الجزائر

قريتي لقراف والراشدي بورقلة.. مثال حي للتخلف



قريتي لقراف والراشدي بورقلة.. مثال حي للتخلف
تعد دائرة الحجيرة إحدى الدوائر التابعة لولاية ورقلة، هذه الأخيرة تبعد عن مقر الولاية بحوالي 130 كلم، وتضم بلديتين هما الحجيرة المركز والعالية، كما تحصي عديد القرى والمداشر التي لازالت تغرق في التخلف ومنها قريتي " لقراف والراشدي.ومن خلال جولة " للشروق" بهذه القرى، لاحظنا حجم التخلف التنموي، نظرا لغياب الكثير من ضروريات الحياة التي من شأنها الحفاظ على استقرار المواطنين، حيث صرح عدد منهم " للشروق"، أن المسؤولين بعيدين عن أحلام هؤلاء البسطاء ولا يتذكرونهم إلا في المواعيد الانتخابية فقط.ولعل من بين أهم المشاكل التي يعاني منها السكان غياب قنوات الصرف الصحي، وهو المشروع الحلم لأبناء المنطقة، فرغم انطلاق الشطر الأول منه منذ سنوات، إلا أن العديد من المساكن والأحياء لازالت لم تربط بها بعد، خاصة أن المشروع توقف لينطلق هذه الأيام، ما يطرح أكثر من سؤال حول غياب مراقبة ومتابعة مثل هذه المشاريع.وللإشارة فإن الزائر لمنطقة "الراشدي" التي تبعد عن مركز البلدية بحوالي 10 كلم، يلاحظ أن المشروع توقف قبل وصوله إلى القرية النائية، دون معرفة الأسباب التي عرقلت انجازه. ومن بين المشاكل أيضا انعدام غاز المدينة، والذي وصلت شبكاته إلى الجبال والقرى في مناطق أخرى بالوطن، لكن في قريتي "لقراف والراشدي" تم انجاز الشبكة داخل الأحياء، غير أنه ولحد الساعة ورغم أن فصل الشتاء على الأبواب، ما يزال السكان يعتمدون على قارورات الغاز التي تفوق أسعارها 300 دج في الأيام الباردة، علما أن الشبكة الرئيسية الممونة للبلدية لا تبعد عن القريتين سوى بأمتار قليلة. ومن بين المشاكل العالقة الطريق العمومي الذي يشهد تدهورا فظيعا، خاصة في جزئه الرابط بين الطريق الولائي ومقر قرية "لقراف" على مسافة 5 كلم، وهو نفس الوضع الذي يعرفه الطريق الرابط بين قريتي "لقراف" و"الراشدي" على مسافة 3 كلم، والذي بات غير صالح للسير، ما خلف تذمرا وسط السائقين وكبّدهم مصاريف إضافية جراء اقتناء قطع الغيار لمركباتهم التي كثيرا ما تتعرض لأعطاب، وحتى الطريق الذي يربطهم بمركز البلدية يشهد منعرجات خطيرة تشكل متاعب لمستعمليه.ومن جملة المشاكل التي يتخبط فيها أبناء الجهة، غياب مناصب الشغل، فالبطالة تضرب بأطنابها وسط الشباب، وهي الفئة الغالبة بالمنطقة والمقدر عددهم بأكثر من 8 آلاف شاب، وذلك بسبب غياب عروض العمل وشحها، وهو وضع فاقم معضلتهم وأجل أحلامهم التي كانوا يأملون في تجسيدها على أرض الواقع، رغم أن المنطقة تعتبر خزانا حقيقيا للإطارات والمتخرجين من الجامعات الجزائرية، ففرص العمل وأبواب المؤسسات الوطنية حلم بعيد المنال.ورفع السكان انشغالهم للسلطات المسؤولة عن قطاع التشغيل، منددين بالمشاكل والنقائص الكثيرة والتي تشمل مختلف جوانب الحياة، علما أن المسؤولين غائبين عن هذه القرى، هنا وهناك وتبقى أصواتهم فقط من تصنع الفارق في الاستحقاقات المحلية والوطنية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)