الجزائر

قالوا في محو الأمية: ‏


 
أكد السيد مراح مصباح مدير ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بتبسة، أن نسبة الأمية بالولاية لا تزال موجودة، إلا أنها قلت بشكل ملفت للإنتباه، نظرا للجهود التي تبدلها الدولة من إمكانيات مادية وبشرية للتقليص منها، حيث وصلت حاليا إلى21 %.
النتائج المسجلة بفضل العمليات التحسيسية والتوعوية والإعلامية منذ مطلع سنة 2003 تبعث على التفاؤل والارتياح، حيث التحقت أعداد هامة بفصول محو الأمية عبر إقليم تراب الولاية، وانتقل العدد من 2000 متمدرس ليصل سنة 2008 إلى 7000 متمدرس، ليقفز سنة2011 إلى 10000 متمدرس؛ من بينهم 8786 امرأة بنسبة 85 % عنصر نسوي، مما اعتبرها المشرفون على الملحقة بالنتائج الإيجابية والقفزة النوعية،، خاصة بعد الشروع في تطبيق الإستراتيجية الوطنية الجديدة التي سطرتها الدولة، والهادفة إلى القضاء على هاته الآفة في البلاد بصفة نهائية، واعتمادها لآليات جديدة في انتهاج البرامج من خلال تلقين الدروس من حيث الأداء والأسلوب، والاعتماد على الكفاءات العلمية وحاملي الشهادات العليا، بعد أن كانت العملية لا تتعدى التطوع التلقائي والعمل الخيري فقط، مما جعل عدد الراغبين في التعلم كثير، خاصة الفتيات والنسوة اللواتي يمثلن 85 % من مجموع المتمدرسين.
وحسب ذات المصدر، فإن ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بولاية تبسه، قد استفادت من 84 منصب عمل قار لفائدة الجامعيين، وأزيد من 230 منصبا في إطار عقود ما قبل التشغيل موزعين على أزيد من 520 فصلا عبر بلديات الولاية.
إلا أمن مسؤولية محو الأمية والقضاء عليها تبقى مسؤولية مشتركة بين كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، للوصول إلى الأهداف المرجوة للحد من هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة أمام التحديات العالمية.
من جهة أخرى، لا زالت فئات كثيرة من شرائح المجتمع التبسي تعاني من الأمية، خاصة  سكان المناطق النائية والأرياف، وقد أرجعها المختصون إلى العوامل والظروف وخصوصيات المنطقة، حيث تعد أكبر نسبة من الأميين بالأرياف لدى العنصر النسوي. إلى جانب نقص الإمكانيات والوسائل الملائمة للتعليم في هاته المناطق التي لا تزال تعرف الكثير من النقائص في شتى المجالات، مما يستوجب تضافر الجهود للقضاء على الجهل والأمية.
* طلبت العلم بالحايك
كانت أولى الشهادات التي استحقت التصفيق، تلك التي سردتها السيدة قايد أحمد التي أبت إلا أن تسرد حكايتها التي تدل على مدى حبها لطلب العلم، حيث قالت: أذكر أنني كنت طالبة مجتهدة في الطور الابتدائي، وبعد أن حصلت على شهادة التعليم الابتدائي، قررت مواصلة الدراسة، غير أن والدي طلب مني، بعد أن لاحظ زيادة في طولي، أن أرتدي الحايك، إلا أنني رفضت أن أذهب للمدرسة بالحايك، فمنعني من مواصلة الدراسة، ما جعلني أمكث سنة في البيت وكنت أقصد المكتبة للإطلاع والقراءة، وحدث -تضيف المتحدثة- أن راودني الحنين للعودة إلى مقاعد الدراسة، فقررت أن أدرس بالحايك، وتمكنت من تحقيق نتائج مذهلة طيلة مشواري الدراسي، لذا أقول لكل امرأة: لازم'' تَقْراوا'' رغم كل الصعوبات.
 
* حلمي كان حمل المحـفظة
هذه الشهادة تحديدا، أبكت الحضور وصفقوا بحرارة للرجل الذي أزال أميته وهو في سن 66 سنة، حيث قال ناصف مبروك دارس في فصول محو الأمية ببابا أحسن: ''حرمنا المستعمر الفرنسي من نعمة العلم، فكبرت رجلا أميا جاهلا لا يعرف القراءة والكتابة، وكم كان حظي كبيرا في جزائر مستقلة إن أطال الله في عمري، وتمكنت من محو أميتي وتحقيق حلمي في حمل المحفظة. ويضيف؛ على الرغم من أني أدرس مع النسوة، حيث أشجع نفسي كثيرا قبل الإلتحاق بالمدرسة، غير أني في المقابل أشعر بفخر كبير كوني تمكنت أخيرا من التعلم وذقت حلاوة العلم وفهمت معنى المثل القائل: '' العلم نور والجهل ظلام''، لأني-يقول-: حقيقة كنت أعيش في الظلام.
 
* الأمهات الطالبات فخر للجزائر
قالت السيدة فاطمة ممثلة الاتحاد النسائي بالجمهورية السورية، إنها من خلال الزيارة التي قادتها رفقة بعض السفيرات إلى بعض ولايات الجزائر ورؤيتها لنساء كبيرات في السن يحاولن تعلم القراء والكتابة، أشعرها بالفخر والاعتزاز اتجاه هذه الفئة من النسوة اللواتي أصرين على محو أميتهن... ببساطة هن فخر للجزائر، لذا لا يسعني إلا أن أقول، بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية، إنه ينبغي التركيز على تعليم النساء والفتيات، لأنهن المسؤولات عن إنشاء جيل قوي ومتعلم، كما أهنئ النسوة الجزائريات لما يتمتعن به من شجاعة لمحاربة الأمية.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)