الجزائر

في الصميم لنعيش حداثتنا في كنف الطمأنينة والحرية



  لا يمكن أن نتصوّر أن التجارب التي مرّت على جيراننا، ستمر دون أن تؤثـر على نمط الحكم لدينا، فهي تفرض علينا فرضا، لأن نظام التسيير الشمولي والاستبدادي لشؤون الدولة، سواء عندهم أو عندنا، لم يعد مقبولا من قبل كافة شعوب المنطقة. وبغض النظر عن أية أفكار مسبقة ذات طبيعة طائفية أو سياسية، يتعيّن علينا أن نسجل اليوم أن المجتمع الجزائري لم يعد بحاجة إلى مبرّرات إضافية، ليقتنع من خلال استعراضات أو عروض يتم صياغتها بإتقان للتوصل إلى نتيجة، مفادها ضعف التسيير في بلادنا. وفي اعتقادنا أن عهد أو مرحلة التحاليل الحصائل أو حتى المقترحات المتعلقة بكيفية تسيير الأزمة تجاوزها الزمن وقد ولّت. لذلك، نرى بأن إنقاذ الأمة الجزائرية أضحى بعيدا عن تقلبات الزمن، الموضوع الرئيسي لتجندنا ولطرح انشغالاتنا اليومية، ويحفزنا ذلك أيضا للتحضير في أقرب الآجال لمرحلة انتقالية، يرغب الشعب الجزائري في مجمله في إرسائها. ولوضع حد لضياع الأنظمة التي تجاوزها الزمن وفقدت مصداقيتها، فإننا نرى بأنه حان الوقت لفرض وصول قوى التغيير والتقدم، وأن نمنح الفرصة لبزوغ أمل من أجل مستقبل أفضل لهذا الشعب. ومن أجل هذا الأمل، وبهدف تجسيده، يتعيّن أن نعمل جميعا لتحقيقه. إننا مصمّمون على المضي قدما في هذا الاتجاه، والتحلي بالشجاعة، خاصة أن الشعب لم يعد يؤمن بصدق أنظمة الحكم القائمة ويعيد دوما التأكيد بأن ساعة إصلاح الواجهة قد ولّت. ولذلك، فإن الشعب اليوم يلح أكثـر من أي وقت مضى على التغيير، ويريد محو صور المحن التي ارتسمت في مخيلته من ذاكرته، والتي عانى منها كثيرا. من جانبها، أضحى من المؤكد أن المجموعة الدولية عاجزة اليوم عن حماية أو الحفاظ على المصالح المالية التي حوّلها المستبدون طوال السنوات الماضية، كنتاج لنهب شعوبهم، بل إن القادة الحاليين لا يمكنهم الاستفادة حتى من شبه جنة أو فردوس في منفاهم. فسواء تعلق الأمر بهم أو بأفراد عائلتهم أو ذويهم والمقرّبين منهم، فإن الأموال والأرصدة غير القانونية وغير الشرعية التي كانت بحوزتهم لم تعد في متناولهم. وعليه، فان كل شيء أصبح جاهزا ومحضرا لضمان نهاية اللعبة بالنسبة للحكام الذين لفضتهم شعوبهم، ولم يتبق سوى ملف العنف الذي يتعيّن تأطيره، كي نقي الشعب الجزائري من محن جديدة. أما الأحداث التي تلي، فإنه يمكن تصورها ضمن فكر جديد للانفتاح والعدالة والحكمة، حيث سيتم إرساء مرحلة انتقالية، كما أشارت إليه عدة شخصيات من قبل. اللحظة بالتأكيد حاسمة وخطيرة، ولكن الشعب الجزائري، وكما بيّن ذلك من قبل، كفيل بمواجهة كافة التحديات والصعاب وتجاوزها، ليحيا بذلك العصرنة في ظل الطمأنينة والحرية.   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)