الجزائر

...فرصة للتزاور وصلة الرحم



...فرصة للتزاور وصلة الرحم
يومان فقط يفصلانا عن عيد الأضحى الذي تعتبره العائلة الجزائرية مناسبة للتقرب من الله تعالى وكذا فرصة لمد أواصر الاخوة وصلة الرحم لأنه موعد للتزاور والتغافر، ورغم التغيرات الاجتماعية التي حدثت بقي عيد الأضحى يوما للفرح والصدقة، ... وربما ما السر وراء تسميته عندنا ب« العيد الكبير” لأن معانيه كبيرة وجليلة......في هذا الاستطلاع تجولت “الشعب” في مختلف شوارع وإحياء العاصمة للتعرف عن قرب على التحضيرات الأخيرة لعيد الأضحى.....فرحة لا تعوضمحمد جوادي موظف بشركة اتصالات خاصة، وجدناه بحي نسيم البحر ببرج البحري يرعى بأضحية العيد التي اشتراها نهاية الاسبوع الجاري، سألناه عن تحضيرات هذه المناسبة فقال: “اول التحضيرات تكون بشراء اضحية العيد التي اصبحت اثمانها في تزايد مستمر ولولا انها فريضة وتقرب من الله عز وجل لما اقتنيتها لأنها في السنوات الاخيرة اصبحت بالنسبة للباعة فرصة للربح السريع، ولكن اتمنى ان ننل اجرها وثوابها”، واضاف: “اكثر ما يميزّ هذه المناسبة هو فرحة الاطفال بالأضحية، فأنت تراهم جالسو امامها الى ساعات متأخرة من الليل، يطعمونها ويلعبون معها ويأخذون بعض الصور التذكارية بالقرب منها، الأمر الذي اعتبره اجمل ما يميز الأيام الاخيرة التي تسبق يوم عيد الاضحى، فليلة العيد تراهم يتسابقون من اجل تخضيب جبينه بالحناء، فيما يهرع الرجال الى تحضير ادوات الذبح من سكاكين، وآلة النفخ، اما النساء فتجدهم يحضرون مستلزمات هذا اليوم المبارك من اواني لغسل رأس واحشاء الاضحية وكذا الخضار والتوابل التي تحضر بها مختلف الأطباق الخاصة بهذا اليوم مثل “العصبان”، “البكبوكة”، “شطيطحة بوزلوف”، دون ان ننسى كبد الخروف التي غالبا ما تكون الطبق الرئيسي لوجبة غذاء يوم العيد سواء كانت مقلية او “مشرملة”.اما زينب كواسي، سيدة ماكثة بالبيت وجدناها بساحة الشهداء يتجول في السوق بغية اقتناء المواد والسلع الخاصة بعيد الاضحى سألناها عن التحضيرات فأجابت: “ككل سنة اتي الى هذا السوق من اجل اقتناء بعض المواد الخاصة بالطبخ وبعض الأدوات التي استعملها في عملية غسل احشاء الاضحية وكذا الاكياس الخاصة بحفظ اللحم في الثلاجة فهي اكثر من ضرورية في هذه المناسبة. “و استطردت قائلة: “كما اقوم بتحضير بعض الحلويات الجافة ك«لي سابلي”، “الطابع”، غريبية”، “مقروط الغرس”، مناجل استقبال الضيوف اللذين ينتهزون فرصة العيد للتزاور والتغافر والحمد لله هذه السنة تزامن ستكون عطلة العيد طويلة لتزامنها مع عطلة نهاية الأسبوع، ولاحظت قائلة: “لعل اهم ما يميز عيد الاضحى في السنوات الاخيرة ترك مخلفات الذبح بطريقة عشوائية في الشوارع ما يجعلها تتراك في كل مكان، ورغم تجنيد عمال النظافة يوم عيد الاضحى للتخلص منها،....فالرمي العشوائي لها دون حفظها في اكياس يجعل الحيوانات الضالة من كلاب وقطط وقوارض تنشرها في كل مكان، فعلى المواطن ان يفكر في نظافة المحيط لأن صحتنا مرتبطة به، كما ان هذه المخلفات قد تكون السبب في سد البالوعات في الشوارع، ما يشكل خطرا في الأيام الممطرة، لذلك علينا ان لا ننسى عيد الاضحى ليس للأكل فقط بل هو للنظافة ايضا”.الرمي العشوائي للمخلفات....