الجزائر - 01- Généralités

قراءة في كتاب الهجرة ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية لعبد الحميد زوزو



1. الدراسة الظاهرية:
‌أ. تعريف الكاتب: عبد الحميد زوزو من مواليد 28 /10 /1941م، شغل عدة وظائف منها، عميد جامعة التكوين المتواصل (سابقا). عضو مجلس الأمة، أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر وباحث بالمركز الوطني للبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.
يعد من أساتذة التاريخ القلائل الذين يجمعون بين التدريس والكتابة التاريخية، باللغتين العربية والفرنسية. وقد تعددت مواضيع دراساته؛ فمن الكتابة عن ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين (ثورة الأوراس 1879، ثورة بوعمامة، ثورة التحرير الكبرى 1954 1962..)، إلى البحث في موضوع الهجرة الجزائرية إلى الخارج، ودراسة مختلف الوثائق والمواثيق المرتبطة بتاريخ الجزائر ومراسلات الأمير عبد القادر.. إضافة إلى تاريخ الجزائر المعاصر، و اهتم الباحث بتاريخ أوروبا، الولايات المتحدة، إفريقيا وآسيا..ولعل من أهم وأكبر ما قدّمه الباحث للمكتبة التاريخية الوطنية، مؤلفه الضخم الذي يحمل عنوان: "الأوراس إبان فترة الاحتلال الفرنسي"، والكتاب في الأصل أطروحة دكتوراه ، استغرق المؤرخ في انجازها 15 سنة من البحث والتنقيب، وناقشها في شهر جوان 1992 بجامعة باريس 12، أين تحصل على ملاحظة مشرف جدا، واعتبرت لجنة المناقشة هذه الأطروحة بمثابة "عمل موسوعي"، ضمّت اللجنة المؤرخ الجزائري المعروف محفوظ قداش وقد وضع مقدمة الكتاب المشرف على الأطروحة المؤرخ الفرنسي الكبير البروفيسور شارل روبير أجيرون.
من مؤلفاته:
ثورة بوعمامة 1881-1908م.
تاريخ الاستعمار و التحرر في إفريقيا و آسيا.
ثورة الأوراس 1879م.
محطات في تاريخ الجزائر –دراسة في الحركة الوطنية-.
تاريخ أوروبا والولايات المتحدة بين الحربين.




‌ب. دراسة الشكل الخارجي للكتاب:
عنوان الكتاب: الهجرة و دورها في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين (1919_1939)
المؤلف: عبد الحميد زوزو
الطبعة: الثانية
دار النشر: المؤسسة الوطنية للكتاب
بلد النشر: الجزائر
سنة النشر: 1985م
عدد الصفحات: 270
عدد الفصول: خمسة
2. الدراسة الباطنية:
الفصل الأول: تاريخ الهجرة الجزائرية في اتجاه فرنسا
عرف الهجرة جونار: «أنها ترك البلد و الالتحاق بغيره، سواء منذ الميلاد أو منذ مدة طويلة، بقصد الإقامة الدائمة، و عابا بقصد تحسين ظروف العمل».
الهجرة قبل الحرب العالمية الأولى:
يصعب تحديد تاريخ معين كبداية للهجرة إلى فرنسا، لكن المؤكد أنها كانت قبل سنة 1874م، و هي السنة التي صدر فيها مرسوم يقيد الهجرة إلا بإذن.
الهجرة خلال الحرب العالمية الأولى:
تزايد حجم الهجرة لأسباب:
- رفع القيد بصدور قانون 1914م
- تنظيم الهجرة سنة 1916م بتأسيس مصلحة عمال المستعمرات التي أشرقت عليها وزارة الحربية.
- إلحاق الشباب بوحدات الجيش الفرنسي. و هنا الهجرة إلى فرنسا لم تكن طواعية بل إجبارية.
