلحة"، والذي تنوي الشروق نشره قريبا عن علاقة الجماعة الليبية المقاتلة بالقاعدة والجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا"، حيث أكد أن صخر الليبي الذي يعد أحد قيادات الجماعة الليبية المقاتلة كان على رأس وفد من ثلاثة ليبيين أرسله بن لادن إلى الجزائر لإقناع جمال زيتوني أمير الجماعة الإسلامية المسلحة (1994 / 1996) بالانضمام إلى القاعدة.
ويقول أبو الشيماء في هذا الصدد "في عهد زيتوني أرسل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وفدا إلى "الجيا" كان من بينهم صخر الليبي أحد قيادات الجماعة الليبية المقاتلة والذي كانت تربطه علاقات متينة ببن لادن وذلك بهدف التعرف على منهج الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر هل هو سلفي أم قريب من منهج الخوارج واقتراح بعض المساعدات المادية والمالية للجيا من بينها تجهيز الجيا بمستشفى متنقل يتضمن كافة المستلزمات الطبية".
ويضيف عبد الحكيم أبو الشيماء الذي كان عضوا في الهيئة الشرعية للجماعة الإسلامية المسلحة أن جمال زيتوني رفض عرض بن لادن خوفا من احتواء القاعدة للجيا وحتى لا يفقد زعامته على "الجيا".
الجيا تصفي صخر الليبي
قامت "الجيا" بتصفية صخر الليبي أحد أمرائها البارزين بعد أن أسرّ لأحد عناصر "الجيا" بأن هذا التنظيم يحمل فكر الخوارج ولا علاقة له بالفكر السلفي الجهادي، فقامت "الجيا" بتصفيته حسب عبد الحكيم أبو الشيماء.
وفي نهاية 1995 التحق 9 عناصر ليبيين بمعاقل الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر وتوزعوا على مختلف مناطق الجزائر، لكن مصيرهم بقي مجهولا حسب أبو الشيماء، لكنه أشار إلى أنه في 1996 بدأت "الجيا" في عمليات تصفية للمقاتلين المغاربيين والأجانب، وبعد سلسلة المجازر التي ارتكبتها الجيا في حق الشعب الجزائري في منتصف التسعينات أعلنت الجماعة الليبية المقاتلة تبرؤها من جرائم "الجيا" خاصة بعد مقتل صخر الليبي.
الجماعة المقاتلة تحاول تصفية القذافي
يشير الدكتور أحمد يوسف الذي كان يشغل منصب مدير تنفيذي لمركز دراسات بواشنطن في حوار مع جريدة جزائرية في 2006 إلى أن الجماعة الليبية المقاتلة حاولت اغتيال العقيد معمر القذافي في منتصف التسعينات، لكن هذه العملية باءت بالفشل، وشنت قوات الأمن الليبية حينها حملة شرسة على الإسلاميين الليبيين أدت إلى اكتشاف تنظيم الجماعة الإسلامية وهو الاسم الحركي لتنظيم الإخوان المسلمين الليبيين، حيث شارك حينها الدكتور أحمد يوسف الذي يشغل حاليا منصب وكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس الفلسطينية في وساطة لإطلاق سراح إخوان ليبيا والتأكيد على أن لا علاقة لهم بتنظيم الجماعة الليبية المقاتلة، ولعب سيف الإسلام القذافي فيما بعد دورا في إطلاق سراحهم.
تبرأت من الفكر الجهادي وبلحاج يدخل طرابلس بالقوة
في عام 2009 قامت الجماعة الليبية المقاتلة بمراجعة داخلية لفكرها الجهادي وصدر في شكل "الدراسات التصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس" على غرار ما فعلته الجماعة الإسلامية في مصر، وقام علي الصلابي عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وأحد القيادات الدينية البارزة في الثورة الليبية والمقرب من جماعة الإخوان المسلمين بمحاورة عناصر الجماعة المقاتلة في السجون رفقة شخصيات أخرى لها ثقلها لدى الجماعة المقاتلة.
وبعد هذه المراجعات أفرجت السلطات الليبية عن أفراد الجماعة المعتقلين بعد أن قدموا اعتذارهم للدولة، ولكن على دفعات، وتواصل الإفراج على عناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة من السجون حتى بعد اندلاع الثورة الليبية 17 فيفري 2011، وكان من بين المفرج عنهم عبد الحكيم بلحاج الخويلدي.
ومن المعلوم أن عبد الحكيم بلحاج (مواليد 1966) لديه خبرة طويلة في القتال في أفغانستان، ومن مؤسسي الجماعة الليبية المقاتلة، لكنه في 1993 فر من ليبيا بعد مطاردات الأمن وتنقل في الكثير من البلدان الإفريقية والآسياوية إلى أن ألقت المخابرات الأمريكية القبض عليه في ماليزيا في فيفري 2004 وتم التحقيق معه في تايلندا، وبعد أن تأكدت المخابرات الأمريكية أن الجماعة المقاتلة لم تعد موالية للقاعدة سلمته للسلطات الليبية التي كانت تعتبره من أكبر المطلوبين لديها ووضعته في سجن أبو سليم السيء الصيت قبل أن تطلق سراحه في 2010 بعد ظهور المراجعات التصحيحية لمرجعيات الجماعة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)