نقطة سوداءاما جميلة ت استاذة في الطور الثانوي فتحدثت عن الباعة الفوضويين الذين يزعجون المواطنين بكل تلك المخلفات التي يتركونها وراءهم فقالت: “من خلال ما لاحظته في السنوات الاخيرة وجدت ان انتشار الباعة المتطفلين الراكضين وراء الربح السريع جعل عملية بيع الأضاحي تجري في ظروف فوضوية، فرغم تخصيص اماكن لبيع الكباش الا انها غير محترمة، فأصبح كل من هب ودب يصنع بخشب واعمدة مكانا مخصصا لبيع الاضاحي، فتجدهم يتراسون على الطريق ما جعل المحيط ملوثا بكل انواع الاوساخ، فجارنا مثلا قام باستئجار مستودع لأحد شباب الحي ليضع داخله الاغنام التي اشتراها منذ شهرين من احدى الولايات الداخلية، وهذا الشاب طبعا لا يقوم بتنظيف هذا المستودع ما جعل الرائحة المنبعثة منه لا تحتمل، ورغم ان سكان الحي في كل سنة يعبرون له عن انزعاجهم من ذلك الا انه لا يبالي ويكرر ما يقوم به منذ سنوات و الأدهى والامر ان صاحب المستودع لا ينظفه الا بعد انقضاء اسابيع عن عيد الاضحى لأنه لا يقطن هناك فهو قام ببناء مستودعين لكرائها الى كل شخص يقدم مالا كثيرا ولا يبالي بنوع السلع الموضوعة داخله، ولولا الشكاوي المتكررة من الجيران لما نظفه ابدا”.اما زكية طالبة بجامعة الجزائر فتقول عن عيد الاضحى: “هذه السنة سيكون هذا اليوم مميزا بالنسبة لي لأنه آخر عيد اضحى اقضيه مع عائلتي ففي شهر اكتوبر القادم ازف الى زوجي لذلك سيكون يوم العيد شاقا بالنسبة لي لأن امي طلبت مني ان اقوم بكل الاعمال لوحدي، لأنني في السنوات الاخيرة كنت واخواتي نتقاسم الاعمال وكنت في كل مرة ومنذ سنوات اتهرب حتى لا اكون من تتكفل برأس واطراف الاضحية ولم اتخيل نفسي يوما جالسة احرق صوفه، ولكن جاء الموعد الذي لا مفر منه واجبرتني امي على فعل ذلك، واستطيع من الان ان اتخيل يدي هاتين تعاني الحروق والجروح بسبب ذلك. واستدركت قائلة: “عيد الاضحى بالنسبة فيه الكثير من الحميمية لان اجتماع العائلة صبيحة العيد لا يقدر بثمن فحتى اخوتي الثلاث الذين يقطنون بعيدا عنا يأتون بأضحيتهم وعائلتهم فقط لقضاء العيد وسط العائلة، فنحن مثلا وبعد صلاة العيد نتبادل التهاني ثم يذهب كل واحد مناالى ارتداء ملابس العمل والتي تكون في اغلب الاحيان ملابس قديمة، ....يقوم اخوتي بإخراج الاضاحي الى سطح المنزل من اجل البدء في عملية الذبح والحمد لله انهم يتقنون ذلك والا كنا سنتأخر كثيرا في انهاء كل الاعمال وتنظيف المكان واعداد وجبة الغذاء التي ننتظرها بفارغ الصبر في الوقت المحدد”.....”يا حسراه على يمات زمان”خالتي تماني 67 سنة سألناها عن الفرق بين عيد الاضحى في الماضي واليوم فقالت:« “بَنَة” العيد لم تبقى كما كانت في الماضي لأن ظروف الحياة تغيرت بطريقة جذرية ولعله السبب في ترك الكثير من العادات التي ارتبطت بهذه المناسبة بسبب عمل المرأة، فنحن في الماضي كانت الحناء واجتماع العائلة والاستمتاع بجو العيد وان كان متعبا، فتجد النسوة يتساعدن في انجاز كل الاعمال من “تشواط” وغسل الاحشاء ووضع الملح على “الهيدورة” وتحضير وجبة الغذاء، ولكن اليوم اصبحت بعض النساء ترمي برأس الأضحية و الهيدورة والامعاء حتى لا تتعب نفسها في غسلها رغم توفر الماء ووسائل العمل المريحة، بل تحاول البعض منهن التخلص منها بطريقة ذكية بإعطائها الى حماتها بحجة انها لا تحب اكلها، لكن عندما تطهو الحماة “شطيطحة بوزلوف”، “او برق عينو” او “عصبان” تجدها وزجها يهرعان اليها لأكلها، وهذا امر مخجل بل وصل الأمر بزوجة ابني بوضع راس واطراف الأضحية لأيام في الثلاجة لتحضرها لي بعد ذلك بحجة انها لم تستطع رميها لأن زوجها يرفض ذلك وهي لا تسطيع تحضيرها وطبعا العجوز المقبلة على عقدها السابع تفعل ذلك بكل سهولة ويسر”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)