الجزائر

فرح الأطفال..هدايا للصائمين



تعرف الأسواق الشعبية والمحلات التجارية في الجزائر، بالعشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، إقبالاً وحركة شراء تصاعدية لملابس العيد الجديدة، التي تباينت أسعارها بين منتجات مقبولة الثمن وأشكال أخرى مرتفعة، ليست في مقدور شرائح معينة بالمجتمع، ارتأت تفعيل خيار الأولويات بما بتناسب مع ظروفها المادية والاجتماعية.تُفضّل كثير من العائلات الجزائرية التهيؤ لعيد الفطر المبارك وشراء الملابس الجديدة والحلويات قبل حلوله بأيام أو أسابيع قليلة بالنسبة لميسوري الحال، لتفادي الضغط النّاجم عن الازدحام المتكرر عشية كل مناسبة دينية، وتلافي إمكانية ارتفاع الأسعار خلال ذروة الطلب عليها أو نقص في موديلات حديثة معروضة ضمن الألبسة، وهو ما لُمس بالعديد من الأسواق ومراكز البيع الكبرى عبر ولايات الوطن.
روح التّضامن والتّكافل مُتأصّلة
بالحديث عن لباس العيد، فقد تجدّدت همم المتطوعين الجمعويين عبر مختلف الولايات، الذين شرعوا، حسبما لاحظنا، في حملات تضامنية لجمع الكسوة الجديدة لفائدة أسر الأيتام والأرامل، ومحدودي الدخل والقدرة الشرائية الذين غرقوا وسط زحمة التكاليف الرمضانية وغلاء بعض المنتجات قبل أيام.
وبما أنّ روح التضامن والتكافل متأصّلة في المجتمع الجزائري، لفت متابعون إلى ضرورة تفعيل أكبر للأنشطة الجمعوية التطوعية خلال هاته المناسبة عبر كل بلديات الجزائر، باعتبار أنّ ذلك ركيزة أساسية في تنمية المجتمع وإفشاء مظاهر التكافؤ بين أفراده، وكذا ترسيخ التلاحم والتآزر في مثل هكذا احتفالات اجتماعية ودينية.
العمل الجمعوي قيمة مضافة
يُساهم العمل الجمعوي التطوعي في المناسبات الدينية والاجتماعية، بتخفيف وطأة التكاليف والأعباء المترتبة عن ارتفاع بعض الأسعار على العائلات المعوزة، لا سيما في عيد الفطر المبارك المرتبط حلوله باللباس الجديد للأطفال وكبار السّن على حدّ سواء.
ولتسليط الضوء على الحملات التضامنية المحلية، تقرّبت «الشعب» من أحد الجمعيات الفاعلة والناشطة بولاية الوادي، ألا وهي جمعية «دروب الخير»، التي أفاد رئيسها عماد الدين قعار، بإطلاق حملة «كسوة العيد» للأيتام والمعوزين في طبعتها الأولى، بهدف تخفيف الأعباء المالية على العائلات وإدخال الفرح والسرور عليها، وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي في الوسط المجتمعي.
وأضاف بأنّ الطبعة الأولى جاءت تحت شعار «بكرمكم يكتسوا»، وسُطّرت بالنظر إلى وجود عدد معتبر من المعوزين المسجلين لدى الجمعية.
وقال عماد الدين قعار، في حديث مع «الشعب»، بأن ارتفاع تكاليف المعيشة في هذا الظرف وضعف دخل بعض العائلات، أدّى بهم إلى تنظيم هذا المشروع التضامني لدعم الأسر الفقيرة وأسر السجناء وذوي الدخل المحدود والمطلقات والأرامل وغيرهم من الفئات الهشة.
بخصوص إحصائيات الجمعية ضمن الحملة، أوضح قعار، تسجيل ما يقارب 60 أسرة بمعدل 300 فرد سيستفيد من كسوة العيد عبر ربوع بلديات الوادي.
لا ينحصر العمل الجمعوي التطوعي في الجزائر على شهر رمضان ولباس العيد، بل هو حركية متّسمة بالديمومة والعطاء المتواصل في كل ظرف وحين، غايته مدّ يد العون والمساندة للعائلات المحتاجة ونشر قيم التضامن والتكافل الاجتماعي في المجتمع الجزائري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)