الجزائر

في كشف عن إعادة بناء زاوية القيطنة التي دمرها الاستعمار الأمير عبد القادر لم ينل حقه في الكتاب المدرسي



سيتم الشروع في إعادة بناء زاوية القيطنة للطريقة القادرية، التي أسسها جد الأمير عبد القادر بمنطقة حمام بوحنيفية بولاية معسكر، بعد أن دمرها الاستعمار الفرنسي عام 1841، وأوضح رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الأمير عبد القادر، السيد زعيم خنشلاوي، أن ترميم وإعادة بناء هذه الزاوية سيكون وفق الأسس التي بنيت عليها لأول مرة.
وأكد السيد خنشلاوي أن هذه الزاوية بعد إعادة بنائها ستكون معهدا علميا، حيث ستسترجع دورها مثلما كانت عليه قبل تدميرها من طرف الاستعمار الفرنسي، الذي عمل على تحطيم كل معالم الثقافة الإسلامية والعربية لطمس مقومات وهوية الجزائريين، علما أن هذه الزاوية التي كانت تضم سبعة مجالس علمية كانت تستقبل 500 طالب منهم الأمير عبد القادر الذي حفظ فيها القران وهو في ال 12 من العمر.
كما أضاف المتحدث أن هذا المشروع سيرافقه مشروع آخر يتمثل في تأسيس مركز تجمع يضم كل كتب ومؤلفات الأمير عبد القادر في مختلف المجالات والتي لقيت إقبالا في عدة دول من العالم وترجمت إلى عدة لغات، خاصة في دول أمريكا اللاتينية، تركيا، الموزمبيق، تايلاندا، باكستان، إندونسيا، نيجيريا وغيرها، مشيرا إلى التفكير حاليا في توسيع هذه الترجمات باللغة الإسبانية لتوزع في أمريكا اللاتينية نظرا لاهتمام هذه البلدان بتاريخ وفكر الأمير.
في هذا السياق؛ قال المتحدث إن تاريخ الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الحديثة لم يلق حقه في الكتب المدرسية بالمدارس الجزائرية، داعيا المؤرخين إلى بذل المزيد من الجهود لتدوين مسيرة الأمير المحارب والمفكر.
وفي معرض حديثه؛ أفاد المحاضر بأن فكر الأمير ومسيرته يدرسان حاليا في أرقى جامعات العالم التي تدرس التصوف، وهناك أطروحات حول مؤسس الدولة الحديثة، في الوقت الذي لا يزال فيه التطرق إلى هذه الشخصية في الجزائر محتشما.
في هذا الصدد؛ كشف السيد خنشلاوي عن اختيار يوم ال 27 نوفمبر من كل سنة كيوم عالمي للأمير عبد القادر تنظم فيه ملتقيات وندوات بالمدارس لتعليم الأجيال الصاعدة تاريخ الأمير الذي كان مثالا للفكر التحرري.
وتطرق المشاركون في الندوة إلى المعاهدات التي أبرمها الأمير عبد القادر مع الاستعمار الفرنسي مثل معاهدة "تافنة" و«دي ميشال"، مشيرين إلى انقلاب المستعمر على الأمير وخداعه بخرق بنود الاتفاقيات لتجسيد أهدافه الاستعمارية للتغلب على الأمير الذي كان يتمتع بحنكة كبيرة وقوة عظيمة في جبهات القتال.
وبخصوص مشروع فيلم الأمير عبد القادر، الذي لم يرى النور بعد، فذكرت مؤسسته بوجود اتصالات مع وزارة الثقافة لتجسيد المشروع في الوقت الذي تتخوف فيه المؤسسة من عدم إيجاد سيناريو ناجح لهذا المشروع الذي يجب أن يبين إيجابية صورة الأمير، يضيف المتحدث باسم المؤسسة، الذي أكد أن مصالحه ستقوم بمرافقة هذا السيناريو ومتابعة تفاصيله لإنتاج فيلم بمقاييس عالمية وترجمته إلى لغات أجنبية، مما سيسمح للأجانب من مشاهدته وبثه في عدة دول.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)