الجزائر

في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي


خصت الطبعة الثالثة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، الكاتب والأديب الجزائري الراحل، مولود معمري، بتكريم خاص تميز بعرض أعمال سينمائية جزائرية مقتبسة من كتاباته. وتندرج هذه الالتفاتة التي وصفها محافظ المهرجان، سعيد ولد خليفة، بالتكريم الذي يضيء الطبعة الثالثة من المهرجان، في إطار استكمال الاحتفالات الخاصة بمئوية ميلاد الكاتب مولود معمري التي احتضنتها شهر ديسمبر المنصرم قرية ثاوريت ميمون بمنطقة القبائل لتشكل أيضا تكريما للمنطقة التي أنجبت الكاتب القدير، حسب ما أضافه محافظ المهرجان. وبهذه المناسبة، كان جمهور المهرجان على موعد مع أحد أهم الأعمال السينمائية الجزائرية المقتبسة من كتابات مولود معمري وهو فيلم الهضبة المنسية للمخرج المرحوم عبد الرحمن بوقرموح. وضمن مشاهد هذا الفيلم، حطت الشاشة الكبيرة بالجمهور لمدة 105 دقيقة بمنطقة القبائل بألوانها وعاداتها وتقاليدها من خلال قصة سكان الهضبة المنسية التي كتبها مولود معمري سنة 1952. ويصور هذا الفيلم الذي تم إنتاجه سنة 1996 يوميات سكان هذه القرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي ويركز على أهم مظاهر الحياة بمنطقة القبائل من خلال قصة شبان عادوا بعد غياب إلى القرية. كما يعالج عديد الظواهر الاجتماعية وعلاقتها بالعادات والتقاليد مع التركيز على مظاهر الحياة الجماعية كجني الزيتون وإقامة الولائم والأفراح بمنطقة القبائل. ومن جهة أخرى، تواصل عرض الأفلام السينمائية المدرجة ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة في اليوم ما قبل الأخير من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي من خلال تقديم فيلم من إنتاج جزائري-برتغالي لسنة 2017 بعنوان زوس . ويتناول هذا الفيلم قصة حياة الرئيس البرتغالي، مانويل تيكسيرا غوميز، الذي اختار أن يعيش السنوات العشر الأخيرة من حياته في مدينة بجاية بالجزائر كمنفى اختياري بعد أن تخلى عن السلطة سنتين بعد انتخابه رئيسا للبرتغال وذلك في سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي. ويصور ذات الفيلم حياة ذلك الرجل المثقف الذي اختار أن يعيش حرا طليقا بعيدا عن السياسة والسلطة، فقرر ذات يوم أن يبحر في أول سفينة تغادر ميناء البرتغال، ليتجه على متن باخرة تجارية تحمل اسم زوس إلى شمال إفريقيا ويحط رحاله ببجاية. ويركّز الفيلم الذي أخرجه باولو فيليب مونتيرو بمدة عرض 115 دقيقة على يوميات الرئيس غوميز ببجاية وجولاته اليومية بأعالي لالة ڤوراية وتفرغه لكتابة مذكراته وكذا علاقات الصداقة التي ربطته بأبناء المنطقة إلى أن وافته المنية ببجاية حيث دفن. كما احتضنت قاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي عرض الفيلم التونسي جايدة للمخرجة سلمى بكار في إطار المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة لهذا المهرجان. ويتناول هذا الفيلم الذي أنتج سنة 2017 قضية المرأة ومكانتها بالمجتمع التونسي خلال سنوات الخمسينيات من القرن الماضي من خلال قصص ووضعيات اجتماعية مختلفة لنساء يجمعهن في زمن واحد مكان واحد، حيث تكشف كل واحدة منهن على إحدى صور تحدي الأعراف الاجتماعية السائدة، آنذاك، كما يركز ذات العمل على نضال المرأة التونسية من أجل استرجاع حقوقها الاجتماعية ومكانتها في المجتمع. وتتميز فعاليات الطبعة الثالثة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 20 فيلما طويلا ضم المنافسة الرسمية للتتويج بجائزة العناب الذهبي من بينهم 10 أفلام روائية و10 وثائقية طويلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)