الجزائر

قصص من حياة رجال السلف..



بكى يوماً عمر بن عبد العزيز، فبكت فاطمة، فبكى أهل الدار، لا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء، فلما تجلَّت عنهم العبرة، قالت له فاطمة: بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين، ممَّ بكيت؟ قال: ذكرت منصرف القوم من بين يدي الله عز وجل، فريق في الجنة وفريق في السعير.*
* قال الجنيد: كنت بين يدي السري ألعب، وأنا ابن سبع سنين، فتكلموا في الشكر، فقال لي: يا غلام ما الشكر؟ قلت: ألا يعصى الله بنعمه، فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على قوله.
*
* قال عبد الرحمن بن مهدي: بات سفيان عندي، فلما اشتد به الأمر جعل يبكي، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، أراك كثير الذنوب، فرفع شيئاً من الأرض فقال: والله لذنوبي أهون عندي من ذا، إني أخاف أن أُسلب الإيمان قبل أن أموت.
*
* جلس ولد صغير بجانب أمه، وهو يراها تحاول إضرام النار بالعيدان الصغيرة، ثم بكى، فسألته أمه عما أبكاه، فقال: إنك توقدين النار بهذه العيدان، وما يدريني بأن الله يوقد تلك النار الكبيرة التي وقودها الناس والحجارة بنا نحن الصغار.
*
* قال عنبسة بن الخواص: كان عتبة يزورني، فبات عندي ليلة، فبكى من السحر بكاءً شديداً، فلما أصبح قلت له: قد فزعت قلبي الليلة ببكائك، فممَّ ذاك يا أخي؟ قال: يا عنبسة إني والله ذكرت يوم العرض على الله عزوجل. ثم مال ليسقط فاحتضنته، فجعلت أنظر إلى عينيه تتقلبان، قد اشتدت حمرتهما، ثم أربد وجعل يخور. فناديته: عتبة، عتبة. فأجابني بصوتٍ خفي: قطع ذكر يوم العرض على الله أوصال المحبين له. ثم مال، ثم جعل يحشرج البكاء ويردده حشرجة الموت، ويقول: أتراك يا مولاي تعذب محبيك وأنت الحيي الكريم؟ فلم يزل يرددها حتى أبكاني.
*
* كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، ويصوم حتى يخضر ويصفر، فلما احتضر بكى. فقيل له: ما هذا الجزع؟ فقال: مالي لا أجزع، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه، فلا يزال مستحياً منه.
*
*
* روي أن الفضيل رؤي يوم عرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة، حتى إذا كادت الشمس تغرب قبض على لحيته، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: واسوأتاه منك وإن غفرت، ثم انقلب مع الناس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)