الجزائر

فرصة أمام الشباب لتحصيل مداخيل إضافية



يمثل العمل في مجال تركيب البيوت البلاستيكية المستعملة في إنتاج الخضروات بعاصمة الزيبان فرصة للشباب لاسيما طلبة الجامعات للانخراط في العمل وتحصيل مداخيل إضافية خلال فترة الصيف.يستغل هؤلاء الشباب أوقات فراغهم و حاجة أصحاب المستثمرات الفلاحية إلى يد عاملة بسيطة للقيام بعدد من الأعمال الفلاحية و الاشتغال ضمن مجموعات بالمحيطات الفلاحية لاسيما في قطاع زراعة الخضروات تحت البيوت البلاستيكية حيث يقومون بأعمال تندرج ضمن تحضيرات الموسم الفلاحي الجديد و تتعلق أساسا بتركيب البيوت البلاستيكية الجديدة أو تغيير موقع المستعملة بفكها و إعادة تركيبها . وتنطلق هذه الأعمال مع الساعات المبكرة لليوم حيث يتنقل هؤلاء الشباب بكل حيوية إلى مناطق النشاط الفلاحي لمباشرة العمل في أجواء من المرح و السرور.
و في هذا الصدد اعترف الشاب سعيد و هو طالب في شعبة العلوم الاقتصادية بجامعة محمد خيضر ببسكرة و القاطن ببلدية بوشقرون بأنه "لجأ إلى هذا العمل بالنظر لحاجته لتحصيل مدخول مادي يساعده في إعالة أسرته كثيرة العدد وتغطية نفقاته الشخصية للموسم الجامعي" مفيدا بأنه "عمل شاق لاسيما في ظل الأجواء الحارة السائدة لكن ما يخفف عني هذا العناء هو وجود صديقاي عباس و رمزي إلى جانبي."
ويبدو أن هذا المشوار اليومي الذي ينتهي عند حدود الساعة التاسعة صباحا مع ارتفاع درجات الحرارة قد تعود عليه حسني طالب السنة الثالثة إعلام آلي بجامعة بسكرة رفقة والده الذي يعمل طيلة السنة في مجال الفلاحة ويستعين به في فترة العطلة الصيفية حيث ينتقلان من بلدية طولقة إلى لغروس على حسابهما ثم إلى منطقة "المرحوم" بذات البلدية مع صاحب العمل حيث يقومان رفقة مجموعة من العمال بنقل أكثر من 5 بيوت بلاستيكية من أماكنها إلى مواقع جديدة في سعي من صاحب المستثمرة إلى المحافظة على مستوى الإنتاج.
كما تمثل مداخيل العمل في مجال البيوت البلاستيكية فرصة لبعض الشباب لتكوين "ثروة صغيرة" حيث أكد الشاب عمر من منطقة مزيرعة ( 60 كلم شرق الولاية ) المعروفة بإنتاج الخضراوات تحت البيوت المحمية بأن "المبلغ الذي يتقاضاه متعلق بنوعية العمل ويمكن تحصيل مبلغ 6 آلاف دج لنقل البيت البلاستيكي الواحد يتقاسمه مع زملائه" لافتا إلى أنه "يتعين على الراغبين في الاستمرار في العمل عليهم تحمل عناء التنقل إلى المناطق النائية ومن مستثمرة إلى أخرى."
و كشف سمير الشاب الجامعي القاطن بعاصمة الولاية الذي ينتقل مع حلول كل صيف إلى بيت جده من والدته بمنطقة غياضة ببلدية الدوسن ( 60 كلم غرب الولاية ) المعروفة بإنتاج الخضروات الموسمية بأنه "يمكن جمع مبالغ مالية تصل إلى 100 ألف دج من هذا العمل الموسمي."
واعترف بأنه "ينتقل من مستثمرة إلى أخرى يمتلكها أقرباؤه من أمه في أغلب الأحيان للعمل في تركيب البيوت البلاستيكية كمساعد للفلاحين إلى جانب أعمال أخرى."
رغم المخاطر والظروف المناخية القاسية، الشباب يواصلون العمل
يبدو أن المخاطر التي يتعرض لها العاملون في القطاع الفلاحي بصفة عامة والمنخرطون مؤقتا في هذا النشاط من هؤلاء الشباب أضحت جزءا من يومياتهم التي يواجهونها باتخاذ تدابير واحتياطات وقائية فردية حيث أبرز رمزي من طولقة بأن "العمل تحت أشعة الشمس الشديدة ومخاطر الإصابة جراء سقوط القضبان الحديدية ولدغات الحشرات السامة تمثل الأخطار الأكثر شيوعا وسط العاملين لاسيما المستجدين في الميدان."
واعترف ذات الشاب بأنه "شخصيا تعرض للسعة عقرب أثناء عمله بمنطقة بئر لبرش ضواحي طولقة و تم التكفل به من طرف زملائه الذين نقلوه إلى المستشفى من مسافة تقارب 18 كلم " مضيفا بأن "التنقل جماعيا بوسائل نقل غير مهيأة لمسافات طويلة تتجاوز أحيانا 30 كلم عبر مسالك ترابية تنهك قوى هؤلاء الشباب."
تجدر الإشارة إلى أن المنخرطين في الأعمال الفلاحية من هذه الفئة من الشباب يستغلون طول فترة العطلة الصيفية في أعمال تركيب البيوت البلاستيكية نظرا لاستقطابها عدد كبير من العمال فيما تبقى النشاطات الفلاحية الأخرى كخدمة النخيل وجني محاصيل التمر مجالات أخرى للعمل المؤقت و زيادة المداخيل على مدار السنة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)