الجزائر

فوضى كبيرة وعدم احترام للتدابير تكسر قواعد الإجراءات الصحية



بات من المؤكد أن سلوكيات المواطنين إزاء تدابير الوقاية من وباء كورونا، صارت غير صحية ومحفوفة بالمخاطر رغم التشديدات التي خالفها المتمردون على قواعد الحجر المنزلي، وازدادت تعقيدا خلال الأيام التي تيبق عيد الأضحى المبارك، مما يؤكد أنه إذا بقيت الأمور على حالها فإن كارثة كبيرة ستحل، وما يلاحَظ في الميدان خير دليل على أن الأمور ازدادت تقهقرا، وهو ما يحذر الأخصائيون من مغبته في أن يكون المتسبب في موجة انتشار غير مسبوقة للفيروس القاتل. لم يعد خافيا على أحد أن النقطة السوداء التي بقيت تهدد بانتشار عدوى كورونا، بشكل -لا قدّر الله -ينبئ بالخطر، هي ظاهرة التسوق، التي لم تستطع السلطات العمومية تنظيمها والسيطرة عليها بشكل يبعث على الارتياح، حيث يلاحَظ في كل ولايات الوطن وبقسنطينة بصفة خاصة، كيف تتحول الأسواق والمحلات التجارية وحواف الطرق والأرصفة، إلى أماكن مفتوحة للتسوق، وعرض المواد ذات الاستهلاك الواسع. وتشير الأصداء التي رصدتها "آخر ساعة" من عدة مناطق خاصة بلديات ولاية قسنطينة، إلى أن هناك تراخيا كبيرا في الالتزام بالتباعد الاجتماعي وتجنب الاحتكاك، بل وصفه البعض بأنه "استهتار صريح، واستخفاف واضح بتلك النصائح المسداة من طرف القائمين على الشأن الصحي، والحملات التوعوية التي قامت بها منظمات المجتمع المدني، وفي نفس السياق تعرف دار المالية و مراكز البريد بقسنطينة، اكتظاظا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة، وسط حالة من عدم الاحترام للتدابير الاحترازية، حيث تستقبل يوميا المئات من المواطنين يقصدونها لاستلام المنح التعويضية التي أقرتها الدولة لفائدة المتضررين من جائحة كورونا، فيما طالب موظفو القطاع باتخاذ إجراءات وقائية صارمة لاسيما بعد أن أصيب زملاء لهم بعدوى كورونا، وتنقلنا أمس، إلى مقر دار المالية، بوسط مدينة قسنطينة، والتي توجد بها العديد من المديريات كأملاك الدولة والضرائب، فضلا عن الخزينة العمومية، أين وقفنا على اكتظاظ كبير بمختلف الطوابق والمصالح، كما لاحظنا أن العديد من المواطنين لا يرتدون الكمامات رغم تنبيهات أعوان الأمن لهم إذ أن جلهم لا يكترث للأمر، في حين وقفنا على ازدحام وتدافع أمام الشبابيك دون أدنى مراعاة لإجراءات التباعد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)