الجزائر

في دراسة أعدتها طالبة دكتورا في علم الاجتماع كنزة داليغياب الرقابة والحوار في العائلة وراء تنامي العنف عند الأطفال




تستحضر مدينة برج منايل ظهر اليوم ذكرى ابنها الفنان الشيخ الحاج منور الذي سجل اسمه بحروف من ذهب في عالم ''الشعبي''، وتتضمن الوقفة التكريمية عدة نشاطات وعروض تبرز جميعها تراث الراحل الذي يأبى الاندثار.
يحتضن الفعالية المركز الثقافي لبلدية برج منايل ويدخل تنظيمها في إطار تثمين ما تحقق في ميادين الانتاج الفني والفكري في مختلف المناهل والفروع الثقافية والتعبير بالعرفان والتكريم  لذويها.
التظاهرة هي أيضا فرصة يلتقي فيها الفنانون فيما بينهم ومع الجمهور، خاصة ذلك العاشق لأغنية الشعبي العريقة ويتم بهذه المناسبة اقامة معرض خاص بشيوخ الأغنية الشعبية مع التركيز على الحاج منور ثم يتبع افتتاحه (أي المعرض) بعرض شريط مصور يقدم روائع الراحل وعلى رأسها رائعة »الباتول« وكذا تقديم محاضرة تتناول مسيرة الحاج منور خلال وبعد حرب التحرير يقدمها الموسيقي المعروف مصطفى سحنون الذي كان من أنشط اعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير.
ولن يخلو النشاط من الطرب الاصيل من خلال حفل شعبي تنشطه كوكبة من الاسماء منها عبد القادر شرشام، سيد علي لقام، بوعلام بشاييس، محمد العمراوي ومحمد الراوي تليها إلقاءات شعرية يوقعها ياسين اوعابد، محفوظ فقير وعبد القادر حدوش.
تحضر  هذه المناسبة العديد من الجمعيات الثقافية والوجوه الفنية والجمهور بصفة عامة المتشوق لمثل هذه التظاهرات الهادفة التي تعد مديرية الثقافة ببومرداس بتكثيفها ضمن برنامجها لسنة 2012 والتي ستكرم وجوها وشخصيات فنية وثقافية أخرى.
للتذكير فإن الراحل منور (كرار منور) من مواليد منطقة عين عسيلة بولاية بومرادس، توجه الراحل منذ صغره للعمل لإعالة اسرته الفقيرة لذلك لم تتح له هذه الظروف فرصة الدراسة، لكن الحياة عوضته ذلك عن بالذاكرة الفذة، كما يقول معاصروه مما جعله يخزّن في ذاكرته هذه المئات من القصائد بما فيها الطويلة ولم يكن ذلك الا من خلال الاستماع إليها دون قراءة او كتابة، وفي وقت  قصير أصبح موسوعة متكاملة.
شجعه أخوه غير الشقيق على ولوج عالم الفن نظرا لقدراته الهائلة في الحفظ والغناء فتعلم العزف والموسيقى على يدي ألمع شيوخ ذلك الوقت كالشيخ مصطفى درويش وقويدر بن اسماعيل وخميسة الوناس والسعيدي وغيرهم.
تميز الراحل بصوته القوي المدوي فكان باستطاعته ان يسمع العشرات والمئات من الجمهور (دون مكرفون) وتمتد سهراته حتى الفجر من دون كلل وخطأ في أداء القصائد.
تعلق الحاج منور بآلة »الطار« كان يجيد الضرب عليها، إلى أن أصبح أستاذ تعليمها بدون منازع وقد لقبه الأستاذ أحمد لكحل بـ»أمير الطار«، علما أن لكحل هو أول من قدمه للإذاعة.
أحيا الحاج منور العديد من القصائد المخزنة في ذاكرته، كما نشط الكثير من الحفلات الى أن التقى مع الراحل محيي الدين بشطارزي الذي ضمه الى فرقته المسرحية في قسم أغنية الشعبي وجاب معه ارجاء الوطن مما زاد في شهرته.
سجل الحاج منور الكثير من الاسطوانات خلال فترة الخمسينيات مع شركة »باتي- ماركوني« منها اغنية »خموس عليك والسر علي« من كلمات الحاج العنقى.
رغم عصبيته وحذره الا أن الراحل منور كان معروفا بطيبة قلبه ومساعدته للآخرين ولباقته مع تلاميذه الذين كانوا يسألونه عن كل شيء مهم أو حتى تافه وكان يسعد لذلك ولا يتذمر من الاجابة.
