الجزائر

في حفل موسيقى بـ''عيسى مسعودي''‏مواهب جزائرية في الموسيقى العالمية



جدد سكان حي آربا 2000 بوسط بلدية العاشور، مطالبهم القاضية بضرورة فرض إجراءات ردعية من قبل المصالح المحلية إزاء عملية التفريغ العشوائي للردوم التي أصبحت تحتل جزءا كبيرا من الحي، بسبب أشغال الترميم التي لا تزال جارية ببعض الوحدات السكنية المتواجدة بالمنطقة، وكذا أشغال الحفر والبناء على مستوى المجمع السكني الذي تحول إلى شبه ورشة.
انتقد العديد من سكان الحي المعروف بـ ''كوسيدار''، التجاوزات المتعمدة من قبل بعض شاغلي الشقق السكنية الذين يقدمون على رمي مخلفات الإسمنت، الآجر والجبس أمام مداخل العمارات، دون نقلها إلى أماكن تفريغ خاصة، على غرار مشاكل التراكم الكبير للنفايات المنزلية بمدخل الحي، التي تضاف خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد بعض السكان لـ''المساء''، ''أن عددا كبيرا من القاطنين بالتعاونية العقارية مستأجرون للشقق التي يقطنون بها، وقاموا برمي كميات معتبرة من الردوم، بعد إعادة تهيئة وترميم وحداتهم السكنية، مشيرين في معرض حدثيهم، أن المجمع السكني شهد مؤخرا رميا عشوائيا كبيرا لبقايا مواد البناء، دون أن يتكفل المتسببون في نقله إلى مراكز خاصة للتفريغ، وهو ما يضطر حراس التعاونية العقارية إلى نقله بصفة مؤقتة للساحة المتواجدة داخل المجمع السكني، والتي تم تخصيصها لتجميع مثل هذه الأنواع من النفايات الصلبة، وفي بعض الأحيان حرق أجزاء منها؛ فيما يتعلق بمواد البلاستيك والكارتون، في انتظار النقل الكلي لكميات كبيرة من الأتربة والردوم إلى الأماكن المخصصة لذلك.
وأضاف السكان أن كل الإجراءات والتدابير التي تم اتباعها ضد السكان المخالفين لم تجد نفعا، مما يضطر أعوان الأمن وحراس الموقع السكني إلى نقل كل أنواع النفايات الصلبة إلى الساحة الداخلية التابعة للمجمع السكني لتجميعها، في انتظار نقلها إلى منطقة خاصة لرميها، مشيرين أن الوضع ازداد خاصة مع انتشار أكوام كبيرة من بقايا الردوم حول المجمع السكني، على مستوى الطريق الرئيسي والأرصفة، لاسيما أن هذه الأنواع من النفايات، لا تقوم مصالح مؤسسة النظافة بولاية الجزائر ''نات كوم'' بنقلها، على اعتبارها ليست نفايات منزلية.
وفي هذا السياق، أشار محدثونا إلى مشكل آخر لا يقل أهمية، ويتمثل في تأخر عملية جمع ونقل النفايات المنزلية من قبل المصالح المختصة ببلدية العاشور، حيث عرفت المنطقة خلال نهاية الأسبوع الماضي، تكدس أكوام كبيرة من النفايات المنزلية، على الرغم من تخصيص فترة الخامسة مساء إلى الثامنة صباحا، لإخراج ورمي النفايات بالحاويات التي تم مضاعفة عددها، إلا أن التحجج اليومي لبلدية العاشور لغياب شاحنات جمع ورفع النفايات المنزلية وتسجيل أعطاب بها لعدة مرات، أصبح غير مقنع بالنسبة للسكان، ولم يعد يكفي حتى لرفع النفايات المنزلية.

ينتظر ان يقوم كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي إلى الصحراء الغربية بجولة جديدة إلى المنطقة منتصف شهر ماي القادم تدخل في إطار المساعي الأممية الرامية إلى إيجاد أرضية توافقية بين طرفي النزاع الصحراوي لتسوية النزاع في هذا الجزء من إفريقيا.
وجاء الإعلان عن زيارة روس في ختام الجولة التاسعة من المفاوضات غير المباشرة التي انتهت مساء أول أمس بمنطقة منهاسات بالقرب من نيويورك دون إحراز أي تقدم يذكر على مسار تسوية القضية الصحراوية.
