الجزائر

فيما دعت إيران أشتون إلى تحديد مكان وزمان استئناف المفاوضات النوويةالاتحاد الأوروبي يرفض الخطوة



 
فندت الجامعة العربية أمس الأخبار التي تحدثت عن احتمال سحبها لبعثة مراقبيها المتواجدين في سوريا المكلفين بمهمة تقصي حقيقة ما يجري في هذا البلد الذي يعيش على وقع حركة احتجاجية غير مسبوقة مناهضة للنظام.
وقال احمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية أن هذه الأنباء ''ليست صحيحة'' وأكد أن ''الجامعة العربية تعمل على دعم وتقوية عمل بعثة المراقبين العرب وليس التفكير في سحب أعضائها بل دعمها بانتشار عدد آخر من المراقبين''.
وكان عبد اللطيف الجبالي رئيس وفد المراقبين العرب في محافظة إدلب في شمال-غرب سوريا أكد أنه ''لم ير أي مظاهر عنف أو عسكرية أو مسلحة وتحدث مع المواطنين الذين اشتكى بعضهم من المجموعات المسلحة والبعض من عمليات الخطف''.
وقال الجبالي تعليقا على تصريحات وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه إنه ''من المهم إظهار الحقيقة وألا يتمكن النظام السوري من خداع المراقبين على الأرض'' وأضاف ''لم نلاحظ أي شيء من هذا النوع''. وكان رئيس الدبلوماسية الفرنسية طالب قبل أيام ''بتوضيح'' شروط عمل مراقبي بعثة الجامعة العربية في سوريا.
وعلى نقيض الموقف الفرنسي أعرب الأمين العام الاممي بان كي مون عن تأييده منح بعثة المراقبين العرب ''مزيدا من الوقت'' من أجل إنهاء عملها وتقديم تقرير عن النتائج التي توصلت إليها بعد أن وصف مهمتها بـ''الهامة''.ورغم ان وفد الملاحظين العرب أكد انه لقي تعاون السلطات السورية فإن هذه الأخيرة اتهمت الولايات المتحدة بالتدخل في مهمة البعثة العربية. وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية أمس ان ''تصريحات الأمريكيين تشكل تدخلا صارخا في مهمة بعثة الجامعة العربية ومحاولة منها لتدويل الازمة''.
وكانت الولايات المتحدة اعتبرت ان دمشق لم تحترم التزاماتها إزاء الجامعة العربية في ظل الجدل الدائر حول عمل هذه البعثة التي تبقى مهمتها الرئيسية هي وقف أعمال العنف وقتل المدنيين.
ولمح غاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إلى عدم استبعاد أي خيار فيما يتعلق بالتعاطي مع الوضع في سوريا وقال''لقد أوضحنا انه إذا لم يتم تنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية فإن المجتمع الدولي سينظر في اتخاذ تدابير جديدة لإجبار النظام على وقف العنف ضد مواطنيه''. وهو ما جعل جهاد مقدسي يؤكد ان أي تدويل للأزمة السورية سيكون تعقيدا لها وليس حلا لها. وقال ''بالمنطق العام يجب ان يتجه الوضع نحو الانفراج في ظل التعاطي السوري الهادئ والمنفتح في مجال المطالب المشروعة والمحقة'' للمتظاهرين.
وأضاف بشأن عمل بعثة المراقبين أن ''كل ما تأمله سوريا في هذه المرحلة من بعثة المراقبين العرب هو التزام المهنية والحياد في التعاطي'' مؤكدا أن الحكومة ''توفر ما يلزم لتسهيل مهمة بعثة الجامعة العربية''.
 
تواصل طهران انتهاج نفس سياسة الشد والجذب مع الدول الغربية بخصوص معالجة ملفها النووي الذي أحدث أزمة على الساحة الدولية، فهي من جهة تعرب عن استعدادها للجلوس مجددا إلى طاولة التفاوض لتسوية هذه الازمة بالطرق السلمية لكنها لا تتوقف بالمقابل عن توجيه مزيد من رسائل التحدي والتحذير باتجاه الغرب.
 فقد دعت إيران أمس رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون إلى تحديد موعد ومكان لاستئناف المفاوضات المعطلة منذ عام بينها وبين ''مجموعة 5+''1 التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين إضافة إلى ألمانيا.
وقال رامين مهمانبراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ''عندما يتم تحديد تاريخ ومكان إجراء المفاوضات من قبل اشتون فإن سعيد جليلي وفريق المفاوضين النوويين سوف يقدمون وجهة نظرهم، وخلال الاتصال سيكون هناك اتفاق نهائي'' بين الطرفين''.وكان العديد من المسؤولين الإيرانيين وخاصة كبير المفاوضين سعيد جليلي ورئيس الدبلوماسية علي أكبر صالحي  أكدوا استعداد إيران لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع ''مجموعة 5+.''1
ولكن رئيسة الدبلوماسية الأوروبية رفضت الدعوة الإيرانية وقالت إن ''الكرة في الملعب الإيراني'' باعتبار أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتظر رد طهران على رسالته التي وجهها إلى القادة الإيرانيين شهر أكتوبر الماضي.
وهي الرسالة التي طالبت من خلالها الدول الغربية طهران بقبول عروضها للتفاوض على إثر تبني الوكالة الدولية للطاقة الذرية القرار الأخير الذي شكك في النوايا السلمية للبرنامج النووي الإيراني وأثار أزمة حادة بين طهران والوكالة الدولية.
ويفهم أن الرفض الأوروبي جاء بقناعة ان إيران تريد أن تربح مزيدا من الوقت وهي التي أنتجت أولى صفائح اليورانيوم المخصبة في مفاعلاتها النووية.
وهو ما جعل فرنسا تسعى إلى إقناع باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي لتبني سلسلة جديدة من العقوبات ضد إيران على غرار الولايات المتحدة.
وتحاول فرنسا تغليب خيار العقوبات على المفاوضات خاصة وأن الدعوة الإيرانية تزامنت مع انتهاء اكبر مناورات عسكرية نفذتها إيران على مستوى مضيق هرمز، شملت تجارب إطلاق ثلاثة صواريخ مخصصة لإغراق القطع البحرية في رسالة تحد واضحة باتجاه الولايات المتحدة والتأكيد على قدرتها في إغلاق هذا المضيق الذي يعد شريانا حيويا للاقتصاد العالمي، كونه يضمن يوميا نقل 40 بالمئة من الصادرات النفطية العالمية.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)