أحيا مع الحاج محمد العنقى والحاج مريزق مهرجانات كبيرا لصالح الشيخ خليفة بلقاسم في 20 مارس 1954 في قاعة »ابن خلدون« وقدم أغنيتين هما: »ياطيب عارف دايا« والثانية رائعة »لالة الباتول«.
لاتزال أغانيه حاضرة الى يومنا من خلال التسجيلات خاصة المصورة منها »التلفزيونية« ولا تزال صورته الجميلة وقعدته الأصيلة وهو يتربع بلباسه العاصمي حاملا رفيق دربه الطار.
الحاج منور من مواليد 1913 وتوفي في 7 نوفمبر سنة 1971 بحي المدنية بالعاصمة.

حضر المركز الجزائري للتدريب والتطوير برنامجا تكوينيا ثريا لعام ,2012 في سياق دوراته الاحترافية التي تتعلق بالمواضيع ذات العلاقة بالبرمجة العصبية التي أصبحت تستقطب الكثير من الشباب، وحتى الكبار الراغبين في تحسين مهاراتهم، سواء للتخصص في المجال التدريبي أو بحثا عن اكتساب قدرات تسمح لهم بتسيير أفضل لحياتهم ومسارهم المهني، أولتعلم تقنيات جديدة كالحفظ السريع.
ومايميز دورات المركز كونها تتوج بشهادات للمشاركين فيها، وهوما يجلب الكثير من الراغبين في خوض غمار البرمجة العصبية بكل أنواعها، والتي أصبحت بمثابة ''موضة'' في السنوات الأخيرة لما تعرضه من نماذج نجاح لأشخاص تابعوا مثل هذه التكوينات.
وفي برنامج السنة الجارية، ينظم المركز مايصفه بـ''أحد أقوى دورات التدريب الاحترافي''، وهي دورة المدرب المحترف التي تتضمن البرنامج المتكامل لإعداد واعتماد المدربين المحترفين مع كبير المدربين: الخبير العالمي المستشار روبرت سميث وهومستشار أمريكي ومدرب محفز ومدرب تنفيذي لأكبر قادة الأعمال التجارية الكبرى، والمدرب المتقدم: الأستـاذ كمـال سعـد الله، وهوأول مدرب متقدم في البرمجة اللغوية العصبية من الاتحاد العالمي وكان في أول دفعة تتخرج في الشرق الأوسط، وذلك في الفترة بين17 - 22 مـارس 2012 وبين 31 مارس- 03 أفريل .2012
ويوجه هذا النوع من التدريب إلى مديري تطوير الموارد البشرية، مديري المشروعات ومديري المبيعات، المسؤولين والمدراء الملتزمين بعرض مشاريع وخطط المؤسسة التي يعملون بها، رجال الأعمال والساسة والدبلوماسيين، العاملين في مجال التنمية المستدامة، وطبعا لكل من يريد أن يحقق طموحه في أن يصبح مدربا متمرنا، أوالباحث عن تطوير ذاته بكل بساطة، كما سيعرف ذات الشهر تنظيم دورة خاصة بـ''دبلوم محلل الشخصية المعتمد'' في الفترة مابين 05 و08 مارس تحت إشراف الأستاذ كمال سعد الله. ويدخل هذا النوع من التدريب في إطار مايسمى بـ''علم أنماط الشخصية'' الذي يساعد على التعامل الفعال المثمر مع الآخرين، وفي نهاية مثل هذه الدورة، سيكون كل متدرب قادرا على اكتشاف أنماط الشخصية التي يؤثر فيها أوالتي تؤثر عليه سبيا أو إيجابا، مع اكتشاف حقيقي للشخصية الذاتية للمتدرب، وبالتالي معرفة أنسب التخصصات والأعمال له. وكذا التغلب على المعوقات التي تمنع النجاح، وخلق مناخ للتفاهم مع الآخرين سواء في المنزل أوفي العمل أومع الأصدقاء، إضافة إلى اكتساب مهارة فن الاتصال وكيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة. ويشير منظمو الدورة أنها تليق بالمختصين النفسانيين والاجتماعيين، وبالمدراء الراغبين في فهم موظفيهم، أوالموظفين الراغبين في فهم مدرائهم، فضلا عن الأساتذة وأخصائيي الموارد البشرية، أما الشهر الجاري، فانه سيعرف تنظيم دورة حول ''تعزيز الجودة الشخصية'' تحت إشراف المدرب كريم اخلف، تسمح باكتشاف الذات واكتشاف مستوى الجودة الشخصية لكل متدرب، وكيفية التحسين المستمر لها من أجل أداء أفضل في الحياة. كما ينظم دورة لتسليم دبلوم ''ممارس في البرمجة اللغوية العصبية''، ويقول المشرفون عليها أنها تمكن من إعطاء القدرة على التحكم في الحالة الشعورية وتحويل الأطر السلبية إلى إيجابية وتغيير أفكار ومشاعر الآخرين، وحتى القدرة على مخاطبة لاوعي الآخرين وقراءته وزيادة إتصال الوعي باللاوعي.