والنتيجة الوحيدة التي خرج بها اللقاء هو اتفاق الجانبين على عقد جولتين جديدتين شهري جوان وجويلية المقبلين، تعقد الاولى بمدينة أوروبية في انتظار تحديد مكان انعقاد الثانية.
وقال كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء الغربية أن هذه المشاورات كسابقاتها جرت في ''جو التزام جدي وصراحة واحترام متبادل''. وأضاف أنه بهدف ''إيجاد حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان ويضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي في إطار ترتيبات تتطابق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واصل الطرفان تعميق مناقشة اقتراحاتهما''.
وأشار إلى أن كل طرف ''استمر في رفض اقتراح الطرف الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات المقبلة مجددين إرادتهما في العمل سويا من أجل إيجاد حل سياسي وفقا للوائح مجلس الأمن الدولي ذات الصلة''.
والحقيقة ان فشل هذه الجولة كان متوقعا بالعودة إلى الموقف المغربي المتعنت والمتشبث بوجهة نظره في فرض مخططه للحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض رغم عدم اعتراف المجموعة الدولية بهذا المخطط. وهو ما جعل خاطري ادوه رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس الوفد المفاوض يؤكد ان الوقت قد حان لكي ''يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته كاملة من أجل السماح بإنهاء مسلسل تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية التي تمثل آخر مستعمرة بإفريقيا''.
واعتبر أدوه أنه ''من غير المقبول أن يبقى المغرب بتماطله ودسائسه يدير ظهره لإحلال سلام عادل ودائم يضمن للشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره ويسمح لشعوب المغرب العربي ببناء مجموعة ديمقراطية ناجحة ودائمة ومستقرة''.
وقال انه ''مثلما سبق أن أكد على ذلك الأمين العام الأممي فإن استشارة الشعب الصحراوي بشأن مستقبله أمر لا مفر منه من أجل التوصل إلى حل عادل وذو مصداقية ومستدام لنزاع تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية''. وهو ما اعتبره المسؤول الصحراوي انه دليل على ''تمسك المجتمع الدولي بحل للنزاع يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره''.
ورغم ان الطرفين لم يتوصلا إلي أية أرضية توافقية بشأن كيفية تسوية النزاع في الصحراء الغربية فان ذلك لم يمنع من بحث مسائل أخرى على غرار نزع الألغام والموارد الطبيعية والبيئة لكن دون المساس بالوضع النهائي للأراضي الصحراوية.
وفي هذا السياق قال كريستوفر روس أن ''الطرفين أعربا عن ارتياحهما للتقدم المحرز حول هذه المواضيع كما أكدا اهتمامهما بمواصلة العمل مع الأمم المتحدة حول هذه المسائل وغيرها في إطار المفاوضات الجارية''.
كما تضمن اللقاء أيضا استعراض الأطراف المشاركة وهي جبهة البوليزاريو والمغرب وممثلي البلدين الملاحظين الجزائر وموريتانيا نتائج لقاء التقييم الثاني حول إجراءات الثقة خاصة الشطر المتعلق بمسالة تبادل الزيارات العائلية والذي عقده الطرفان شهر جانفي الماضي مع مكتب المفوض السامي للاجئين. 
وقال روس ان الجانبين أكدا إرادتهما في المشاركة في ملتقيين ينظمهما هذا المكتب في أكتوبر المقبل بحيث من المقرر ان يتطرق إحداهما إلى دور المرأة في حين سيتناول الآخر معنى الخيمة في الثقافة الحسانية.
ونفس الأمر أكده المسؤول الصحراوي الذي قال أنه علاوة على المسائل المتعلقة بالموارد الطبيعية ونزع الألغام وإجراءات الثقة تطرق وفد جبهة البوليزاريو خلال هذا الاجتماع إلى وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وحرية دخول المنظمات غير الحكومية والصحافة والمراقبين الدوليين إلى الإقليم.
وأشار في هذا السياق إلى أن الوفد الصحراوي ''دعا إلى وقف القمع الممارس ضد المواطنين الصحراويين العزل وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين القابعين في السجون المغربية''.
