الجزائر

قال إن القارئ الفرنسي بحاجة لاكتشاف الجزائر الجديدة جوليان بيسون...الأدب الفرنسي بدأ يكسر ممنوعات ''حرب الجزائر''



 صرح جوليان بيسون، أن الأدب الفرنسي يختزن كثير من الممنوعات والمسكوت عنه في ما يتعلق بحرب الجزائر، بعد أن تغاضى لعدة سنوات عن جزء مهم من التاريخ. موضحا أن الست سنوات الأخيرة شهدت نشر عدة روايات كسرت الصمت وتجاوزت الممنوعات.
يعتقد الناقد الأدبي الفرنسي جوليان بيسون، أن الرواية الفرنسية تعاملت بحذر مع حرب الجزائر ، لكنها تمكنت من تجاوز لحظة الصمت والعاطفة المحتدمة، فظهرت أعمال روائية حول ماذا جرى فعلا خلال هذه المرحلة الحاسمة. وقال بيسون أمس، خلال نزوله ضيفا على ندوة الخبر : إن الفضاء الأدبي الفرنسي اليوم بحاجة لكتابات أدبية حول الجزائر تكون مرتبطة أكثر بالواقع المعيش، حتى يتمكن القارئ الفرنسي من اكتشاف الجزائر الجديدة بعيدا عن هيمنة التاريخ ومخلفات حرب الجزائر . وأضاف: هناك انغلاق في الكتابة التاريخية التبريرية حول الجزائر. وذلك راجع لكون المجتمع الفرنسي لم يكن في السابق مستعدا لمعرفة ماذا حدث أثناء المرحلة الاستعمارية وتحمّل مسؤولية التجاوزات التي حصلت. لكن اليوم يريد غالبية الفرنسيين معرفة ماذا حصل، فالمجتمع الفرنسي تطور، وأصبح مجتمع متعدد الثقافات والأجناس . وقال بيسون: هناك رغبة في طي صفحة تاريخية بالنسبة للبلدين، وهذا لا يتحقق بدون ضوء أخضر من قبل السلطة السياسية . واعترف ضيف ندوة الخبر ، بأن الإقبال الفرنسي بالنسبة للأدب الجزائري، ليس حبيس التاريخ فقط، بل هو حبيس نظرة تخضع أكثر لاعتبارات سياسية وليس للطابع الفني للأدب، أو للنص بحد ذاته.
وبخصوص مسألة الأدب الذي يكتبه الروائيين من أصول مغاربية وافريقية القادمين من الضواحي الباريسية البعيدة عن صالونات سان جيرمان دي بري ، التي تحكم في الحياة الثقافية الفرنسية، قال بيسون: بدأ هذا الأدب المختلف والمغاير يفرض نفسه، رغم انغلاق هذه الصالونات على تصور أدبي صارم، ينتمي للتقاليد الأدبية الكلاسيكية. وقد قدمت هذه الروايات نفسا جديدا للأدب الفرنسي من ناحية اللغة والمخيال، فلقي رواجا كبيرا وترجم لعدة لغات عبر العالم، في الوقت الذي بقي الأدب الفرنسي الذي يتنفس عبق سان جيرمان حبيس فرنسا . ويعتقد بيسون أن الأدب القادم من الضواحي عبارة عن أجوبة لمن يعتقد أن تلك الأمكنة لا يمكن أن تكون سوى فضاءات للعنف والجريمة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)