فهرسة المخطوطات : تجربة الخزانة الحسنية بالرباط

لقد مكنتنا الزيارة التي قمنا بها إلى المغرب الأقصى ، في إطار التربص العلمي قصير المدى ، من معاينة عدة مراكز علمية ، بدء بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط ، مرورا بالخزانة الحسنية بالرباط ، ووصولا عند مؤسسة علال الفاسي بنفس المدينة ، وكل واحدة من هذه المؤسسات تزخر بكم متفاوت من المخطوطات في شتى الفنون والعلوم ، وبما أن موضوع بحثنا هو : "فهرسة المخطوطات : تجربة الخزانة الحسنية بالرباط" ، فإن مادته العلمية ، ستُستمد أساسا مما جلبناه معنا من كتب تخص الموضوع ، أهديت لنا مجانا من قبل مدير الخزانة الحسنية مشكورا على ذلك . تعتبر الخزانة الحسنية أو الخزانة الملكية ، من أهم الخزانات بالمغرب على الإطلاق ومن أغنى المكتبات الخاصة في الغرب الإسلامي ، حيث تتوفر على ذخيرة هامة من المخطوطات النفيسة والنادرة التي تقدر بما يفوق 14 ألف مخطوط أو مجلد ، أي ما يناهز 30 ألف عنوان و40 ألف مطبوع في مختلف المعارف والعلوم وبمختلف اللغات ، هذا إضافة إلى 150 ألف وثيقة موجودة حاليا بمديرية الوثائق الملكية. ويلجأ إلى هذه الخزانة العديد من الباحثين المختصين من المغرب ومن مختلف البلدان العربية والأوروبية للاستفادة بالأساس من مخطوطاتها المهمة والنادرة. وتشغل هذه الخزانة ، التي تقع في "المشور" بالقصر الملكي بالرباط، مساحة مهمة، حيث تتوزع إلى ثلاثة أقسام: قسم خاص بالمطالعة، وقسم خاص بالوثائق وقسم آخر خاص بالمخطوطات والكتب ، توجد جميعها داخل القصر الملكي تحت حراسة مشددة، كما يبذل القائمون على المكتبة ، جهودا لرقمنة المخطوطات ، حتى تُسهل على الباحثين الوافدين الى المكتبة من الحصول على مبتغاهم بأسرع وقت ممكن. إن بحثنا هذا سيرتكز على ثلاثة عناصر أساسية ، نتناول في العنصر الأول نبذة تاريخية مقتضبة عن نشأة المكتبة المغربية ، التي تتصل في الأساس بالأُسر الملكية المتعاقبة في حكم المغرب منذ العهد الإدريسي وإلى غاية حكم الأسرة العلوية بالمغرب ، وفي العنصر الثاني سنعرج على التجربة التي مر بها المغرب في فهرسة مخطوطات الخزانة الحسنية منذ 1964 وهو تاريخ أول محاولة قام بها الباحث "محمد الفاسي" وإلى يومنا هذا ، وفي العنصر الثالث ، وبناء على المراجع التي أهديت لنا (30 مرجع ، 17 منها حول الفهرسة)، سنقوم بمحاولة جرد أهم المخطوطات ذات الصلة بالمغرب الأوسط(الجزائر) ، أي المخطوطات التي ألفت من قبل علماء وكتاب جزائريين ، حتى تحفز الباحثين ولمن يهمهم الأمر لزيارة المغرب ، قصد الاطلاع عليها دون عناء ، لننهي مداخلتنا بخاتمة نرصد فيها استنتاجات وتوصيات قد تساهم في ترقية البحث العلمي في هذا المجال.