وأشار إلى أن ''صمت الأمم المتحدة أمام التجاوزات التي تمارسها قوات الاحتلال المغربية في الصحراء الغربية غير مقبول''.

تنزل غدا عاصمة الزيانيين تلمسان ضيفة على مدينة الجزائر العاصمة، لتنشط أسبوعا ثقافيا حافلا بالفعاليات الثقافية التي تعكس زخم وثراء أهم حواضر المغرب العربي، وسيكون قصر الثقافة فضاء لالتقاء الجمهور العاصمي مع اجمل الصور الإبداعية التي يعتزم التلمسانيون تقديمها الى غاية 22 مارس الجاري.
ويضم البرنامج الاحتفالي لهذا الاسبوع الثقافي، العديد من النشاطات، ترتكز على وجه الخصوص على تنظيم سبعة معارض وحفلات فنية متنوعة، إذ يتميز البرنامج  بحضور نوعي وكمي ملفتين، حيث ستشرف السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة على افتتاحه مساء الغد، كون تلمسان توجت عاصمة للثقافة الإسلامية سنة .2011
وتقام المعارض على مدار أيام الاسبوع، ويتعلق الأمر بمعرض الصناعات التقليدية الحرفية لحرفيين من غرفة الصناعات الحرفية والتقليدية وجمعيات محلية، وعرض  لصور مدينة تلمسان القديمة وزخرفة أبوابها والفانتزيا، ومعرض لصور الأكلات والحلويات الشعبية التقليدية، بالإضافة الى معرض للباس والزي التقليدي، ومعرض للكتاب يضم مؤلفات لكتاب من الولاية، ومعرض للفنون التشكيلية يضم كذلك رسامين تشكيليين تلمسانيين، وأخيرا معرض سياحي ينظمه الديوان السياحي لولاية تلمسان.
وتنشط سهرة الافتتاح كوكبة من الفرق الفلكلورية هي الفرقة الفلكلورية ''ألوان بلادي'' للعلاوي الكدية، والفرقة الفلكلورية لجمعية ''عشاق سيدي يوسف السعدانية'' لعين تالوت، والفرقة الفلكلورية لجمعية ''الامير عبد القادر'' عين يوسف وفرقة لجمعية ''الشيخ بومامة'' للرمشي، ورفقة ''الجوهرة'' وأخيرا فرقة ''الزرنة والطبالين''.
كما ستشهد السهرة الأولى من عمر الأسبوع الثقافي قراءات شعرية مع الشاعر سايح عبد القادر، وحفلا فنيا مع النجمة ريم حقيقي والفنان بن ميلود سيدي محمد، يليه عرض لفرقة العرس التقليدي التلمساني تحت قيادة طبال راضية، مع احياء عرس تقليدي تلمساني بكل مراسيمه، ثم تختم فرقة ''الزرنة والطالين؛ لتلمسان وفرقة ''الجوهرة'' الحفل في يومه الأول.
وستعرف بقية الأيام مشاركة فرق عديدة، منها الجوق الجهوي الأندلسي لتلمسان بقيادة ياسين حماص، والفرقة الشهيرة ''ناس العيساوة'' والجوق الأندلسي لندرومة بقيادة عبد الناصر غافور مع المطرب شفيق حجاج والمطرب عباس قايد سليمان، بالإضافة الى مشاركة الفرقة الفلكلورية لجمعية هواري بومدين الثقافية لرقصة العلاوي والدارة سبدو، وفرقة ''تزغوين العرفاء'' لرقصة لعلاوي من سوق الثلاثاء لتلمسان، وفرقة جمعية ''الأصالة عين يوسف'' بالرمشي، وفرقة الرقص الشعبي لبني سنوس، إلى جانب احياء سهرات فنية لكل من الجوق الموسيقي مصطفى بشلاغم وعيد المالك موساوي مع الشاب أنور وشريف إسماعيل.

