قطف الخطى الجزيرة الأم..؟؟

في الحقيقة نحن نتحدث كثيرا عن المشروع الإعلامي القطري، عن الجزيرة ودورها الخطير في بعث كل ما يحدث، ربما ليس كل ما يحدث، ولكن هناك بالفعل منطلق إعلامي كان يؤدي دوره كما ينبغي، لكننا في المقابل لم نتحدث عن المشروع الإعلامي السعودي، والذي قد يكون أكثر خطورة، لأنه لا يصبو إلى خريطة سياسية جديدة وإنما خريطة ثقافية عقلية جديدة. علينا أن ننتبه بالفعل إلى الطمس الثقافي الذي تقترفه مجموعة الـMbC في حق ثقافتنا العربية، وفق برنامج مدروس جيدا، أعرف عشرات النساء بل والرجال أيضا يقضون ثلاث ساعات كاملة أمام الـقناة الرابعة لمجموعة الـMbC من روبي إلى فاطمة إلى أغنية حب.. ومن دون كلل أو ملل يضيع الوقت الأوج داخل العائلة الجزائرية في السماع إلى حكايات الحب الحلزونية التي لا تنتهي، وفي الغالب تنتهي بخرابات تكبر في عقول الصغيرات من اللواتي يهربن مع عشاقهن واللاتي ينتحرن أو يُغتصبن.. كلها مواضيع قد لا ننتبه لتأثيرها الفوري لكن الذي يحدث بعد ذلك هو وجود الاحتمال داخل عقول مراهقاتنا.. وبالتالي التقليد هو قناعة والقناعة الدرامية لا مثيل لها، خاصة إذا كانت من المسلسلات التركية. وهنا لا أقصد الدراما التركية فقط، وإنما كل البرامج الأمريكية.. تصوروا هناك عبارة تتكرر في قنوات الـMbc وهي "هذا البرنامج يعرض موازاة مع عرضه في أمريكا".. والآن طرحت الـMbc مشروعا جديدا وهو النسخة العربية من المسلسل المكسيكي روبي، لتعلن تماما فصل الشخصية العربية وتهرب بها إلى حيث لا رسالة جادة في الدراما، عدا دوائر الحب.. الحب جميل بالتأكيد وهو الطاقة التي تولد منها الحياة، ولكن بأسلوب مكسيكي مع سيرين عبد النور؟؟ وبالتالي لابد أن نتتبه، لأن الجزيرة عجولة، تريد خارطة سياسية، ولكن السعودية ومجموعة الـmbc تريد خارطة عقلية ثقافية جديدة.. ولكم أن تشاهدوا وتستمروا في المشاهدة من يوم الجمعة لعرض خمس حلقات كاملة، ولا تلتفتوا لحياتكم.. حياتكم معنا مع مغامرات روبي وغرامها الكبير. هاجر قويدري hadlay@hotmail.com