الجزائر

قسنطينة.. آفاق مفتوحة على الثقافي المنتج..



حقّقت قسنطينة كثيرا من المنجزات الثقافية تصبّ – في مجملها – ضمن استراتيجية التحوّل الثقافي نحو الإنتاج، كي تكون رافدا حقيقيا للتنمية، ودافعا للحركية الاقتصادية، ولقد كان الصرح الثقافي "مالك حداد" مثالا حيّا عن الحركية الثقافية والفنية المتنوّعة التي شهدتها مدينة الجسور المعلّقة.صرّحت مديرة المركز الثقافي "أميرة دليو" ل«الشعب" أنّ النشاط حافل بالبرامج الثقافية المحلية والوطنية، وإحياء المناسبات ذات البعد الديني والتاريخي، في مقدّمتها اليوم الوطني للشهيد، عيد النصر، عيد الطالب، إحياء ذكرى مجازر الثامن ماي، وفق برامج متكاملة انطلاقا من المعارض التاريخية والمداخلات العلمية، بالموازاة مع تنظيم عروض مسرحية وحفلات للإنشاد الوطني إضافة إلى احتفاليات تكريم الشخصيات الوطنية.
أما الشقّ التراثي والموروث اللامادي – تقول دليو - فقد حظي بمهرجانات وبرامج نظمتها دار الثقافة مالك حداد، حرصا على إبقاء مختلف العادات والتقاليد حية، خاصة لدى الجيل الصاعد في ظلّ المستجدات التي تعيشها الجزائر من محاولات لقرصنة تراثها، مشيرة إلى أنّه تم تنظيم عدّة فعاليات مثل المعرض الشامل لكلّ ما هو موروث ثقافي تراثي، مثل الانطلاقة الرمزية لتظاهرة التقطير، ومعرض الآلات الموسيقية، والأعمال التشكيلية شمل مبدعي كلّ ولايات الوطن، إضافة إلى تدشين متحف الموروث اللامادي الذي تتواجد به قطع نادرة للألبسة التقليدية القسنطينية التي يتجاوز عمرها أزيد من 100 سنة، كما تشهد المدينة فعاليات شهر التراث الذي يعرف تنظيم عدّة أنشطة ثقافية، فنية، علمية، أيام دراسية كان أبرزها يوم دراسي احتضنه قصر الثقافة "محمد العيد آل الخليفة" بعنوان "العمران بمدينة قسنطينة والمدينة العتيقة انموذجا" وشارك فيه كوكبة من الأساتذة المختصين بمجال العمران، كما يتم دوريا إحياء المولد النبوي الشريف، حفاظا على المرجعية الدينية والموروث القسنطيني لهذا الاحتفال.
ولقد تحوّلت قسنطينة إلى مركز إشعاع ثقافي بالملتقى الأدبي حول الشهيد الأديب أحمد رضا حوحو الذي انتظم تحت شعار "الثورة تاريخ والأدب مقاومة"، شارك فيه أدباء ونقاد من الشقيقتين فلسطين وتونس، فضلا عن يوم دراسي من تنشيط الأستاذ حمادي بن عبد الله والإعلامية وردة نوري حول مسألة "باب المغاربة"..
ومن جهتها، أكّدت مديرة المتحف الوطني للفنون والتعابير "قصر أحمد باي"، مريم قبايلية، أنّ الفعل الثقافي بقسنطينة عرف انتقالا كبيرا من خلال البرامج والتظاهرات الثقافية والمعارض الإبداعية، على غرار فعاليات السنة الأمازيغية، شهر التراث، الأعياد الوطنية والدينية، كما شهد المتحف عدّة اتفاقيات تعاون مع المركز الوطني للبحث وتهيئة الإقليم، والتي تتضمّن برامج لزيارات افتراضية، إلى جانب زيارات إرشادية والمقدّمة بثلاث لغات أجنبية واستقبال زوار المتحف من كلّ أنحاء العالم، حيث نظم المتحف الوطني ما يعادل 3 معارض فنية تشكيلية بمناسبة اليوم الوطني للفنّان، كما ساهم قصر أحمد باي في الترويج للسياحة الداخلية والتعريف بالمدينة التاريخية بالتنسيق مع مديرية السياحة ومن خلال تظاهرة "احكي يا قسنطينة"، "الملاية تراث ورواية" التي نظمها المتحف الوطني للفنون من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة وهي المبادرة التي نالت اهتمام وثناء ساكنة قسنطينة.
كما نظّم المتحف الوطني أسبوع التراث الشعبي الجزائري بالتنسيق مع الفيدرالية الولائية للحرفيين بقسنطينة، والتي شهدت مشاركة قويّة للحرفيين من داخل وخارج الولاية شملت عروض وورشات، وسلط متحف "أحمد باي" الضوء على التراث الذي يتعرض للتهديم والطمس من طرف الكيان الصهيوني" في فلسطين، من خلال تنظيم محاضرة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، بعنوان "التراث المادي واللامادي الفلسطيني المسجّل في التراث العالمي لمنظمة اليونسكو"، حيث تضمّن مناقشة حول الممتلكات التراثية المادية واللامادية الفلسطينية وما تتعرض له من انتهاكات صهيونية، كما شهد القصر الطبعة السادسة لتظاهرة "جسور التواصل لتراث الحواضر" والتي سجّلت تنديدا بما يحدث في فلسطين، وكانت ورشة "أطفال غزّة" من أهم الورشات التي عرفتها التظاهرة تعزيزا منا على غرس أواصر التضامن في مدارسنا وعقول أطفالنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)