هناك الكثير من المبدعين والملهمين الذين ما يزالون في ثنايا الكتب، لم تسلط عليهم أضواء التحقيقات والأبحاث والدراسات، وهناك أيضا أعلام جزائرية مازلنا نجهل عنها الكثير، وما تزال الدراسات حولها جارية كأي حفريات أثرية بين الفينة والأخرى، تكشف لنا عن موهبة، عن تحفة، عن قلم خطّ أدبا، نظم شعرا وترك أثرا علميا رائعا.. ومن جملة هؤلاء الأعلام الأفذاذ؛ الشاعر ابن خميس التلمساني الذي التقت ''المساء'' من خلال أشعاره بالدكتور والباحث أحمد طايعي، من جامعة مولاي اسماعيل (مكناس) بالمملكة المغربية الشقيقة، وأجرت معه هذا الحوار بتلمسان.
- ركّزت في محاضرة ألقيتها مؤخرا في تلمسان على شعر ابن خميس التلمساني، فما هي ميزة ابن خميس الشعرية، وهل ابن خميس الشاعر هو ذاته ابن خميس المؤرخ؟
* هناك كتاب ابن عسكر مع ابن أخته، ابن خميس كتب كتابا في التاريخ وقام بتحقيقه عبد الله التوغي من تيطوان (المغرب)، أما ابن خميس الشاعر، فهو عبد الله محمد بن عمر الحميرى الحجري المعروف بابن خميس التلمساني، ولد بتلمسان سنة 645 هـ، وقد عرف عنه التقوى والعزلة، وتكمن ميزاته في العديد من الأشياء، أهمها أنه شاعر بالفطرة والجبلة، وأن الصناعة الشعرية عنده لا تعتمد التكلف ولا التصنع، وإنما هي على السليقة والسجية، وهو شاعر يمتلك ذخيرة موسوعية شعرية، قرآنية، تاريخية وإنسانية، كما أنه قبل هذا كله، اطلع على اللغة العربية وتشبّع بمقوماتها الإعجازية، فكان متمرسا داريا باللغة والبلاغة والنحو والصرف وما إلى ذلك، بل أكثر من ذلك، تعمق في أصول الدين، فكان عارفا بحدود الشرع.
- هل ابن خميس التلمساني كتب في جميع الأغراض الشعرية، أم أنه برز في غرض من الأغراض المعروفة في الشعر العربي؟
* ميزته أنه تطرق لجميع الأغراض الشعرية التي طرقتها الشعرية العربية القديمة، لكنه تميز وهو فارس فيها ـ بشعر الحنين ـ تغرب كثيرا، تعرض لمحن وويلات عديدة، بدءا بخروجه من تلمسان، مرورا بالعسفيين بـ''سبتة''، وصولا إلى ''مالغا'' وغرناطة.
- المحاضرة انصبت أيضا حول التناص في شعر ابن خميس، سواء بتضمينه للآيات القرآنية أو للشعر العربي القديم، فكيف توضح لنا ذلك؟
* شعر ابن خميس يتقاطع ويتناص مع كثير من نصوص الشعر العربي القديم بقدر ما كان متفاعلا ومتواصلا لها، بالقدر نفسه، كان متميزا مبتدعا في الصور الشعرية، وفي بناء الموضوعات التي جعلته بحق شاعرا يُحسد على مكانته الشعرية، لذا وجدنا رد فعله على هذا الواقع المر بلغة في بعض الأحيان، تبدو غريبة، وهو في ذلك، يبز الآخرين في ديباجتهم الشعرية ويظهر لهم علو كعبه في مملكة الشعر.
- من المعروف أن شعراء المغرب العربي والأندلس يتميزون بشعر الطبيعة، فهل لابن خميس نصيب في وصف الطبيعة؟
* عندما يتحدث عن الطبيعة، وقد أكثر الحديث عنها، لا يتخذها غاية ومقصدا، وإنما هي وسيلة من وسائل كُثُر وظفها ليؤسس صورة نفسية عصيبة تجمع بين حبيبة متمنعة هي ـ تلمسان ـ وأشواق ملتاعة نحو هذه الحبيبة التي لا يجد لها سبيلا سوى هذا البناء الفني الراقي جدا، من عناصر الطبيعة التي تبدو في كثير من الأحيان عناصر طبيعية حزينة، ولعلها في ذلك، تأثّرا بكثير من عمالقة الشعر العربي بالأندلس آنئذ.
