الجزائر

قصيدتان لتوماس ترانسترومر



1
TRAFIK
ترافيك
تخوض مركبة الشحن بعربتها المقطورة خلل الضباب،
و عبر ظل كبير ليرقة يعسوب في عَكَر قعر البحيرة.
تلتقي المصابيح الكشّافة في غابة تندى قطراتٍ.
لا يقدر المرء على رؤية وجه إنسان آخر.
نهر الضوء يتلاشى في إبر الصنوبر.
نأتي مركبات ِ ظلال من كل الجهات في الأصيل،
نهيم ُ وراء بعضنا ،
بجنب بعضنا،
ننساب إلى الأمام،
في جرس إنذار خافت.
خارجا،
في الأرض السهلية حيث الصناعات تحضن،
وتنخفض المباني بمقدار ملليمترين كل عام-
تبتلعهن الأرض بهدوء.
أيدي غير معرَّفة الهوية،
تترك آثارها على المنتجات الأكثر بريقا، و التي يُحلم ُ بها هنا.
والبذرة تسعى إلى الحياة في الإسفلت.
لكن قبل كل شيء ، إن شجرات الكستناء كئيبات ، و كأنهن هيّأْن تفتق قفازات من حديد،
بدلا من اسطوانات بيضاء،
وخلفهن غرفة موظفي الشركة – أنبوب نيون معطل، يغمز ومضات ِ.
هنا ، ثمة باب سري. فافتحْ!
وانظر ْ في المنظار المقلوب إلى الأسفل،
باتجاه الفوهات،
نحو الماسورات العميقة،حيث الطحالب تنمو مثل لحى الموتى،
وينسل العامل المنظف في ثيابه المفصلة من المخاط،
بأنفاس سباحة واهنة ،
في مسيره إلى الاختناق.
ولا أحد يدري كيف سيسير هذا الأمر،
سوى أن السلسلة تنقطع ،
وتعود تلتحم باستمرار.
2
Allegro
معزوفة شديدة العجلة
أعزف « هايدن» بعد انقضاء يوم اسود،
واشعرُ بدفء ضئيل في يدي.
الأزرار تبغي المزيد والمطارق اللطيفة تأخذ بالطَرق.
الرنة خضراء، مفعمة بالحيوية، و هادئة.
تقول الرنة إن الحرية متوفرة،
وإن ثمة من لا يدفع الضرائب للقيصر.
أدخل يدي إلى الأسفل في جيوبي «الهايدنية»،
وأحاكي شخصا يرنو إلى العالم بهدوء.
أرفع الراية الهايدنية - ما معناه:
«إننا لن نستسلم، بل نريد السلام».
إن الموسيقى بيت زجاجي على السفح،
حيث الأحجار تطير ُ، و تتدحرج.
وتلتف ّ الأحجار على بعضها بعضا باستقامة،
لكن أخيرا كل َّ جدول يغدو كلّا .
*ترجمة حميد كشكولي من السويدية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)