الجزائر

في وقفة تذكّر للقاص الراحل عمار بلحسن، أمين الزاوي يؤكد ”بلحسن نبّه لمحمد ديب وأوصل لوكاتش وغولدمان إلى الجزائر”


في وقفة تذكّر للقاص الراحل عمار بلحسن، أمين الزاوي يؤكد               ”بلحسن نبّه لمحمد ديب وأوصل لوكاتش وغولدمان إلى الجزائر”
أشار أمين الزاوي خلال اللقاء الذي نشّطه بمقر الجاحظية إلى غياب العناية بسلالة الرموز الثقافية الجزائرية، مستنكرا انقطاع المشهد الثقافي الجزائري عن الجغرافيا الثقافية في العالم العربي، حيث يحتك الجزائري بالأدب العربي بشكل مناسباتي. وتأسف الزاوي للتهميش الذي يعرفه إبداع الراحل عمّار بلحسن بوصفه واحدا من الأقلام الجزائرية الرّاقية. اللقاء الذي بادرت إليه جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، عرّج فيه الزاوي على عوالم القصة لدى الراحل بلحسن، بوصفه شخصية قصصية وجامعية، وقال الزاوي ”لو كان عمّار بلحسن كاتبا من غير الجزائر لكان كاتبا عالميا”، معتبرا الراحل من أهم القصاصين الذين عرفتهم الجزائر في كتابة القصة القصيرة عبر تاريخ الأدب المعاصر من رضا حوحو إلى شباب اليوم، خاصة وأن بلحسن اهتم بالنوعية وكان حريصا على تقديم أعمال متميزة، وتشهد على ذلك - كما قال الزاوي - كل إبداعاته الأدبية من ”حرائق البحر” إلى ”الأصوات” و”فوانيس”، كيف لا وهو الذي شهدت له العديد من الأقلام العربية منها محمد خضر من العراق، حيدر حيدر وزكريا تامر من سوريا، كما أقرّ بإبداعه كبار المثقفين العرب على غرار دياب حافظ، الذي كشف عن وجود ثلاث أطروحات دكتوراه في مصر موضوعها عمّار بلحسن ويشرف دياب على واحدة منها. وأشار الزاوي إلى خصائص الكتابة القصصية لدى الراحل بوصفه واحدا من النُّخب المثقفة في الوطن العربي، حيث قال إن ميزة الكتابة عنده يختزلها التقاء الشعر وذات القصّاص، إلى جانب استقرائه التاريخ، وقال الزاوي ”أعتقد أن بلحسن من أكثر القصّاصين ثقافة لأنه الوحيد الذي جاء من اختصاص علم اجتماع”، بالإضافة إلى تميزه بالتحليل والنقد البنّاء، وتنبّأ له أبو القاسم سعد الله أثناء ترأسه للجنة مناقشة رسالة الرّاحل الجامعية حيث قال ”هذه رسالة أديب يكتب السوسيولوجيا أو التاريخ”. كما نوّه الزاوي بتميز كتابة السيناريو لدى الرّاحل، منها سيناريو ”زبانا” الذي علّق عليه بقوله ”لقد لمست فيه الدراما، بقدر ما لمستها في قصته ”الأصوات””. وأضاف الزاوي ”الجزائر لا تملك ولن تملك مؤسسات نشر لتسويق الأسماء الأدبية الكبيرة، فمحمد ديب مر عن طريق باريس وأحلام مستغانمي وصلت للقارئ الجزائري عبر لبنان، ناهيك عن غياب دور المؤسسات التعليمية التي لا تساهم في صناعة نجوم الأدب، السينما والمسرح، بتدريس نصوص أدبية جزائرية”. وقال ”عمّار بلحسن هو من أوصل جورج لوكاتش ولوسيان غولدمان إلى الجزائر، ونبّهنا إلى وجود كاتب بحجم محمد ديب”. الطاوس.ب
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)