- كيف بنى ابن خميس مرجعيته الشعرية؟
* استفاد ابن خميس في بناء مرجعيته الشعرية أو خلفيته الشعرية على القرآن الكريم، فأبدع في ذلك إبداعا منقطع النظير، سواء في قصيدته ''الخائية'' أو قصيدتيه ''الحائية والهمزية''، كما أنه استطاع أن يوظف الإعجازية في النص القرآني توظيفا لا يمس بقدسية الآيات القرآنية، مثل ''الرياح اللواقح''، نجده يضمنها ويقتبسها اقتباسا، والشيء نفسه يمكن أن ينسحب على علاقة شعر ابن خميس بالمعطيات التاريخية والسوسيو ثقافية في كتاباته الشعرية إبان بني عبد الواد الزيانيين، فقد كان بحق راصدا لمجمل التحولات السياسية والثقافية التي مست تلمسان بخاصة، وبني عبد الواد عامة، وهذا لا يعني قطعا أنه كان يقيس الصناعة الشعرية لديه بمقياس المعطيات الخارجية، بل إن هذه المعطيات تأخذ صورتها التخيلية الابتدائية من داخل رؤيته للحياة والوجود.
- ماهي المواضيع الأخرى التي وظفها في شعره؟
* بالنسبة لتوظيف بعض المواضيع الأخرى في شعره، فيصعب تبينها ـ لأن المصادر تصمت على الكثير من الأخبار عن حياة هذا الشاعر الأسرية أو التلمذة أو المشيخة ـ على أنه في الكتابة الزهدية والتصوفية، كان كذلك متميزا، وهذا بتأثير من المرحلة، ومما تشبع به من مقومات شعرية زهدية لدى ابن الفارض ـ الذي عارضه بقصيدة طويلة ـ وكذا بشعر الشيخ الغوث سيدي محمد بومدين.
- لماذا الشاعر ابن خميس لجأ إلى الغريب في اللغة؟
* فيما يخص لجوءَه إلى الغريب، أو الغريب عند ابن خميس، فيبدو واضحا، لأنه كان إماما في اللغة، متمكنا من أسرارها، بل متقعرا في حالات كثيرة في توظيفها لخدمة الصورة الشعرية، ولعل النموذج التمثيلي في هذا ''الخائية الكبرى''، وهذا ما قرّ عند كثير من درسوا شعر ابن خميس، ونحن كنا نصارح هذه الدراسات فيما ذهبت إليه، فإننا في الآن نفسه نرى في نظرتها إلى الغريب عند ابن خميس حددا، ذلك أن الكتابة الشعرية تستلزم من الشاعر أن يمتح من معين لغة لا نعتبر فيها وحدات معجمية من صنف من الدرجة، وحدات من الدرجة الثانية، بل الأمر يتعلق بالبحث عن الكمال الشعري ومحاولة الوصول بالصورة الشعرية إلى أرقى مستوياتها، فإذا كان الأمر يتعلق بقطيعة معرفية بين المتلقي والشاعر ابن خميس آنئذ، فإننا نعتبر هذا الأخير بذخيرته اللغوية السامقة نموذجا تمثيليا لشاعر القرون الأولى من تاريخ الثقافة العربية بعامة، وشاعر القرن السابع بخاصة.
- في أي طبقة من طبقات الشعراء نضع ابن خميس؟
* نضع ابن خميس بالطبقة الأولى من شعراء القرن السابع الهجري، في عهد المرينيين وأيام (عبد بني الواد)، حيث خرج سنة 703 من تلمسان غاضبا بعد أن مدح فيها بني عبد الواد، ولجأ إلى بني عمورة عند هجائه لبني زيان، ولم يقل ''يغموراسيين'' ولا بن خميس ديوان شعر مفقود، جمعه آنئذ عالم من علماء ''الحضرمي''، كما أن المرحوم عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة المغربية، له كتاب طبع سنة 1365 هـ، سماه ''المنتحب النفيس في شعر عبد الله بن خميس''، كما أن الأستاذ طاهر توات قام بدراسة قيمة حول الشاعر سماها ''ابن خميس التلمساني شعره ونثره''.
