الجزائر

قطف الخطى شجاعة التخلي



قطف الخطى              شجاعة التخلي
في الغالب لسنا نجيد تصفية دمائنا من عادات صغيرة، فما بالك بعادات استوت فوقها سنوات عمرنا ووشمت معها تفاصيل يومياتنا. لذا لسنا نعرف على الإطلاق نشوة المنعرج.. حمى التخطي.. ولسنا نسمع بالحكايات الجريئة التي صار فيها الميكانيكي جرّاح عظام ولا الرّاقص الفلكلوري رئيسا للدولة.. كل شيء عندنا بذات الجرعة، لسنا نحيد عن أقدارنا وكلمة قضاء وقدر أو مكتوب ربي صارت كما "دوا عرب" صالح لكل التفاصيل التي يمكن أن تقلب حياتنا  وعليه، يمكن لطالب الحقوق عندنا البقاء ست سنوات من دون عمل وفي بطالة بشعة قد ينسى فيها كل ما تعلّمه ولا يفكّر في إعادة ترتيب حياته بحيث إن أربع سنوات كافية لدراسة التجارة وسنتين للحصول على دبلوم محاسبة، بهذا الشكل يستحيل أن لا يجد عملا صاحب ليسانس حقوق وتجارة +المحاسبة.كأنما نحن شعب نرضى.. ولا يثور على يومياته، مستكين ومسالم إلى حد قتل كل الأشياء الممكنة. وظيفة عمومية قد تشكّل لدينا كل الكون ونمسك بها بأيدينا وأرجلنا و"أسناننا" فلا ننعم مطلقا بنشوة التخلي.لا يحدث هذا في العمل أو الدّراسة فقط.. إنه يحدث في كل شيء، في كل الدوائر المفرغة التي لا نستطيع الخروج منها بسبب رضى الخائفين، رضى القانعين بكل الحواجز التي نبنيها لأنفسنا فلا نرى غير وجوهنا المكدّسة على زجاج نوافذ الخوف.لأننا نخاف، يموت بداخل المهندس الرسّام، وبداخل الإمام، وبداخل منا قدر آخر قد يكون هو الحقيقي وهذا الذي نتبعه زائف.. نعم قد يكون مجرد رضى زائف.. هل فكّرتم يوما في الرضى الزائف.أحيانا لا بد أن نترك نعيم الأشياء القريبة لندخل جحيم القادم، جحيم التطاول على التمني، لن يكون هذا إلا بشجاعة التخلي. هاجر قويدري


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)