الجزائر

فتح ورشة للترجمة الرسمية الجزائرية وتدريس النص المسرحي أهم التوصيات



- توحيد المصطلح الترجماني في المخابر العربية والدوليةدعا الباحثون أمس في اختتام أشغال الملتقى الدولي حول "الترجمة والمسرح والهوية بين التأثير والتأثر" الذي نظم بمركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية (كراسك ) وهران بالتعاون مع مسرح عبد القادر علولة إلى مجموعة من التوصيات أهمها الإبقاء على تنظيم الملتقى سنويا، و في تاريخه مع الاحتفاظ بالعنوان المركزي و تغيير العنوان الفرعي الذي يشمل موضوع معين ، يحضره أكبر عدد من الباحثين من الدول الأجنبية و العربية ، خاصة دول البحر الأبيض المتوسط، مع توفير مترجمين فوريين و محترفين خلال الملتقى ، حتى يتمكن الحضور من متابعة التدخلات التي تكون بلغة أجنبية كالانجليزية أو غيرها.
كما أكد الباحثون على ضرورة فتح ورشة للترجمة الرسمية الجزائرية ، وتدريس النص المسرحي لطلبة معاهد الترجمة ، توحيد المصطلح الترجماني إن أمكن بين المخابر العربية و الدولية، وخلق ورشة للدراسات التاريخية والمخطوطات وترجمة التاريخ ،والتركيز على الهوية الجزائرية في كل الترجمات، إلى جانب دعم القرارات التي من شأنها النهوض بأعمال الترجمة في الجزائر و الوطن العربي و دول الحوض المتوسطي ، انطلاقا من ترسيخ دور الجامعات ومراكز البحث في تحويلها إلى صناعة حقيقية من خلال نظرة مستقبلية حضارية.
وفيما يخص أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي الذي شمل عدة ورشات علمية حول إشكالات النص المسرحي، ودور المنظمة العربية للترجمة في تعميق الثقافات، ، فقد ركز أغلبية المتدخلين على مختلف القضايا التي لها علاقة بالنهوض بحركة الترجمة العربية، حيث تطرقت الأستاذة مريم شواقري من جامعة وهران 1 إلى ترجمة أثر الدين و التاريخ و الهوية في مسرحية "السيد إبراهيم و زهور القرآن " للكاتب الألماني " شميث"، والتي تحولت فيما بعد إلى فيلم من بطولة عمر الشريف ، و تم ترجمتها من الفرنسية إلى العربية من قبل محمد سلموي، وقد حملت دلالات عميقة حول الهوية والمعتقد ، لتبرز كل من الباحثتين فاطمة هبري و ليلي كواكي في مداخلتهما المشتركة حول " النص الأدبي و الهوية بين الترجمة و الاقتباس " أهمية الهوية في المسرح المغاربي من خلال دراسة مسرحية " محبة الحكمة كنز _ الديانات الثلاثة " لمؤلفها جوتهولد إفرائهم ليسينج لبتي ، كتبت باللغة الألمانية القديمة، والتي كانت تنتقد الأوضاع السائدة آنذاك، والدعوة للتسامح والتعايش في سلام، وقام بترجمته الدكتور مراد علمي الذي نقله إلى اللهجة المغربية، حيث كان التساؤل المهم حول نقل هذا العمل، وترجمته من نصه الأصلي أم عن اقتباس للنص؟.
أما الباحثة فاطمة الزهراء طوبال من جامعة وهران 1 فهي الأخرى عرجت على مسألة ابستمولوجيا الترجمة في النصوص التاريخية بين النظرية و التطبيق، و قدمت مقاربة علمية حول الموضوع من خلال التأثيرات الإيديولوجية السياسية وإسقاطها على النصوص التاريخية كما تطرقت الأستاذة سناء الزاوي في تدخلها حول الهوية الثقافية و الهوية الاجتماعية في علاقة التأثير و التأثر إلى سؤال جوهري، هو البحث عن الذات وعن الانتماء داخل المجموعة والتطرق إلى مقوماتها ومميزاتها ،وصولا إلى علاقة التأثير و التأثر بينهما ، وجميعها تصب في مجموعة من المكونات التي تدل على الأفراد داخل مجتمعهم و تمنحهم الصفة القانونية للتصرف بحرية مطلقة تحفظها الأحكام الدستورية و التشريعية المحلية و الدولية .
في حين ركزت الباحثة رحاب علولة في ورقتها على النص والخشبة ، حيث قالت إن الترجمة المسرحية بقيت على هامش الدراسات الترجمية، و ظلت الدرامية ترتبط بالنصوص الأدبية حتى أواخر القرن الماضي، و حاول السيميائيون أمثال باتريس بافي و آن اوبارسفالد تسليط الضوء على خصوصيات النص المسرحي الذي يتسم بميزات خاصة، تجعل دراسته و تحليله و ترجمته أكثر تركيبا ،مما يبدو عليه و يصبح دور المترجم أكثر تعقيدا إذا نظرنا إلى المسرح كممارسة فنية ، وليس كنوع أدبي نظرا للعناصر المتداخلة التي تحكمه، والتي تضع النص المسرحي في مكانة مميزة تسمح له بتجاوز القالب الأدبي،ليصبح النص جزءا من الأجزاء المكونة للعرض المسرحي، و لعل الميزة الأولى والرئيسية التي تجعل من هذا النص نصا مركبا هجينا هي علاقة النص بالعرض و تداخل التعابير النصية اللفظية وغير اللفظية ،معتمدة في نفس السياق على نص " أرلوكان خادم السيدين " للكاتب عبد القادر علولة والمترجم من نص الأصلي للكاتب المسرحي الايطالي كارلو غولدوني.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)