الجزائر

في دراسة أعدتها الأستاذة خيرة مرسلاب:الطلاب والمراهقون الأكثر إقبالا على الدورات التدريبية


في دراسة أعدتها الأستاذة خيرة مرسلاب:الطلاب والمراهقون الأكثر إقبالا على الدورات التدريبية
دفع الانتشار الكبير لمراكز التنمية البشرية بالجزائر بخيرة مرسلاب، أستاذة في علم الاجتماع بجامعة الجزائر “2”، إلى القيام بدراسة ميدانية تبحث فيها إشكالية دور الدورات التدريبية في إحداث التكامل بين الأسرة والمدرسة، بالنظر إلى الإقبال الكبير على هذه الدورات من مختلف شرائح المجتمع، لاسيما المتمدرسين والطبقة المثقفة.تناولت الأستاذة خيرة في بداية دراستها التي حصلت “المساء” على نسخة منها، أهداف التنمية البشرية في الإسلام، بالنظر لجذورها الضاربة في عمق التاريخ، حيث أفادت في دراستها أن الدول الإسلامية كانت تتحمل أعباء التنمية إذا ما شقت على الأفراد، فكان يقع على عاتق الوالي واجب الحكم بين الناس ومتابعة أمورهم، كما استدلت بالعديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد ذلك.
وفي استبيان للأستاذة خيرة، أجرته بمركز أمانات لتطوير الاستشارات التربوية والنفسية، تبين لها أن الإقبال على دورات التدريب يتباين على اختلاف شرائح المجتمع، إذ وجدت أن فئة الطلاب والتلاميذ يقبلون بشكل كبير على الدورات التدريبية بمعدل 46.25 بالمائة، ويتبين أن فئة المراهقين تحوز على نسب مشاركة عالية، مرجعة هذا الإقبال إلى الفراغ المعرفي الذي يدفع بالطلاب إلى البحث عن البديل الذي يساعدهم في دراستهم ويكشف لهم سبل الاستفادة من المعلومات التي يملكونها، إلى جانب مساعدتهم على اكتساب آليات الثقة في النفس.
وتأتي في المرتبة الثانية فئة الإطارات العليا بنسبة 20.48 بالمائة، حيث يمثل أساتذة الجامعة، الأطباء والأخصائيون في علمي الاجتماع والنفس، إلى جانب المحامين نسبة عالية بالنظر إلى طبيعة عملهم الذي يدعوهم إلى تحقيق مستويات ثقافية عالية بزيادة معلوماتهم، كما تساعدهم الدورات التدريبية في تنمية مهاراتهم وتوسيع دائرة خبراتهم.
وتعود المرتبة الثالثة إلى ربات البيوت، إذ أثبت الاستبيان أن عددا لا بأس به منهن يقبلن على الدورات التدريبية بحثا عن سبل جديدة لتسير حياتهن، والحصول على نوع من الهدوء تحديدا في الحياة الزوجية، وعللت سبب إقبال هذه الشريحة بخروج المرأة من عزلتها وانطوائها، كونها أصبحت متفتحة على العالم الخارجي عن طريق الفضائيات ومختلف وسائل الاتصال، كالأنترنت والهواتف النقالة، حيث قدرت الدراسة عدد المقبلات من ربات البيوت على الدورات ب 20 بالمائة، بينما يأتي في ذيل المهتمين بالدورات التدريبية شريحة الرياضيين والتجار من الذين يرغبون في البحث عن ميكانيزمات جديدة تساعدهم على تقوية علاقاتهم مع الآخرين وصقل مهاراتهم لتسهيل تسير حياتهم المهنية والشخصية.
وحول أهمية مثل هذه الدورات في إحداث التكامل بين ما تطمح إليه الأسرة، وما تسعى استراتيجيات إصلاح التربية، جاء في الدراسة أن العالم يعيش اليوم تغيرات سريعة في شتى الميادين، الأمر الذي حتم على الأفراد عملية البحث في القدرات البشرية بطريقة علمية مدروسة، مع محاولة استغلال قدر كبير من الطاقات الكامنة في الإنسان. من هذا المنطلق، عكف الباحثون على التفتيش في الطاقة البشرية الحيوية والوصول إلى طرق استغلالها لرفع الأداء في مختلف جوانب الحياة البشرية، ومن هنا وجدت دورات تدريبية تحوي عناوين مختلفة، مثل دورات في توعية الأسر والمهتمين بالتربية والتعليم، لفهم حقوق الطلبة والمحافظة عليها من خلال عرض وتحليل عناوين مختلفة، مثل مواضيع تخص إعادة بناء الثقة، وأخرى تخص التركيز ومنها ما يتعلق بكيفية التعامل مع أنماط الشخصية.

الدورات التدريبية تنقل الأفراد من السلب إلى الإيجاب
استدلت الأستاذة خيرة في دراستها للتأكيد على أهمية الدورات التدريبية في تغيّر حياة الأفراد، وتحديدا فئة الطلاب، إلى تشخيص بعض العينات، مع استعراض طريقة العلاج والنتائج المتوصل إليها، إذ كان من بين العينات التي جاءت في الدراسة، حالة المراهق ماسي البالغ من العمر 14 سنة، يدرس في الطور المتوسطي، دخل في شجار مع والدته لأنها حرمته من ممارسة الرياضة، فكانت النتيجة أن أثر ذلك الشجار على حالته النفسية، ومن ثمة على تحصيله الدراسي وعلاقته مع زملائه، كما ظهرت عليه بعض العوارض؛ كغياب التركيز، الاكتئاب، الحزن والشرود. وبعد أن تم إشراكه في دورات التنمية البشرية ومشاركته في العديد من الحصص العلاجية الخاصة بالاسترخاء، إلى جانب تمارين التركيز ومقاييس الذكاء، زالت العوارض التي كان يعانيها بعد أن عرض أصل مشكلته، واكتسب ما يسمى ب«الإيحاء الإيجابي” الذي مكنه من إقناع والدته ببرنامج عمل يؤمن له ممارسة الرياضة التي يحبها. وكان من أهم النتائج المحصل عليها من هذه الحالة، تحسن الحالة النفسية لماسي بعد أن زال النزاع بينه وبين والدته.
وتختم الأستاذة خيرة دراستها بالقول: إن برامج التنمية البشرية المطبقة في الاستشارات لها أهمية بالغة في تغيّر الأشخاص والمؤسسات الخاصة بالتنشئة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)