الجزائر - 07- Occupation Française

فرنسا قادت حربا قذرة في الجزائر



فرنسا قادت حربا قذرة في الجزائر
مئات الآلاف من المدنيين أبيدوا خلال السنوات الأولى للاستعمار.

أبرز مؤرخون جزائريون وأجانب، أمس، في اليوم الأول من الملتقى المنظم من قبل جريدة الوطن، الطبيعة المدمرة للاستعمار الفرنسي، الذي قام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بإبادة حوالي مليون جزائري

بعد أربعين سنة فقط من احتلال البلد.

لفت الباحث الأمريكي ''بنجامين براور'' إلى أن الحرب التي قادتها فرنسا على أيالة الجزائر من منطلق معاقبتها والحد من عمليات القرصنة، تحولت تدريجيا إلى استعمار، لكن الأدبيات السياسية الفرنسية التي تنفي وجود مخطط للبقاء والاستحواذ على الأرض، بينت وجود مخطط مدروس لإلحاق الجزائر بفرنسا، وسجل ''بناء على شهادات وأبحاث أن 800 ألف جزائري دفعوا حياتهم، منهم 100 ألف في المقاومة والحرب سنوات الاستعمار الأولى، ومات مئات الآلاف منهم وآخرون في المجاعة التي جاءت، إضافة إلى الهجرات التي تبعت الاحتلال، ناهيك عن نهب كنوز الجزائر. وأضاف أستاذ التاريخ بجامعة أوستن (تكساس) أن الحرب التي صورها الفرنسيون بأنها ''حرب عادلة'' تحولت إلى حرب غير عادلة، بل ''حرب قذرة'' حسب وصفه.

وكشف الهادي بن منصور أستاذ التاريخ بجامعة باريس الأولى، أن خطط احتلال الجزائر تعود إلى 1622 حيث جهز دبلوماسي وعالم جغرافيا اسمه ''جون باتيست غراماي''، أسِر في 1619 قرب سواحل مالطا، وأقام بالعاصمة، كما زار مناطق الشرق الجزائري، خطة لغزو الجزائر، وصفها الباحث بـ''المحكمة'' ضمت هجوما بحريا وبريا وتأليب القبائل على الحكم التركي.

وأضاف أن جهود هذا الرجل الذي رقي من قبل الطوائف المسيحية بالجزائر آنذاك إلى مرتبة أسقف، باءت بالفشل لأن أولويات ملك إسبانيا في تلك الفترة هي الحرب على النمسا.

ولفت المؤرخ الجزائري إلى أن غراماي أنجز موسوعة عن الجزائر في عشرة مجلدات، كتبها باللاتينية، موضحا أن هذه العمل يقدم صورة شاملة عن أوضاع العاصمة وبعض مدن الشرق التي زارها، في وقت تفتقد الجزائر لأعمال ووثائق عن تلك الفترة. وتعمقت أستاذة التاريخ بجامعة قسنطينة، فاطمة الزهراء قشي، في مقاومة أحمد باي، الذي حاول مقاومة الغزو الفرنسي، لكنه فشل بعد 18 عاما من المقاومة، لأن المشروع الذي كان يحمله افتقد للبعد الوطني، بحكم استمرار ولائه للباب العالي(العثمانيين)، وتخلى القبائل عنه.

وقدم المؤرخ الفرنسي جيلبر مينيي موجزا عن الجزائر خلال 14 قرنا الأخيرة، مرورا بمحطات معينة، ولفت مثلا إلى أن أعمالا تاريخية وممثلين عن مستعمرات شمال إفريقيا شكلوا 22 بالمائة من أعضاء مجلس الشيوخ في روما، ما يوضح ترسخ الوجود الروماني في المنطقة. وانتهى عرض مييني بتلميحات لفهم صراع الجهات على الحكم في الجزائر باعتباره امتدادا بشكل من الأشكال للصراع القبلي وبين الدويلات التي قامت في المغرب الأوسط كالزيانيين في تلمسان وبني حماد في المسلية وبجاية وغيرها.

وأبرز عمر بلهوشهات مدير جريدة الوطن -منظم الملتقى- في افتتاح الأشغال، أهمية الرد على الخطاب السياسي الرجعي الذي طورته أوساط فرنسية حول الدور الإيجابي للاستعمار، والحاجة إلى وقفة للتفكير النقدي لتاريخ الجزائر والرد على سؤال ماذا فعلنا باستقلالنا؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)