الجزائر

فيما فشلت المعارضة السورية في إقناع روسيا بالتراجع عن موقفها عنان يعرض على مجلس الأمن نتائج جولته الأخيرة



فيما فشلت المعارضة السورية في إقناع روسيا بالتراجع عن موقفها                                    عنان يعرض على مجلس الأمن نتائج جولته الأخيرة
قدم كوفي عنان، الوسيط الدولي المشترك في الأزمة السورية، أمس، تقريرا جديدا أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي تضمن خلاصة تطورات الوضع الدامي في سوريا في وقت يتواصل فيه الجدل حول الدور الروسي في إيجاد مخرج لهذه الأزمة.
وتضمن التقرير نتائج الجولة الأخيرة التي قام بها كوفي عنان إلى المنطقة وشملت دمشق وطهران وبغداد إضافة إلى المحادثات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ويأتي تقرير الأمين العام الأممي السابق في وقت اشتد فيه الجدل بين المعارضة السورية وموسكو حول دور هذه الأخيرة في احتواء وضع خلف منذ اندلاع الأزمة منتصف مارس من العام الماضي مقتل 17 ألف شخص.
وفشل وفد المعارضة السورية إلى روسيا في التوصل إلى أرضية توافقية مع سلطات هذا البلد بشأن سبل احتواء الأزمة بسبب تعارض مواقف الجانبين من النقيض إلى النقيض حول كيفية معالجتها، فبينما تمسك المجلس الوطني السوري بضرورة رحيل نظام الرئيس بشار الأسد، لا تتوقف روسيا عن مطالبة الفرقاء السوريين بتسوية خلافاتهم عن طريق الحوار.
وأكد عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالعاصمة موسكو أن الموقف الروسي حيال الأزمة السورية لم يتغير.
وقال "أؤكد باسم كل المعارضة الشعبية السورية أنه لا يمكن إجراء أية مفاوضات ما دام الأسد لم يرحل"، وأضاف "لكن لروسيا رأي آخر" في إشارة واضحة إلى تمسك هذه الأخيرة بموقفها المبدئي الداعم لدمشق.
وتقاطعت تصريحات معظم قادة المعارضة السورية الذين زاروا موسكو في اليومين الأخيرين ببقاء الموقف الروسي على حاله رغم محاولاتهم إفهام وزير الخارجية الروسي أن "الأحداث الدامية ليست ناجمة فقط عن عدم التفاهم بين السلطة والمعارضة وإنما الأمر يتعلق بثورة" شبيهة بتلك التي قادت عام 1991 إلى الإطاحة بالاتحاد السوفياتي.
لكن وزير الخارجية الروسي ورغم ترحيبه بإجراء محادثات مع سيدا إلا أنه أشار إلى أنه أراد اغتنام الفرصة من أجل توضيح الموقف الروسي، وقال إن الهدف من هذه المحادثات كان الإجابة على كل استفسارات المجلس المعارض حتى لا يكون هناك أي شك في صفوف المعارضة السورية في السياسة المنتهجة من قبل روسيا، وهي سياسة هاجمتها المعارضة السورية بشدة وقال عبد الباسط سيدا إنها تسمح بمواصلة العنف في سوريا.
وبينما تحاول المعارضة إقتناع روسيا بتغيير موقفها أو على الأقل اتخاذ مواقف إيجابية إزاء الأزمة السورية، قررت موسكو مواصلة شحن أسلحة إلى سوريا.
وقال فياتشيسلاف دزيركلن مساعد مدير الجهاز الفدرالي للتعاون العسكري إن بلاده "ستواصل تطبيق عقد تسليم أنظمة مضادات جوية"، مشيرا إلى أنها معدات "ذات طابع دفاعي محض" وقال إن بلاده ستواصل أيضا العمل بالاتفاقات المبرمة مع دمشق عام 2008 حول تصليح طائرات مروحية روسية باعتها للجيش السوري.
ويأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه بوارج حربية روسية إلى ميناء طرطوس السوري الذي يضم القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة عبر البحر الأبيض المتوسط.
والمؤكد أن هذه الخطوات الروسية ستزيد من حدة الانتقادات الموجهة لموسكو المتهمة بالوقوف إلى جانب النظام السوري في مواجهة شعبه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)