الجزائر

قطف الخطى بركاتك يا سيدي بومدين



قطف الخطى               بركاتك يا سيدي بومدين
  دخلنا تلمسان ونحن نرغب مجددا في زيارة ضريح وليّها الصالح سيدي بومدين، فاستجاب المنظمون لطلبنا وانتقلنا إلى الضريح يوم الجمعة السابق. وقفت قبل الدخول إلى ضريح سيدي بومدين عند قبة سيدي العباد.. هكذا قالت لنا العجوز فاطمة بن الغوث العلالي، لكن القبر تاريخيا يعود إلى يحيى بن يوغان أحد ملوك تلمسان وخال الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي. ربما التفصيل هذه المرة في القائمين على شؤون القبب والأضرحة، لطالما كنت أراقب ذلك، من هؤلاء؟؟ لماذا يحملون كل هذا الوفاء؟؟ ولا أقصد المقدم أو أصحاب الطريقة وشيوخها، بل هؤلاء البسطاء.. العجوز مثلا؛ كانت مقعدة وطاعنة في السن، لكنها تنظف المكان زحفا، أيضا في داخل الضريح وقبل دخولنا كانت هناك فوزية تملأ الماء وتنظف المكان، قال لي أحدهم إنها تأتي إلى هنا كل صباح وتقوم بتنظيف المكان وتعيش من بعض صدقات الزوار، رغم أن البلدية عرضت عليها إدماجها في العمل تحصل من خلاله على مرتب شهري.. لكنها رفضت.. يقول عنها درويشة.. فوزية بعيونها الصافية بالفعل درويشة صادقة وحقيقة لم أر في حياتي مثلها. في الخارج كان بعض الصحفيين يوزعون المكان صوراً وذكريات من تلمسان، البعض منهم استاء كثيرا من تبرّك بعض الزائرين وتقبيلهم للضريح، قالوا "أكثر ما يكون العبد قريبا من ربه وهو ساجد".. قالوا بديهيات نعرفها جيدا ولا نحيد عنها، قالوا إن كل هذا شرك وشعوذة.. ونسوا شعوذة الرقية وإخراج الجن التي جاء بها الإسلام الجديد. الإسلام الذي عرفته بلاد المغرب منذ قرون هو هذا، الزوايا والأضرحة لم تدع يوما للعنف، على العكس؛ كانت على الدوام مكانا للكرم، للتسامح، للمعالجة النفسية، ولو أن الرئيس بومدين لم يقطع دور الزوايا عن الشعب ما كان هناك إرهاب ولا إسلام جديد زرع الخراب وضيع حتى ذلك الإيمان الذي يقولون عنه شركا وملتفا بالشعوذة.. أتساءل اليوم هل بين شبابنا شباب متدين من دون تطرف.  هاجر قويدري hadlay@hotmail.com  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)