الهجرة بين الحربين:
اكتشاف حياة جديدة تختلف عن حياتهم التعسة في بلادهم، وقد أتاحت لهم فرصة الاحتكاك بالمجتمع الفرنسي و مكنتهم من التعرف على عقلية الطبقة العاملة و الاطلاع على الاتجاهات السياسية في جو الحرية.
كانت الحياة في فرنسا تحمل المهاجرين على العمل و المشاركة، و كان عليهم فهم ما يجري حولهم، و كانوا يتساءلون حول مفهوم الحرية و الديمقراطية و الشيوعية و حق تقرير المصير، و كان الأمر ينتهي بهم إلى الانخراط في النقابات و الأحزاب السياسية
و عندما لاحظ المعمرون ما أصبح عليه المهاجرين بفرنسا ألحوا على مراقبتهم و صدرت على هذا الأساس تعليمات وزارية سنة 1924م تنظم الهجرة و تفرض على المهاجر: الحصول على تعاقد، شهادة طبية لخلوه من الأمراض المعدية، القدرة على العمل، و الحصول بطاقة تعريف.
المناطق الجزائرية حسب أقدمية الهجرة:
تيقزرت و آزفون و بجاية أواخر القرن 19م، مناطق مغنية و ندرومة و مازونة و بلاد القبائل، الصحراء كبسكرة و توقرت، منطقة النجود.
مميزات الهجرة إلى فرنسا بين الحربين:
أنها من النوع المؤقت نسبة 50% منهم لا تتعدى 8 أشهر يعودون إلى الجزائر لحصد المحاصيل و حرث الأرض، أما نسبة %25 إقامتهم تستغرق 18 شهرا و هناك من تدوم لعدة سنوات، أما %25 الباقية فهم دائمو الإقامة.
اقتصارها على الرجال دون النساء.
أنها تمت دون تنظيم من السلطة الفرنسية إذ لم تشرف عليها إلا في السنوات الأولى للحرب.
الدوافع الرئيسية للهجرة:
الاقتصادية:
- ارتفاع الأجور في فرنسا.
- الاستيلاء على الأراضي و تقديمها للمستوطنين.
العسكرية و النفسية:
- الهجرة خلال الحرب اضطرارية.
- المعاملة الطيبة من الأوروبيين.
التعليمية:
- انخفاض نسبة المتعلمين في الأطوار الثلاثة.


الفصل الثاني: التطور السياسي و الإيديولوجي لدى المهاجرين
ظروف نشأة التنظيم السياسي:
ارتسمت معالم العمل السياسي بهجرة الأمير إلى فرنسا سنة 1923م و التجمعات التي اتصل فيها بعمال شمال إفريقيا بين 1923 و 1924م. و أشرف على تأسيس لجنة لإعانة العمال المغاربة في فرنسا.
تأسس النجم 1924-1929م:
يعتبر الأمير خالد هو المؤسس للنجم و يربطون ظهوره بنشاطاته، و لعل ما استوحته الجمعية سنة 1926م يؤكد صلته به، كتنصيبه رئيسا شرفيا و تسمية الجريدة بالإقدام الباريسي.
طور التخلص من التبعية 1929-1933م:
عدم المثول أمام المحكمة لسماع قرار حل النجم في 20 نوفمبر1929م و أشهروه باسم النجم المجيد، إبعاد العناصر الشيوعية، إصدار جريدة الأمة.
طور التنظيم 1933-1937م:
عقد مؤتمر في 28 ماي 1933م لتوزيع المسؤوليات، و ضم المكتب الإداري عناصر الموجة الجديدة فتولى عمار اماش إدارتها و وكلت المالية إلى راجف بلقاسم، أما الرئاسة فلمصالي الحاج، و اشتمل التنظيم الجديد على تعيين المشرفين على دوائر باريس و توسيع العمل.
طور النضج و التعرف على الواقع الجزائري 1937-1939م:
عقد مؤتمر في 11 مارس 1937م تولد عنه حزب الشعب الجزائري و شعبان علي اشتملت اللجنة المركزية على عناصر جدد منهم، و فصحت أساليب فرنسا من خلال جريدة الأمة، كما جمعوا الأموال بفرنسا و أرسلوها للجزائر.
