الجزائر

فرانشيسكو خينتو.. صاحب السداسية الأوروبية



فرانشيسكو خينتو.. صاحب السداسية الأوروبية
خلال طفولته، كان خينتو يزاوج بين كرة القدم وألعاب القوى، تلك الرياضة التي أكسبته سرعة كبيرة وخفة لا مثيل لها، مما جعل منه جناحا مرعبا فوق البساط الأخضر فيما بعد. وقد بدأ فرانسيسكو يجلب إليه الأنظار عندما سجل 9 أهداف في مباراة واحدة ضمن بطولة أقيمت على الصعيد البلدي وهو في الرابعة عشرة من عمره، ولو أنه تألق لاحقا من خلال تمريراته الحاسمة المسترسلة أكثر من أي شيء آخر.وقع "باكو" عقده الأول مع راسينغ سنتاندير، لكن مقامه في عاصمة محافظة كانتابريا لم يدم إلا أشهرا قليلة، إذ سرعان ما انتقل إلى ريال مدريد ليصنع مجده ومجد الفريق الملكي على مدى 18 سنة بالتمام والكمال، ولو أن بدايته في القلعة البيضاء سنة 1953 كانت أشبه ما تكون بالكارثة، إذ لم يقتنع أنصار النادي بعطاء الوافد الجديد، إذ رغم سرعته الفائقة في الجهة اليسرى، إلا أنه كان يفتقر إلى المهارة الفنية اللازمة والتركيز المطلوب قبل التمرير. ومع ذلك، لم ينفذ صبر خينتو فظل يثابر ويكافح من أجل إثبات ذاته في العاصمة الإسبانية، إلى أن تلقى الخبر السار بتعاقد الفريق الملكي مع الأرجنتيني هيكتور ريال، الذي لقنه تقنية الاحتفاظ بالكرة والمراوغة دون الوقوع في فخ التسرع ثم التمرير بكل دقة وهدوء. ويتذكر خينتو تلك الأيام بالقول: "لقد ثابرت وضحيت كثيرا. تعلمت من زملائي وسارت الأمور على ما يرام". بعد تلك المرحلة العصيبة، بات صاحبنا يصنع العجب العجاب بقدمه اليسرى، التي كانت تنطلق منها وتمر عبرها جل الأهداف التي جعلت من ريال مدريد فريقا أسطوريا، إذ كان خينتو حينها واحدا من نجوم الجيل الذهبي إلى جانب رايموند كوبا وهيكتور ريال وألفريدو دي ستيفانو وفيرينك بوشكاش. وبفضل خفته ورشاقته، أصبحت الجماهير تُطلق على فرانسيسكو لقب "لا غاليرنا دل كانتابريكو"، تشبيها بتلك الرياح الشمالية العاتية القادمة من المنطقة التي رأى فيها النور أول مرة. وكان أحد منافسيه قد أوضح ذات مرة أن "خينتو يركض كثيرا، لكن الأسوأ لا يكمن في كيفية ركضه، بل في كيفية توقفه عن الركض".
فرانسيسكو تُوج باللقب الغالي خمس مرات متتالية بين 1956 و1960، ثم أضاف نجمة سادسة إلى رصيده الشخصي، حيث نقش اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم بعد موقعة النهائي أمام بارتيزان بلغراد في بروكسيل. وبينما بدأ البعض يتوقع عودة ريال مدريد إلى قمة الهرم الأوروبي، اضطر النادي الملكي للانتظار 32 سنة قبل أن يخطف لقبه القاري السابع. ورغم أنه بقي على مدى سنوات طويلة صاحب أكبر عدد من المشاركات الدولية، حيث خاض 44 مباراة بالقميص الوطني، إلا أن النجاح لم يحالفه خلال مسيرته مع المنتخب الإسباني، إذ كانت خيبته كبيرة في كأس العالم سواء خلال نهائيات تشيلي 1962 أو إنجلترا 1966. لكن بطولة أمم أوروبا 1964 تمثل الشوكة التي مازالت عالقة في حلقه، إذ بعدما سجل الهدف الذي أهل بلاده إلى العرس القاري، فقد مكانه في آخر لحظة بعدما فضل المدرب تعويضه بكارلوس لابيترا في القائمة النهائية التي خاضت النهائيات الأوروبية وأحرزت أول لقب قاري في تاريخ المملكة الأيبيرية.
وفي سنة 1971، وضع خينتو حدا لمسيرته ليُسدل الستار بذلك على حقبة مهمة في تاريخ الأبيض الملكي، حيث تردد في مختلف الصحف أن "مباراة نهائية بلا باكو خينتو لا تُعتبر مباراة نهائية بمعنى الكلمة، بل مباراة نهائية مبتورة". وبعد ترك البساط الأخضر، بقي أسطورة قلعة الميرينغي حاضرا في عالم كرة القدم، حيث تولى تدريب أندية مرموقة مثل كاستيا وكاستيون وفالنسيا وغرناطة فضلا عن بعض فرق الناشئين والشبان في نادي ريال مدريد. ثم اختير خينتو بعد ذلك سفيراً لريال مدريد في أوروبا، علما أن عملاق العاصمة أقام حتى الآن ثلاث مباريات تكريمية على شرفه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)