الجزائر

قراءة في الأبعاد النّفسيّة للشّعر النّسويّ الشّعبيّ الجزائريّ البوقالة أنموذجا



إنّ الحديث عن التجربة الإبداعية النسائية الشّعبيّة في الجزائر، حديث يشوبه الارتباك، ويعتريه القلق والاضطراب؛ لأنّه مرتبط بحقيقة المجتمع الجزائري قبل وأثناء وبعد الاستعمار الفرنسيّ، وأثناء العشريّة الدّمويّة.
فالإبداع فنّ، والتجربة الإبداعيّة تراكم حياتيّ بالدّرجة الأولى، ومن أهم قوائمها الموهبة والحرّيّة، وعنصر الحرّيّة يبدو عنصرا غير واضح الملامح في الأجواء الجزائرية خاصّة ما يرتبط بحرّيّة المرأة. ولأنّ
الكتابة قبل أن تكون تركيبا لغويّا أو تعقيدا معنويّا فهي تعبير وبوح واستدعاء للباطن.
وللمرأة أينما كانت في رقعة هذا العالم فنونها وتراثها الشعبي الشفاهيّ الذي تبوح من خلاله بمكنوناتها وما يعمر وجدانها، شكوى ألم وفجيعة، أم بوح فرح وأمل، معلن أم مرموز، ...
وتعتبر البوقالة الجزائرية من أهم العادات الجزائرية التي لا يمكن الاستغناء عنها في المناسبات، بل هي الحافظ والموثق لأحد صنوف غناء المرأة الشعبي الذي صدف المجتمع الذكوري عن دراسته هو والأمثال الشعبية، وحيث إننا لم نؤسس بعد لولوج علم المأثورات الشعبية كمنهج ومفردات إلى كلياتنا المتخصصة في العلوم الإنسانية ليتاح للمواد الخام الشعبية (المادية واللامادية) المحك الحقيقي للبحث والتحليل بالمناهج الفولكلورية المتعددة.
تأتي البوقالة أثناء اجتماع النساء لتكون سيدة الجلسة، حيث تنوي الواحدة بينها و بين نفسها أن تهدي البوقالة لشخص ما، ويقال إنها كثيرا ما كانت تعبّر عن حالة صاحبتها. فالبوقالة من التقاليد العريقة في الجزائر حيث كان النسوة يتفنّن في ابتكار الحكم على الطريقة الجزائرية، ومن أمثلتها :
باسم الله بديت ..
وعلى النّبيّ صلّيت ...
وعلى أصحاب الأسماء ألّي تبدا بالألف هذي البوقالة نويت ...
نطلب ربّي الفتّاح، يعطيني نحلّ البيبان، ونشوف الهناء ونرتاح.
من أجل هذا وذاك، جاءت هذه المداخلة المندرجة ضمن أحد محاور هذا الملتقى، كي تعالج موضوع الأبعاد النّفسيّة للشّعر النّسويّ الجزائريّ، متّخذة من البوقالة نموذجا تطبيقيا على ذلك.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)