الجزائر

فرقة " إستبنة " البولندية ضيف مهرجان سيدي بلعباس


فرقة
تشارك جمهورية بولندة في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي في طبعته الثامنة بقوة ، بفرقتها المسماة " إستبنة " لأول مرة بهذه الفرقة العتيدة التي تنتمي إلى عمق هذه البلاد وهي أول مرة تزور فيها بلدا إفريقيا مثلما أخبرنا بذلك المشرف الأول عن الفرقة "تادوسزبابيرزنسكي " ، وهم سعداء بهذه المشاركة التي يرونها جد مهمة تمكنهم من ربط أواصر الصداقة والتعرف على فرق العالم المشاركة وعلى الجزائر البلد المضيف للتظاهرة.
هي فرقة عريقة تحكي الزمن الماضي العتيد ولسان حالها يقول ويردد على الدوام ، الموسيقى والغناء والرقص الجبلية التقليدية هي شغلنا الشاغل ، نحن نرتدي لباسنا التقليدي بفخر و نحن لا نتنكر وتخفي زيها الحالي بلباس قديم يعود للأجيال السابقة ، لكن نرتديها بكل ببساطة ، مثلما فعل أباؤنا و أجدادنا ، كل شيء في هذه المجموعة كل ما هو أصيل ، كل شيء يصدر ويأتي من القلب ، ومصدره أجيال تعاقبت لأكثر من مائة سنة ، هكذا يتحدث أعضاء الفرقة جميعهم إناثهم وذكورهم .
وقد حدثتنا المسؤولة المساعدة لرئيس الفرقة المكلفة بالجوانب التعليمية في العروض " أجنييسكا كيرزاك " عن فرقتها حيث ذكرت لنا أن تسمية فرقة " إستبنة " تعود إلى اسم القرية التي ينتمي إليها أ عضاؤها ، وتعد من أعرق الفرق في جمهورية بولندة ، فلقد تأسست سنة 1901 ومر عليها أجيال القرية ، وهي تبعد أي القرية عن العاصمة وارسو ب 400 كلم
زارت الفرقة الحالية التي تضم زهاء خمسين عضوا ، حضر منهم المهرجان 20 عضوا لتمثيل بلدهم في المهرجان الثقافي للرقص الشعبي بسيدي بلعباس ، وتتكون فرقة "إستبنة " الحالية من 16 راقصا ، 7 فتيات و 9 فتيان ومن 4 موسيقيين من الجنسين ، وتتراوح أعمار أفرادها في الفئتين ، المراهقين من 14 إلى 16 سنة والشباب من 24 إلى 25 سنة ، وهم في الغالب أما طلبة بالثانوية أو الجامعة ومنهم من دخل معترك عالم الشغل ، وعن أغاني الفرقة تتناول الحياة اليومية والعاطفية في منطقة جبل " شلاوسكي بسكيد " ، ومن بين هذه الأغاني التي تؤديها الفرقة نذكر منها " كو و مايكا " ، " ووفينجوك " ، ورقصة " كابوستا " للبنات فقط ، و " كابتن " للبنين وأغنية ورقصة " كفيوتكي " للورود ، و العزف على آلة البوق " ترومبتا " ، " ديبيواك« .
وهناك رقصة جميلة موحية أخرى، تحكي الحياة وربط العلاقات العاطفية بين البنين والبنات ، من خلال دعوة الشباب بطريقة محببة للفتيات رغبة في بناء حياة مشتركة تحكي المحبة وترنو السعادة هي يشكل حوارية غنائية.
تحكي رقصات الفرقة وأغانيها عن حياة الرعاة في منطقة أستبنة ، وتكرس جل نشاطها للأغاني والرقصات الجبلية ، وكذالك إحياء حفلات الأعراس القديمة بالطريقة ذاتها ، كما تحتفل بمناسبات أعياد الميلاد وحلول السنة الميلادية في المناطق الجبلية والمروج
وعن ظروف الاستقبال أكدت " أجنيسكا " أنها كانت جد لائقة وأن المناخ رغم أنه صيفي وحار إلا أنه كان يتراوح بين البرودة ليلا والحرارة الشديدة نهارا ، وقد سمح هذا المهرجان بلقائنا بالفرق الأخرى التي نلتقي بها لأول مرة مما سمح بربط صداقات جديدة وهذه هي ميزة وحسنة اللقاءات والمهرجانات ، لكن ما كان يزعج أحيانا هو انتظار الفرق حتى تحضر جميعها ليتم الانطلاق مما كان يقلق نوعا ما ، وقد سمحت لنا الظروف بزيارة مغارة " بني عاد " الجميلة جدا ، كما تعرفنا على مدن كثيرة مثل تلمسان وسيدي بلعباس ولا زالت القائمة مفتوحة للتعرف على سعيدة ومستغانم وتموشنت ،وقالت بأنه يسعدها ويسعد فرقتها أن تعاود زيارة الجزائر والمشاركة في المهرجان إذا قدمت للفرقة الدعوة.
لقد قدمت هذه الفرقة التي يغلب على أعضائها اللّطافة الواضحة والصبر الجميل ، صبر أهل المروج والبراري ، فرغم أن عرضهم أول أمس بسيدي بلعباس أختتم به الحفل الذي تداولت عليه فرق أجنبية ومحلية جزائرية ، إلا أنه كما يقال كانت الخاتمة مسكا عبقا ، قدمت من خلاله فرقة أستبنا عرضا شيقا شاملا جامعا ، علق بالأذهان كونه أختتم به ، لقد عاش الجميع مع هذه الفرقة التي يصدر نشيدها من القلب يحكي الحياة في تفاصيلها حياة الرعاة ، بصوت لطيف شجي جميل الإنات ، وقوي للذكور ، هو التناغم في الأداء ، كما تعنى الفرقة بالهندام القديم وتعمل من أجل الترويج له ، وقد تحصلت هذه الفرقة على الجائزة الخاصة لوزارة الثقافة في بولندة .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)