ندّد، أمس، فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، بالطريقة التي تم استعمالها في قتل محمد مراح في مدينة تولوز جنوب فرنسا، مضيفا بأن الشاب مراح تم استعماله كوقود للحملة الانتخابية الجارية في فرنسا للتنافس على قصر الإليزي .
وقال قسنطيني، في اتصال مع الخبر ، إن الرئيس الفرنسي المترشح لولاية ثانية هو المستفيد الأول من الطريقة التي اعتمدتها مصالح الأمن الفرنسي من خلال وضع حد لحياة مراح. الأمر الذي يعزز فرضية تلقي مصالح الأمن أوامر فوقية بقتل الشاب مراح بدل اعتقاله حيا، وذلك حتى يظهر للرأي العام الفرنسي بأن ساركوزي يملك الفعالية الكفيلة لحماية أمن الدولة الفرنسية ورعاياها، وهو ما تترجمه النقلة الأخيرة التي عرفتها عمليات سبر الآراء التي مالت لصالح كفة الرئيس ساركوزي ، على حد قوله.
وفي هذا الاتجاه، أبدى المسؤول الحقوقي استغرابه من النهاية التي تُوجت بخيار قتل مراح: في الوقت الذي كان من السهل جدا اعتقاله حيا، لاسيما وأنه لم يكن يملك أي أوراق ضغط تستدعي مثل هذا الخيار، على غرار حجزه لرهائن مثلا ، مضيفا: إذا كان مراح قُتل، فإن الدولة كان عليها ألا تقترف نفس الفعل، على الأقل من الجانب الإنساني، خاصة وأن القبض عليه حيا كان متاحا بسهولة لولا التسرع غير المبرر .
أما عن قرار رفض دفن جثمانه في الجزائر مثلما كانت تريد عائلته، فقد اعتبره المتحدث قرارا حكيما من الناحية السياسية ، باعتبار أن السلطات الفرنسية تحملت مسؤولية قتله، فعليها أن تتحمل تبعات هذه المسؤولية إلى النهاية، وكما يقول المثل الشعبي الجزائري اللي دار الحريرة يكمّد بيها مصارينو ، ثم إن الرأي العام الفرنسي والأوروبي بصفة عامة كان سيربط في حال دفنه بالجزائر، بين دمه الجزائري والعملية الإرهابية التي اقترفها، ونحن في غنى عن مثل هذه التهم المجانية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : وهران: محمد درقي
المصدر : www.elkhabar.com