الفصل الثالث: الجهاز الإداري و وسائل العمل
ظهور الجهاز الإداري في البداية على شكل هيئة إغاثة للمغاربة و تطور من جمعية سياسية غير مصرح بها إلى جمعية معلن عنها في 1935م ، و ظهر في شكل حزب سياسي سنة 1937م.
الجهاز الإداري: الهيئات المركزية العليا المؤتمر العام، المكتب الإداري، اللجنة المركزية.
القسمات
المؤتمر العام: هو هيئة عليا يعقد كل سنة كما تبينه المادتان 6 و 7 من القانون الداخلي للاتحاد الوطني لمسلمي شمال إفريقيا، يحضره ممثلو جميع القسمات.
المكتب الإداري: هو الذي يشرف على نشاط النجم اليومي، فيصدر التعليمات إلى مختلف القسمات و الخلايا و يدرس ما يرده إليه من تقارير، و يحرص على إصدار جريدة الأمة و توفير المالية، و هو إلي يحدد علاقة النجم بمختلف التشكيلات السياسية الأخرى، كما يحدد مواقفه من القضايا الدولية و يتكون من الرئيس، نائب الرئيس، الأمين العام و نائبه، أمين المال و المسئول عن الصحافة.
اللجنة المركزية: مهمتها تنفيذ السياسة المحددة من المؤتمر و إدارة جميع ألوان نشاط النجم.
وسائل العمل: (التجمعات، الصحافة، المناشير، الكتيبات، إقامة الحفلات).
الفصل الرابع: علاقة النجم و حزب الشعب بالمنظمات و الأحزاب
علاقته باتحاد اللجان العاطلة عن العمل (كسب التأييد لحركتهم السياسية).
علاقته بالإسعاف الأحمر العالمي و الجامعة الفرنسية ضد الامبريالية و التعسف الاستعماري ( لصالح حوادث قسنطينة سنة 1934م، المطالبة بحق تقرير المصير).
علاقته بالحزب الشيوعي الفرنسي (خضعت لعدة تقلبات).
علاقته بالجبهة الشعبية (دعمها لكسب عدد كبير من المؤيدين).
علاقته بجمعية العلماء و كتلة النواب الجزائريين (وقف النجم ضد منع العقبي من التدريس في المساجد).
الفصل الخامس: رد فعل السلطات على الدور الوطني للمهاجرين
العراقيل الإدارية: تمثلت في إنشاء مصلحة الشؤون الأهلية سنة 1925م بباريس، كان لها فرعان لأول يتبع مركز الشرطة و مهمته البحث عن المتهمين، و الثاني مهمته البحث عن العمل للعاطلين من إفريقيا الشمالية، هدفها تطويق الأفارقة الشماليين عامة و الجزائريين خاصة.
كانت الشرطة التابعة لها تضايق العمال و تتبع أخبارهم و تراقب تحركاتهم، و كانت تسبق العمال إلى أماكن تجمعاتهم و تمنعهم من عقدها.
العراقيل القضائية: لجأت السلطة الفرنسية إلى توريط العمال الجزائريين في قضايا قانونية لإضعافهم بواسطة المحاكم و السجون، و كانت تتهم النجم بتهم منها تحريض العساكر على العصيان، الدعاية الفوضوية و التحريض على ارتكاب الجريمة و القتل.
عراقيل أخرى: تمثلت في الصحافة التي كان لها دور في التأثير على الرأي العام ضد الأفارقة الشماليين حيث توفق حملاتها الصحافية مع مواعيد المحاكمات فتخلق الادعاءات.
رد فعل النجم على هذه العراقيل و كيف واجهها؟: الخط الرئيسي لمواجهة العقبات القضائية هو اللجوء إلى المناورة بأسلوب قانوني.
اعتمادهم على رجال القانون و الأخذ بنصائحهم منهم المحامي بيرتون، و جان لونجيه، انطوني حاجي السوري و بومنجل الجزائري.
