التّصدق والإنفاق في وجوه الخير والمعروف على الفقراء والمحتاجين ثوابه عظيم عند الله، فالله تعالى يضاعف الصدقة أضعافاً كثيرة، وخاصة في شهر رمضان الكريم، فذلك قوله تعالى: {الّذين يُنْفِقون أموالَهُم باللّيل والنّهار سِرًّا وعلانية فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوف عليهم ولا هُم يحزنون}، وقال تعالى: {آمِنوا بالله ورسولِه وأنفقوا ممّا جعلكم مُستخلَفِين فيه فالّذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجرٌ كبير}، وقال تعالى: {مَن ذا الّذي يُقرِض الله قرضًا حسنًا فيُضاعفه له وله أجر كريم} وفي سورة البقرة {فَيُضاعفه له أضعافًا كثيرة}.
وورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في فضل الصّدقة أحاديث كثيرة: ففي سنن الترمذي قال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله يأخذ الصّدقة بيمينه فَيُربِّيها لأحدكم كما يُرَبِّي أحدكم مهره حتّى إن اللقمة لتصير مثل أحد''، ''الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النّار''، وفي سنن ابن ماجه عن جابر بن عبد اللهِ قال: خطبَنا رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلّم فقَال: ''يا أيّها النّاس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادِروا بالأعمال الصّالحة قبل أن تُشْغَلُوا وَصِلُوا الذي بينكم وبين ربّكم بكثرة ذِكرُكم له وكثرة الصّدقة في السّرّ والعلانية تُرزقوا وتُنصروا وتُجبروا''.
إنّ الصّدقة في السّرّ تقي مصارع السّوء، وتطفئ غضب الربّ، ففي الحديث الذي رواه الترمذي قال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الصّدقة لتطفئ غضب الربّ وتدفع عن ميتة السّوء''. والمال الذي يتصدّق منه ينمو ويزيد، ويقيه الله من الآفات، ويُبارك فيه، وفي الحديث القدسي أنّ الله تعالى يقول: ''يا ابن آدم أنْفِق يُنْفَق عليك''، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''ما طلعت الشّمس إلاّ وعلى جنبيها ملكان يقول أحدهما: اللّهمّ أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللّهمّ أعطِ ممسكاً تلفاً''. ولا شك أنّ دعاء الملائكة مستجاب.
تصدَّق وإن كان المال قليلاً، فـ''لا تحقرن من المعروف شيئاً''، والله تبارك وتعالى يربيها لك، وقد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يتصدّق على من يقابله بالسكر، كان يحمل قطعة سكر في جيبه ويتصدّق بها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: قال الله عزّ وجلّ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} آل عمران: 92، وأنا أحبّ السكر. وأمّا مَن بخل واستولى عليه الشّح بما عنده من فضل الله، فإنّه محروم من هذا الفضل والثّواب العظيم الذي يلاقيه المنفق في الدنيا والآخرة، فإنّ السّخي قريب من الله، قريب من النّاس، بعيد عن النّار، والبخيل بعيد عن الله، بعيد عن النّاس، قريب من النّار، ولهذا قال عليه الصّلاة والسّلام: ''اتّق النّار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيّبة''، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن أطعم أخاه حتّى يشبعه، وسقاه حتّى يرويه باعده الله من النّار سبعة خنادق ما بين كل خندق خمسمائة عام، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمَن تعول''.
والصّدقة تحول بين العبد وبين ما قد ينزل من البلايا، فقد ورد أنّ البلاء حين ينزل فتتلقاه الصّدقة فيتعالجان إلى يوم القيامة. والله أعلم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/08/2011
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : لجزائر: عبد الحكيم فماز
المصدر : الخبر-11/08/2011