وفي البرنامج كذلك دورات حول ''اِستشاري في التخطيط الإستراتيجي''، ''التهيئة النفسية والاستعداد الذهني للإمتحانات''،''ممارس في التنويم بالإيحاء''، و''العادات السبع للشخصية''.

أرجعت كنزة دالي، طالبة دكتورا في علم الاجتماع، ظاهرة العنف التي باتت تطبع سلوك الأطفال بالمؤسسات التربوية إلى ضعف التنشئة الاجتماعية ببعض الأسر الجزائرية، وهو ما استخلصته من الدراسة التي قامت بها حول ''تلقي الرسالة الإعلامية وأثرها على السلوك الاجتماعي للطفل''، وبالتحديد آثار ألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف، وقدمت مفاهيم  جديدة من خلال دراستها حول اعتبار ألعاب الفيديو مسؤولة عن تنامي ظاهرة العنف في سلوك الطفل، وحول محتوى الدراسة والنتائج المستخلصة منها، دردشت ''المساء'' مع الطالبة كنزة في هذه الأسطر.
- ''المساء'': بداية، ما هو الدافع وراء اختيارك لموضوع محتوى ألعاب الفيديو العنيفة كمادة لرسالة الدكتورا؟
* كنزة دالي: حاولت من خلال بحثي أن أثبت أننا تجاوزنا اليوم في بحوثنا إشكالية: هل تؤثر وسائل الإعلام أو لا في سلوك الطفل؟ وإنما وجهت دراستي في البحث إلى أي حالة اجتماعية يمكن أن تؤثر مضامين ألعاب الفيديو العنيفة في سلوك الطفل، وفي أي حالة لا تؤثر. وبالتالي أصحح بعض الأفكار الخاطئة التي تتهم وسائل الإعلام ذات المضامين العنيفة أنها المسؤولة وراء تنامي ظاهرة العنف لدى الطفل.
- ما الذي اكتشفته من خلال الدراسة التي قمت بها؟
* ثبت لي بعد العمل الميداني الذي قمت به أن ألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف قد تؤثر وقد لا تؤثر على سلوك الطفل، بمعنى أن هناك بعض الأطفال الذين شملتهم الدراسة لعبوا بعض ألعاب الفديو ذات المحتوى العنيف لساعات، ومع هذا لم يتأثر سلوكهم. بينما لاحضنا أن هناك بعض الأطفال، بعد الانتهاء من المتابعة، ارتفع سلوكهم العدائي انطلاقا من هذه الفروق، رغبة في معرفة المميزات التي تقدمها البيئة الاجتماعية التي تجعل بعض الأطفال، رغم كل ما  شاهدونه من ألعاب عنيفة، لا يتأثرون، وبالمقابل، هناك أطفال كان سلوكهم قبل مشاهدة الفيديو عنيفا، غير أنه تحول إلى طفل هادئ بعد الانتهاء من المشاهدة.
-  إذن ما هو تفسير تأثر بعض الأطفال وعدم تأثر البعض الآخر؟
* بما أن دراستي هي دراسة سوسيولوجية، ركزت في بحثي على البيئة الاجتماعية، وتحديدا على التنشئة الاجتماعية للأطفال الذين شملتهم الدراسة لمعرفة الخصائص، فتبين لي أن كل فئة يتبع معهم الأولياء أسلوب تنشئة معينة، وبالتالي تأكد لي بأنها المسؤول الرئيسي عن عامل التأثر، من أجل هذا ركزت من خلال بحثي على شقين؛ شق يخص التلقي، والأخر يتعلق بالأثر، أي بحثت في سلوك الأطفال حول كيفية تلقيهم لشريط الفيديو العنيف، وما الآثار التي ظهرت على سلوكهم.
