الجزائر

قنبلة التسجيل الصوتي و«كولومبو»



قنبلة التسجيل الصوتي و«كولومبو»
ضُبط قبل يومين حكمان من رابطة سعيدة متورطان في فضيحة رشوة بالقسم الجهوي الثاني، حيث حاول الحكمان تغيير ورقة مباراة نادي بريزنة ضد نادي عين قارة من سعيدة مقابل 20 مليون سنتيم، بحكم أن ورقة المباراة تحمل تقريرا أسود عن تصرفات أحد الفريقين. ونجحت مصالح الأمن والدرك في القبض على الحكمين متلبسين بالرشوة وعرض المرتشين على وكيل الجمهورية الذي أودعهما الحبس.هذه الحادثة تؤكد بأنه لو تتحرك الدولة بمؤسساتها لمحاربة الرشوة في عالم كرة القدم، فلن تجد صعوبات كبيرة في إسقاط الرؤوس من حكام ومسيرين، راشين ومرتشين، ولأن حكمي رابطة سعيدة ظنّا بأن لا أحد يراقبهما، سقطا في الفخ بكل سهولة.قبل يومين، هتف لي حكم فيدرالي يشتكي من حڤرة لجنة لاكارن وقال لي بالحرف الواحد: «لو أنشر ما لديّ من تسجيلات صوتية لزلزلت الجزائر ولأقصي المنتخب الوطني من مونديال البرازيل، ولأبعد كل حكام الجزائر من المنافسة الدولية بما في ذلك حيمودي».محدثي، الذي أبدى تذمّره مما يحدث في عالم التحكيم الجزائري بسبب التعفن السائد منذ سنوات، قال متحسرا: «تصور يا سي عدلان بأن حكامنا أصبحوا لا يخشون من العقاب لأنهم يدركون بأن لا أحد يراقبهم ويفعلون ما يشاؤون، وأصبحوا يقبلون ب»هدايا» تصل إلى سكنات من عند أحد المرقين مقرب من أحد النوادي المحترفة، ولو تسحب القائمة الاسمية الممنوحة لوزارة السكن لوجدنا حكامنا مسجلين عبر عدة مدن بالوطن».كلام هذا الحكم الفيدرالي، دوّخني وجعلني لا أنام طوال الليل وحتى إن كنت لا أدري صحة ما يقوله الحكم «التائب» من عدمه، فإن تصرف حكام رابطة سعيدة هو نفس سلوك حكام كل الرابطات، وإذا كان هذا الثنائي طلب 20 مليون سنتيم من أجل تغيير مضمون ورقة لقاء في القسم الجهوي الثاني، فإن حكام الدرجة الأولى سيطلبون 200 مليون من أجل ثلاث نقاط عادية ومسكن بمليار سنتيم من أجل التأهل إلى نصف نهائي ونهائي الكأس وسيارة بنصف مليار من أجل ضربتي جزاء وهميتين والسلم يعرفه كل «بزناسية» الكرة في الجزائر.ولعل معاقبة رئيس الشاوية عبد المجيد ياحي، الذي ندد بغربال «باطلا»،حسب قول لجنة الانضباط طبعا، هو مؤشر على أن الهيئة الكروية لا تريد تنظيف المحيط ولكن تريد إسكات كل من يثير ما سمته بالبلبلة، حفاظا على مصالح البعض في دواليب الحكم الرياضي ….ولتذهب كرة القدم النظيفة إلى الجحيم.ما فعلته مصالح الأمن في تيارت مع حكمي رابطة سعيدة يمكن لكل وكلاء الجمهورية القيام به لو كانت هناك نية فعلية في تطهير المجال، فقد أصبح الحكام المرتشون يبيتون لياليهم قبل المباريات عند مناجرة النوادي ببيوتهم، ولا يخشون أي رقابة وهناك من يستلم أمواله جهارا نهارا في محطات البنزين على الطريق السيار شرق -غرب.ودون شك، لسنا بحاجة إلى فرق استخباراتية ولا إلى «كولومبو» لرصد الأدلة المخفية التي تتحدث عنها الفاف والرابطة لإسقاط هذه الشبكات من راشين ومرتشين على حد سواء، لأن كل شيء يحدث على المكشوف وأمام أعين الجميع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)