الجزائر

في ندوةاحتضنتها جريدة المجاهد الشباب بعد 50 سنة من الإستقلال


تأسف الخبير الإقتصادي بشير مصيطفى لكون الإقتصاد الجزائري لا يزال مرتبطا بالإقتصاد العالمي الذي تعود حصة الأسد فيه لفرنسا كونها عضو في هذا الإقتصاد، موضحا أن 60 بالمائة من هذا الإقتصاد العالمي متداول في منطقة الأورو وبالدرجة الأولى في فرنسا التي تعد مموناً رئيسياً للجزائر التي تستورد ما يقارب 100 بالمائة مما تستهلكه.
وأضاف السيد مصيطفى خلال ندوة نظمتها جريدة المجاهد أمس أن الجزائر زبون كبير بالنسبة لفرنسا بحكم العلاقات التاريخية، كون أغلب السلع الضرورية مستوردة من هذا البلد. وفي هذا السياق ذكر المتحدث بأن فرنسا أعلنت مؤخرا عن أزمة في قطاع الفلاحة بسبب عدم إستيراد الجزائر هذه السنة للحبوب، مشيرا إلى أن قرار الحكومة الجزائرية بالتخلي عن استيراد الحبوب كلف فرنسا خسارة قدرها 18 مليار دولار، وهو ما يدل أن الجزائر تساهم في مداخيل فرنسا عن طريق الإستيراد بشكل كبير.
وأضاف الخبير الإقتصادي أن الجزائر تواجه مشكلا إقتصاديا حاليا كونها تصدر بالدولار الذي تبقى قيمته في البورصة منخفضة وتشتري بالأورو الذي يبقى مرتفعا مقارنة بالدولار، وبما أن 97 بالمائة من صادرتنا تعتمد على المحروقات التي تباع بالدولار فاقتصادنا يبقى مهددا بالخسارة في حال تراجع أسعار النفط التي تراجعت أول أمس إلى 82 دولاراً للبرميل بعدما كانت 120 دولاراً للبرميل السنة الماضية حيث بلغت صادرات الجزائر 73 مليار دولار وأن جزءاً كبيراً من عائدات هذه الصادرات أنفق على فاتورة الإستيراد التي بلغت 47 مليار دولار.
وفي هذا السياق أفاد السيد مصيطفى أن الميزان التجاري مهدد في حال إنهيار أسعار البترول كونه أساس الإقتصاد، والإعتماد على الإستيراد للإستجابة للطلب الداخلي في ظل ضعف الإنتاج المحلي –يقول المتحدث- الذي أشار إلى أن الجزائر منذ الإستقلال لم يعرف إقتصادها إستقلالية كاملة، ما عدا في الفترة الممتدة ما بين 1971 و1979 عندما كانت هناك صناعة ميكانيكية كصناعة الدراجات النارية ،وغذائية قوية كصناعة السكر وغيرها، لأن قبل هذه الفترة كان الإقتصاد غير مستقل كون المحروقات لم تكن مؤممة.
وتوقف الخبير عند الفترة الإستعمارية التي فقدت فيها الجزائر فرصا تنموية كبيرة، غير أنه ثمن الجهود المبذولة منذ الإستقلال في عدة مجالات والتي سمحت بتكوين إطارات ما كانوا ليدخلوا الجامعات لو لم تحقق الجزائر إستقلالها.
من جهته دعا الدكتور نايت قاسي أستاذ جامعي في مادة التاريخ الكتاب والمؤرخين إلى غرس ثقافة المواطنة وحب الوطن في الشباب من خلال كتابتهم وجعلهم يتأثرون بسيرة شباب الثورة ليكونوا خير خلف لخير سلف بدل الإهتمام بكتابة ما أسماه بسلبيات الثورة والتطرق إلى النزاعات الإيديولوجية الداخلية لبعض قادتها، مؤكدا أن هذه الكتابات التي ركزت على جوانب سلبية وأهملت تفاصيل عظمة الثورة جعلت بعض الشباب يسئ الظن ببعض من كان لهم الفضل في النعم التي ينعم بها هذا الجيل اليوم وأضاف المتحدث أن الهدف من هذه الكتابات السلبية التي تقف وراءها جهات مشبوهة هو الإساءة للتاريخ وزعزعة استقرار الأمة.
وفي هذا الصدد أضاف الإعلامي والأستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي أن شباب اليوم للأسف فقد بعض قيمه التي كان في السابق يدافع عنها، داعيا إلى ضرورة الإستثمار في هذا الشباب وإعطائه ثقافة معنوية لجعله يتحمل مسؤوليته ولا يعتمد على الغير ويتحلى بالإحترام الذي يعد أساس كل المعاملات والنجاح.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)