- ماهو انطباعك عن هذه الزيارة لتلمسان؟
* انطباعي عن هذه الزيارة.. يثلج الصدر لهذه الحفاوة التي وجدناها من الإخوة والأحبة الجزائريين، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن محبة الشعوب لا تنال ولا تتحقق إلا بالتواصل والتقارب، وهذا يذكرني إن عجز اللسان عن التعبير بمقولة الشاعر نزار قباني:
''كلماتنا في الحب تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال''
- هل للأستاذ أحمد طايعي مؤلفات؟
* لي مؤلفات نقدية متميزة من بينها؛ ''القراءة بالمماثلة في الشعرية العربية القديمة'' و''التواصل البلاغي من المصرح به إلى المسكوت عنه''، و ''نص القراءة لدى علماء الغرب الاسلامي''، وأنا بصدد إصدار كتاب عن ابن خميس التلمساني؛ ''أشكال التناص في أشعار الشعراء''.
وشكرا لجريدة ''المساء'' على هذا الاهتمام بتاريخ الأدب التلمساني.

نظمت سفارة النمسا بالجزائر بالتعاون مع جمعية ''أصدقاء الموسقى'' سهرة أمس، حفلا للموسيقى الكلاسيكية أحيته أربع مواهب جزائرية شابة، واحتضنه المركز الثقافي ''عيسى مسعودي'' بالإذاعة الوطنية، وترمي المبادرة إلى اختيار موهبة واحدة ستستفيد من منحة تكوينية في بلد موزار.
وأوضحت سفيرة النمسا بالجزائر، السيدة ألوازيا غورجتر أن الفعالية ترمي إلى إبراز الطاقات الفتية في الموسيقى الكلاسيكة العالمية الموجودة في الجزائر، وأوضحت في ندوة صحفية نشطتها أول أمس بمقر السفارة، أن أكاديمية فيينا للموسيقى تعمل على منح فرصة لتكوين موهبة جزائرية في هذا المجال بهدف صقلها، وقد سعت السفارة بمعية الجمعية الجزائرية ''أصدقاء الموسيقى'' لتنظيم حفل تنشطه هذه المواهب التي أحيت أمس أول حفلا أمام الجمهور.
وتأسفت السفيرة لغياب التواصل مع الهيئات الموسيقية بالجزائر من أجل التعاون والتبادل والأخذ بيد هذه المواهب وصقلها، وترى أن مهنة الموسيقي في النمسا على قدر من الأهمية على خلاف الوضعية في الجزائر، وتابعت متسائلة لماذا لا تستغل مثل هذه الطاقات في الأوركسترا السيمفونية الجزائرية، على سبيل المثال، كما تهدف الفعالية - حسب المتحدثة - إلى تقريب هذا النوع الموسيقى للجمهور الجزائري  عبر مواهب جزائرية.
ويشاطر السيد عبد القادر حمودي، رئيس جمعية ''أصدقاء الموسيقى'' رأي السفيرة، وقال إن الهدف الأسمى من هذه المبادرة هو إيجاد مواهب شابة جديدة تكون بمثابة النهضة لجيل سابق لم ينهل الجمهور الجزائري من معزوفاتهم التي دوت في العالم إلا في بلدهم الأم، وضرب مثال الراحل محمد إقربوشن والراحل الذي فقدناه - مؤخرا - شريف خدام والراحل عبد الوهاب سليم الذي بقيت أعماله حبيسة النسيان.
المواهب الشابة المعنية هي الآنسة دنيا خلاف ذات التسعة عشر ربيعا، طالبة في كلية الطب، بدأت ممارسة هوايتها في العزف على البيانو منذ سن العاشرة، وتطمح إلى مواصلة مشوارها الموسيقي والمهني في تخصص بجمع الإثنين، إلى جانب العازفة على البيانو الآنسة ليليا مديوني ذات الواحد وعشرين ربيعا، طالبة سنة رابعة صيدلة وأستاذة في الصولفاج والبرعمة ريم مديوني (13 سنة) التي بدأت العزف على البيانو منذ أن كان عمرها ثماني سنوات.
وأخيرا، العازف على آلة الكمان الشاب نبيل نشادي البالغ 18 سنة، طالب في الموسيقى، يسعى لأن يكون قائد جوق موسيقي، وقام بعزف مقطوعتين موسيقيتين خلال الندوة الصحفية، أظهرت تحكمه المذهل في الآلة ولاقت استحسان الحضور بما في ذلك السفيرة.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)