الجزائر

فيما يزداد الضغط على الانقلابييين العسكريين في مالي ‏المتمردون يسيطرون على كيدال ويهاجمون غاو



أدانت دمشق أمس عبر رسائل إعلامها عقد مؤتمر ''أصدقاء سوريا'' الذي احتضنته مدينة اسطنبول التركية في مسعى للضغط أكثر على النظام السوري لحمله على الانصياع للمطالب الدولية لوقف العنف وتنفيذ مبادرة عنان للتسوية.
ووصفت صحيفة ''البعث'' الحكومية مؤتمر اسطنبول الذي خرج أمس باعتراف ''أصدقاء سوريا'' بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري بأنه ''منبر لأعداء سوريا''. وقالت ''وحدهم الساذجون ... يقتنعون بأن الأمر يتعلق بمؤتمر لأصدقاء سوريا''.
وأضافت ان ''الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لتسليح الإرهابيين تشجع حمام الدم وتدمير البنى التحتية وتجعل من هذا المؤتمر منبرا لأعداء سوريا الذين يناقشون كل شيء باستثناء مصالح السوريين''.
واعتبرت الصحيفة ان الأمر ''يتعلق بهجوم إقليمي ودولي... بهدف التوصل إلى إضعاف سوريا وتحويلها إلى كيان شبيه بتلك التي قدمت من واشنطن وباريس ولندن وتل أبيب''.
وخرج أمس مؤتمر ''أصدقاء سوريا'' باعتراف المجتمعين بالمجلس الوطني السوري المعارض كممثل ''شرعي لكل السوريين'' في محاولة أخرى لتضييق الخناق أكثر من حول النظام السوري لإرغامه على الرحيل. 
وعرف المؤتمر الذي يعد الثاني من نوعه بعد مؤتمر تونس مشاركة أكثر من 70 دولة إضافة إلى أطياف المعارضة السورية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني السوري المعارض.
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعا في جلسة افتتاح المؤتمر إلى ضرورة العمل لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف العنف فورا في سوريا حيث قال ان ''الوقت له الآن أولوية كبرى''.
ويقضي الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من أجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ.
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي بدأ خطابه بتقديم التعازي إلى عائلات القتلى من السوريين أن ''الأسرة الدولية لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم في حال لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا'' متهما الحكومة السورية بعدم الإيفاء بالوعود التي قطعتها.
وتقاطع موقف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع مواقف نظرائها المشاركين حول ضرورة وقف العمليات التي تستهدف المدنيين.
ولم تلق الدعوات إلى تسليح المعارضة السورية والتي تقودها السعودية صدى كبيرا بين المشاركين على خلفية الخلافات التي تشهدها هذه المعارضة والتي حالت دون توحيده صفها مما اضعف موقفها أمام المجموعة الدولية.
للإشارة فإن المؤتمر انعقد من دون مشاركة روسيا والصين الحليفتين التقليديتين لدمشق في مجلس الأمن الدولي واللتين حالتا دون تمكن مجلس الأمن الدولي من استصدار أي قرار يدين النظام السوري ويطالب الرئيس بشار الأسد بالرحيل.
وكان مساعد الرئيس الروسي سيرجي بريخودكو قد ابدي شكوكه في إمكانية التوصل إلى تسوية الأزمة السورية من خلال مبادرات ومحافل ''يمولها الغرب'' مثل ''مجموعة أصدقاء سوريا''، مشيرا إلى أن ''القرارات الصادرة عن اجتماعات من هذا النوع تدعو كالعادة إلى دعم أحد طرفي الأزمة مثلما أظهره المؤتمر الأول لأصدقاء سوريا المنعقد في 24 فيفري الماضي''. وأكد مساعد الرئيس الروسي أن ''موسكو عازمة على مواصلة دعمها لمساعي كوفي عنان''.

تنقضي غدا المهلة التي منحتها دول اللجنة الاقتصادية لغرب إفريقيا بإعادة النظام الدستوري في مالي مما يزيد من شدة الخناق حول الانقلابيين الذين يواجهون تمردا مسلحا خطيرا في شمال البلاد.
وفي ضربة قوية أخرى للانقلابيين العسكريين في مالي؛ هاجمت الجماعات المسلحة الإسلاموية أمس مدينة غاو أهم مدن شمال مالي والتي تضم مقر هيئة أركان الجيش المالي لكل المنطقة الشمالية.
ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من سقوط مدينة كيدال في يد المتمردين وهي التي تمثل إلى جانب غاو ومدينة تمبوكتو التجارية إحدى المراكز الإقليمية الثلاث الرئيسية لشمال مالي.
وسقوط هذه المدن تباعا في يد المتمردين الإسلاموين المدعومين بتمرد الطوارق معناه سيطرتهم على شمال مالي مما يسمح لهم بفرض منطقهم، خاصة وأن جماعة ''أنصار الدين'' الموالية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أعلنت عن سعيها لتطبيق الشريعة في مالي.
وما يبعث على القلق أن قائد الانقلاب، النقيب امادو سانوغو، برر انقلابه على الرئيس امادو توماني توري بعجز نظامه عن مواجهة التمرد المسلح في الشمال ليشكل انقلابه فرصة استغلتها الجامعات المسلحة للزحف على عدة مناطق لم يتمكن الجيش المالي من صدها.
وهو ما جعل دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ''إيكواس''، التي أمهلت الانقلابيين أول أمس 72 ساعة لإعادة النظام الدستوري إلى سابق عهده، تضع في حالة استنفار قوة مسلحة قوامها ألفا رجل.
وقال رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا الذي يضمن حاليا الرئاسة الدورية للمجموعة ''وضعنا قوات الطوارئ في المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في حالة استنفار''، مؤكدا أنه يريد ''الحفاظ على وحدة مالي مهما كان الثمن''، وأضاف أن ''لدينا ألفا رجل في تلك القوات ولدينا تجهيزات وطلبنا من المجتمع الدولي أن يدعمنا ويدعم مالي''.
ولم يكشف بشكل واضح عن مهمة هذه القوة إذا كان سيتم نشرها بالعاصمة باماكو من أجل دحر الانقلابيين أم أنها ستعمل على التصدي لزحف المتمردين في شمال البلاد.
لكن الرئيس وتارا أكد بالمقابل أنه وإلى جانب قادة دول المجموعة يريدون ''تفادي الحرب''، وقال إذا عادت الشرعية وأدركت تلك الحركات المسلحة أن ثمة تعبئة إقليمية ودولية فإنها ستغادر كيدال فورا''.
وتتمسك مجموعة ''إيكواس'' بفرض العقوبات على الانقلابيين لإرغامهم على إعادة النظام الدستوري إلى سابق عهده رغم أن هؤلاء أقروا بأن الوضع جد حرج على خلفية عدم قدرتهم على مواجهة تمرد الطوارق والجماعات المسلحة الذي تصاعدت وتيرته بشكل خطير منذ تاريخ الانقلاب العسكري في 22 مارس الماضي، وطالبوا من وصفوهم بأصدقاء مالي والمجموعة الدولية بمساعداتهم لاحتواء هذا التمرد.
لكن نداءاتهم لم تلق آذانا صاغية بل إن المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والتي كانت مالي عضوا فيها قبل تعليق عضويتها، هددت الانقلابيين ''بحظر دبلوماسي ومالي'' إذا لم يعودوا إلى النظام الدستوري بحلول يوم غد على أبعد تقدير.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)