الجزائر

قطاع الصحة... في حاجة لمن يعالجه؟؟؟



قطاع الصحة... في حاجة لمن يعالجه؟؟؟
تشتكي هذه الأيام كثير من الأسر الجزائرية من انعدام اللقاحات الموجهة للمواليد الجدد، وخلو مستشفياتنا ومستوصفاتنا وقاعات العلاج من الأمصال الخاصة بهذه اللقاعات المهمة في حياة أطفالنا، وما زال عمال هذه المؤسسات وموظفوها يطمئنون مكرهين قاصديهم والمتصلين بهم من أن هذه اللقاحات ستكون متوفرة في بحر هذا الأسبوع على أكثر تقدير... نعم هكذا في وطن غني ثري كالجزائر نفتقد فيه أدوية ضرورية توفرها حتى أفقر الدول وأكثرها تخلفا لساكنيها... نعم هكذا ببساطة متناهية تؤجل اللقاحات عن مواعيدها الرسمية في غياب تام لأدنى مسؤولية أو تأنيب للضمير من طرف القائمين على هذا القطاع الحيوي الحساس...
إننا قد نغمض أعيننا ونتفهم الندرة غير المبررة لكثير من الأدوية الهامة التي لها علاقة حتى بالأمراض المزمنة... نتفهم عجز وزارة الصحة ومن ورائها الدولة أمام المضاربين بالأدوية والمستوردين لها والذين يحاولون احتكار السوق وبالتالي أخذ المواطنين المرضى كرهائن إزاء جشعهم وتلهفهم على كنز المال الذي ليس له حدود... نتفهم أيضا كيف أن الوزارة تغمض عينيها ولا تفتحهما إذا تعلق الأمر بمحاولة وضع العراقيل أمام المستثمرين الجزائريين الخواص الذين اختاروا الاستثمار في قطاع الصحة أو شبه الطبي، ومحاولة ثنيهم عن الاستمرار في العمل حتى يفسح المجال أكثر للمستوردين من ذوي الحظوة والذين لا تهمهم صحة المواطن ولا سمعة الجزائر، بقدر ما يهمهم تضخيم أرصدتهم... نتفهم أيضا الكذب على الشعب بأننا بنينا أكبر مستشفى في إفريقيا وأضخم مركب للأدوية في الشمال الإفريقي وأهم مصحة في العالم العربي، ونتقبل ادعاءات الوزارة بأن صحة المواطن الجزائري بالنسبة إليها أهم من كل شيء... لكننا بالمقابل نقف عاجزين أمام عدم توفر وزارة بمثل هذه الأهمية وقطاع بمثل هذه المكانة في المجتمع على مصالح للتخطيط والإحصاء ”وهي أكيد موجودة ولكن لا تقوم بعملها على أكمل وجه”، تستشرف كل ما له علاقة بصحة المواطن.. أم أن عبارة ”السكان” المضافة إلى كلمة الصحة في تسمية الوزارة جاءت بطريقة اعتباطية... على الدولة أن تولي هذا القطاع الأهمية اللازمة ليس بضخ الأموال فحسب، ولكن بإسناد المسؤوليات فيه لمن تهمهم صحة المواطنين..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)