- إذن تعتقدين أن التنشئة الاجتماعية هي المسؤولة عن عامل التأثر؟
* هو أهم ما استخلصته من خلال رسالتي وبحثي الميداني، فقد ثبت لي أن الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات تركز في تعاملها معهم على الحوار وتأكيدها على طريقة التحصيل العلمي، بعد مشاهدتهم لعبة الفيديو لا يركزون على محتوى اللعبة، وإنما يتكلم بطريقة تقنية حول ما يحمله شريط الفيديو من ألوان، وتقنيات، وأضواء، وبالتالي يتحدث عن المحتوى العنيف بطريقة تقنية. وعند الانتهاء من مشاهدته للشريط، لا يتحول إلى طفل عنيف، بل يبقى سلوكه سويا. بينما لاحظت من خلال متابعتي لبعض الأطفال الذين شملتهم الدراسة من الذين شأوا في أسرة تعتمد على الضرب كسلوك تقويمي وتأديبي، هؤلاء الأطفال بعد مشاهدتهم لشريط الفيديو العنيف، يركزون كثيرا على محتوى الشريط، وبالتالي الأطفال الذين لديهم ردود أفعال عنيفة مردها ليس للشريط الذي شاهدوه، وإنما راجع إلى الطريقة المعتمدة في تربيتهم، والقائمة على أسلوب التسلط، أو الضرب، أو التذبذب.
- ما الذي تقترحينه كحل للحد من تأثير هذه الأشرطة في سلوك بعض الأطفال؟
* أريد أن أوضح فقط أن أشرطة الفيديو ذات المضامين العنيفة ليست بالضرورة المسؤولة عن تفشي ظاهرة العنف في سلوك الأطفال، وإنما راجع إلى غياب الرقابة الأبوية على ما يشاهده الأطفال من جهة، وإلى غياب لغة الحوار بين أفراد الأسرة. فلو أن الأم تحديدا تعرف ما الذي يشاهده ابنها حتى وإن كان مضمونه عنيفا، وتشرح له أن ما يشاهده لا علاقة له بالواقع، ستلاحظ أن الطفل يتفهم ما يقدم له كتفسير، لأنه في مرحلة التعلم والاكتساب، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى ينبغي للأم أيضا أن تلاحظ أن سلوك طفلها بات عدوانيا بعد مشاهدته لفيلم ما، ينبغي أن تسأل نفسها عما تقدمه له وألاّ تتهم مباشرة وسائل الإعلام.
- ألا تعتقدين أنه ينبغي على الأطفال الامتناع عن مشاهدة ألعاب الفيديو العنيفة في مرحلة عمرية معينة؟
* بل بالعكس، أعتقد أنه من غير المعقول منع الأطفال من مشاهدة ألعاب الفيديو العنيفة، ولكن لا أقصد تلك الموجهة للأشخاص البالغين، وإنما تلك التي تحوي على نسبة محددة من العنف، حتى لا ينشأ لدينا طفل ذو شخصية هشة وضعيفة، وفي المقابل ينبغي أن تكون هناك رقابة أبوية؛ كأن يشرف الآباء شخصيا على  شراء هذه الألعاب والاطلاع عليها أولا، لأنه ثبت لي من خلال بحثي أن بعض الأولياء يشترون ألعاب الفيديو لأطفالهم بطريقة عشوائية، دون مراعاة ما إذا كانت موجهة لعامة الناس، أو للبالغين فقط، فبالرجوع إلى دراسة قامت بها الجامعة الأمريكية للصحة العمومية في 2003 حول تصنيف ألعاب الفيديو، وجدت أن البطاقات التي تصنف اللعبة لا تعكس بالضرورة المحتوى، أي 53 على الأقل فيها نسبة بسيطة من العنف، رغم أنها مصنفة في خانة الأشرطة العامة، وبالتالي لابد على الأولياء أخذ الحيطة والحذر.
- ما الذي تنصحين به الأولياء في الأخير؟
* لابد على الأولياء أن يفهموا أنه كلما كانت العلاقات الأسرية سوية وهادئة، فإنها تساهم في البناء الصحيح لشخصية الطفل هذا من ناحية، كما ينبغي أيضا للأولياء أن يحاولوا قدر الإمكان إخفاء سوء التفاهم بينهما على الأبناء حتى لا يتأثروا به، ناهيك عن وجوب مراقبة الآباء أين ينفق أبنائهم المال الذي يقدم لهم كمصروف جيب، لأن الطفل أيضا معرض للتلقي من خلال ما يشاهده من ألعاب فيديو بقاعات الألعاب، أين يحرص المسيرون على تأمين بعض الألعاب العنيفة للأطفال أملا في رجوعهم مجددا.!!



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)