في خطابه الموجه إلى الأسرة التربوية، سلال يصرح: المدرسة الجزائرية "سودت الأمور" في العشرية السوداء

ركز الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، على تعليم اللغات الأجنبية وفقا لما يسمح بالتفتح على العالم، وأكد أن ضمان مستقبل البلاد من الجانب الانمائي والاقتصادي لا يتحقق إلا بالتركيز على تدريس الرياضيات، قائلا أن "الدولة والمجتمع الذي لا يرتكز تكوينه على العلوم والرياضيات ويبقى في الشعر وقل أعوذ برب الفلق لا مستقبل له".شدد الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال الكلمة التي ألقاها على هامش افتتاح أشغال الندوة الوطنية للتحضير للدخول المدرسي المقبل، على ضرورة اعتماد استراتيجية تسمح بالتفتح أكثر على العالم الخارجي في ظل التغيرات الحاصلة لاسيما ما تعلق منها بالجانب الاقتصادي من خلال تعزيز تدريس اللغات الأجنبية خاصة اللغة الصينية بحكم أن مختلف التبادلات التجارية تتم مع هذه الدولة، مشيرا إلى أن توفر الإمكانيات يتيح إمكانية الخوض في تجربة تعليم هذه اللغة، قائلا "إنه لا يمكن أن نبقى في تدريس الشعر وقل أعوذ برب الفلق لأن ذلك لن يحقق تقدم المجتمع".
وربط الوزير الأول ضمان مستقبل البلاد من الجانب الانمائي والاقتصادي بتدريس العلوم والرياضيات التي تصل نسبة المسجلين بها إلى 8 بالمائة، أي بمعدل وطني يتراوح ما بين 15 و20 بالمائة، وهو المعدل الأدنى، حسب الوزير الأول الذي يحول دون التقدم في مجال علوم التقنيات ذات الصلة بعدة قطاعات حساسة على غرار وزارة الدفاع الوطني، الأمر الذي يستدعي بذل المزيد من المجهودات والتحفيزات التي تسمح بالنهوض بهذه التخصصات.
وقال الوزير الأول إن المدرسة في العشرية السوداء "سودت الأمور"، كما أنها لم تلعب دورها في الجانب التربوي واقتصرت على الشق التكويني، بعد أن انحرفت عن أداء مهامها، لكن الأمور عادت اليوم إلى نصابها بعد أن شدد على أهمية الدور الذي تلعبه المدرسة في مجال تربية النشء، داعيا إلى محاربة ثقافة العنف والتشاؤم وترسيخ ذلك في ذهن الأجيال القادمة.
وقال الوزير الأول نحن مع النقابات لما تطالب بحقها، لذا ندعوها إلى الحوار والتعاون من أجل إرساء ثقافة تربوية حقيقية لأن المدرسة وظيفتها الأساسية هي التربية ولا تقتصر على التعليم فحسب، مبديا بذلك استعداد الحكومة التكفل بمطالب موظفي القطاع في حدود ما تسمح به الإمكانيات نظرا للأهمية التي توليها الدولة لهذا القطاع، وأعطى الوزير الأول تعليمات للأجهزة الأمنية تتعلق بتوفير سلامة وأمن التلاميذ والأساتذة واتخاذ التدابير اللازمة لكي لا تتكرر "مهزلة" البكالوريا، ومن غير المقبول أن يتم المساس بمصداقية هذه الشهادة، وأضاف أنه سجل بارتياح تخفيف البرنامج ومحفظة تلاميذ الطور الابتدائي مع الرجوع إلى التحكم أكثر في الجدول الزمني، مشيرا إلى أن الدخول المدرسي سيجري في ظروف عادية نظرا للجهود المبذولة من الدولة لإنجاز الهياكل والمنشآت وتحسين وضعية موظفي القطاع.