دفاع بعض الشخصيات السياسية المعادية للاستعمار عن قضية النجم و حزب الشعب منهم شالاي فليسيان و ماجدولين ياز.
تغيير تسمية النجم كل ما اقتضت الحاجة إلى ذلك، و بمجرد تأسيس حزب الشعب بعثوا بقانونه الداخلي للشرطة حتى لا يتهموا بتأسيس حزب غير مصرح به.
الخاتمة: لخص المؤلف عمل النجم في فرنسا في النقاط التالية:
1. كان الأمير خالد أول داعية للعمل السياسي في فرنسا.
2. تبنت منظمة النجم الشمال الإفريقي إيديولوجية متطرفة من البداية لكنها واضحة و عميقة.
3. أخذ النجم و حزب الشعب أسلوب عمل لتحقيق الأهداف التالية:
 إثارة الحماس الوطني في أوساط العمالية.
 تأكيد النضج السياسي.
 البرهان بأن النجم و حزب الشعب منم بعده هو الممثل الوحيد للعمال.
4. اكتسى النجم و حزب الشعب طابعا حزبيا بتنظيم العمال في خلايا و قسمات ثم فيدراليات.
5. سلك النجم سياسة التحالف مع الأحزاب اليسارية و الهيئات المعادية للاستعمار.
6. كان دور النجم و حزب الشعب في الحركة الوطنية الجزائرية خلال الحربين ايجابية بتوعية العمال و بتعريفه بالحركة الوطنية في فرنسا.
7. رفع شعار و حدة المغرب العربي منذ تأسيسه.
الملاحق:
1. برنامج نجم الشمال الإفريقي الذي أقره مؤتمر سنة 1933م.
2. برنامج بالمطالب الفورية بتاريخ فيفري 1936م.
3. القانون الأساسي لجمعية الاتحاد الوطني لمسلمي شمال إفريقيا.
4. مطالب تخص العمال الجزائريين بفرنسا.
5. نموذج من تقارير الشرطة عن نشاط النجم في فرنسا.
6. توصيات المؤتمر العام لحزب الشعب الجزائري بتاريخ 23/24 أوت 1938م.
7. منشور حول التحضير للمؤتمر الإسلامي.
8. قصيدة حول المؤتمر الإسلامي.
9. رأي اماش عمار من مشروع بلوم-فيوليت.
10. نموذج كامل لجريدة الأمة.
بيبليوغرافية البحث: اعتمد الكاتب على مجموعة من المصادر و المراجع أهمها:
استجوابات مكتوبة و شفوية:
1. ابن دحمان خلال سنتي 1971 و 1972م.
2. مالك بن نبي في منزله سنة 1972م.
الكتب المطبوعة :
1. ابن النبي مالك، مذكرات شاهد القرن -الطالب-.
2. المدني أحمد توفيق، هذه هي الجزائر.
3. قداش محفوظ، الأمير خالد و نشاطه السياسي.
4. سعد الله أبو القاسم، الحركة الوطنية الجزائرية.
5. جريدتي البصائر و الشهاب.
6. عباس فرحات، ليل الاستعمار.
الفهارس:
فهرس الجداول.
فهرس الخرائط.
فهرس الأعلام.
فهرس الأحزاب و الهيئات.
فهرس الأماكن و البلدان.
فهرس المذاهب و بعض المصطلحات.
فهرس الدوريات.
3. الأهمية العلمية للكتاب:
 بين لنا مسيرة النجم من البداية إلى غاية حل حزب الشعب الجزائري كما فصل في العمل السياسي للنجم و علاقته بالأحزاب الأخرى الفرنسية منها و العربية.
 أوضح لنا معيشة و أحوال المهاجرين من الجزائريين في فرنسا.
 بين لنا الطرق و الأساليب التي استخدمتها فرنسا لاضطهاد المهاجرين خاصة من الجزائريين.
 قدم لنا إحصائيات دقيقة عن عدد المهاجرين الجزائريين في فرنسا كما وضح من خلال الخرائط أماكن تواجدهم.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)